الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوارات

صاحب دعوة خلع الحجاب لـ"البوابة": أنا مش كافر.. وفكرتي تقضي على التحرش

الكاتب الصحفى شريف
الكاتب الصحفى شريف الشوباشى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هيثم عبد الشافي

الشوباشي: أقول لرجال الأزهر: اهدموا أصنام البخارى وابن تيمية التي عفا عليها الزمان
محمد عبده مكث 10 سنوات يكنس الأزهر من دماغه
قال الكاتب الصحفى شريف الشوباشى، صاحب دعوة «خلع الحجاب»، إن فكرته «ترجع في الأساس إلى هدى شعراوى، فالأخيرة خلعت الحجاب منذ ٩٦ عامًا، ووقتها رغم أن المجتمع كان بدائيًا وتقليديًا، إلا أنها لم يتعرض لها أحد بأذى(مية نار مثلًا)، أما الآن الفكرة ستواجه تكفيرًا وقمعًا»، مشيرًا إلى أن الخلط بين الفريضة والعادة «مصيبة سودة».
بداية حدثنا عن سبب دعوتك الفتيات إلى خلع الحجاب؟
- الفكرة مش اختراع.. إذ ترجع في الأساس إلى هدى شعراوى، فالأخيرة خلعت الحجاب منذ ٩٦ عامًا، ووقتها رغم أن المجتمع كان بدائيًا وتقليديًا إلا أنه لم يتعرض لها أحد بأذى بـ «مية نار» مثلًا، أما الآن الفكرة ستواجه تكفيرًا وضربًا وقمعًا.
لم أدع أحدًا للكفر أو ممارسة الرذيلة، كل ما قلته أن تخرج مجموعة من الفتيات ٣٠ سيدة مثلًا إلى ميدان التحرير في الأسبوع الأول من الشهر المقبل، لخلع الحجاب خلال تظاهرة عامة وبعدها نمضى في سلام، على أن يحيط بهم مجموعة من الرجال لحمايتهم، وسأكون أول هؤلاء الرجال، وكذا أكدت على إخطار مديرية أمن القاهرة بذلك لتوفير الحماية.
وبعدها نشرت مقطع فيديو مصورًا مدته ١٢ دقيقة من سلسلة حلقات سجلتها تحت عنوان «كلام محظور»، ذكرت خلاله واقعة مظاهرة هدى شعراوى لخلع النقاب بالتزامن مع ثورة ١٩١٩.
دعنى أقول لك الأهم، فكرة الحجاب الراسخة في عقولنا ظهرت وتنامت وترعرعت مع ظهور الإسلام السياسي، ومحاولة تجار الدين الوصول للحكم وفكرة الخلافة، وخلال هذ الفترة سلكوا طرقًا ملتوية للوصول إلى أهدافهم الدنيوية وأهمها ورقة الحجاب، لأنه راية وعنوان وعلم وشعار وهم أدركوا أهمية هذه النقطة ومدى ارتباط الشعب بالثوابت الدينية الجديدة، لذا صنعوا من هذه القماشة أسطورة كاذبة ووهمية.
لكن خرجوا عليك يتهمونك بالجنون والعلمانية..ما رأيك؟
- لا يعيبنى أن أكون علمانيًا متحررًا، بل يشرفنى ذلك، فالعلمانى بالنسبة لهم كافر «وأنا مش كافر» أنا علمانى أفصل بين الدين والدولة، لأن الدين لا علاقة له بالحكم.
أما بخصوص اتهامى بالجنون.. فيشرفنى ويزيدنى سعادة أن ألقى مصير سيد البشر محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم، فالنبى أتى بجديد، وأنا لا أدعى النبوة بالتأكيد، لكن أعمل جاهدًا كى أساهم في هدم الثوابت العفنة والجامدة.
وماذا عن تراث البخارى وابن تيمية ودوره في تأصيل أزمة الثوابت؟
- يحتاج لـ«غربلة».. وغيرى عشرات نادوا بإعادة النظر في قداسة نصوص البخارى وابن تيمية وأبو حنيفة، فهم رجال ونحن رجال، «ربنا أدانا مخ عشان نشغله»، ولا بد من إعمال العقل مع النص، فلا قداسة إلا للقرآن فهو النص الوحيد الثابت لدينا، وغيره نصوص بشر متناقلة تحتاج لإعادة «تدوير»، لأنها لا تصلح لكل العصور، أما القرآن يصلح لكل زمان ومكان.
قالوا عنك إنك داعشى الفكر.. ما ردك؟
- ضحك طويلا: التطرف أنتم من ابتدعه، أقصد الإسلاميين، دعوتى ليس فيها إجبار أو قمع أو قهر، «أنا مش هضرب المحجبة في الشارع عشان تخلع الطرحة»، ولا أطالب بقانون ضد الحجاب، بل أطالب بترك القيود وأدعو الناس بالحسني، للاعتدال حتى يعود الإسلام إلى «إنما خلقناكم أمة وسطًا».
الآن فتيات مصر تعرضن للتهديد والترويع والإرهاب النفسى، حتى يتم إجبارهن على ارتداء الحجاب الذي أصبح مسارًا لكثير من أشكال النفاق والغش في المجتمع المصري، وهناك آلة دعائية جبارة من جانب جماعات الإسلام السياسي وقفت وراء الحجاب بهدف تكوين دولة الخلافة.
دعوتك جعلت الأزهر الشريف يتهمك بالشذوذ الفكرى..لماذا كل هذا التصدى لفكرتك؟
- حزين لموقف الأزهر، خاصة وكيل المشيخة، الدكتور عباس شومان، فالرجل قال إن المطالبة بترك الحجاب والتظاهر بدونه، يعد تدخلًا سافرًا واعتداء صارخًا على حرية وكرامة الإنسان، فكما لا يجوز له أن يطلب من المرأة ترك الصلاة أو الصيام أو الحج، فلا يجوز أيضًا مطالبتها بترك الحق الذي آمنت به من تلقاء نفسها.. هنا خلط شومان بين فرائض مثل الصلاة والصيام وبين عادة اسمها الحجاب.. لنا الله!
الخلط بين الفريضة والعادة على لسان الرجل الثانى في الأزهر الشريف «مصيبة يا نهار أسود هنتقدم إزاى وسط العقول المتحجرة دي»؟! الأزهر يسقط في جمود فعلًا، بعد أن كان منارة ثقافية ودينية على أيدى حسن العطار ورفاعة الطهطاوى والأحمدى الظواهري، ورغم أن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على قدر كبير من العلم والثقافة، إلا أنه «مش قادر يسيطر عليهم»، وأقصد هنا التيار المهيمن على الأزهر الذي يجب الإطاحة به، وكذا عليه أن يفكر في «غربلة» المناهج الأزهرية التي تتسبب كل عام في تخريج أصحاب الفكر المتطرف.
في الآونة الأخيرة تبنى الزميل إبراهيم عيسى اتجاهًا جديدًا للدعوة إلى تنقية كتب الحديث والرجوع إلى وسطية الإسلام.. ما رأيك؟
- أشد على يده بقوة وبحماسة، وأقول له: هذا هو المطلوب «اكسر التابوهات والألواح المقدسة اللى خنقانا يا إبراهيم».
أريد منك تعريفًا محددًا للحجاب؟
- آلة قمع وجبر وإرهاب..عادة قديمة مارستها كل المجتمعات القديمة بلا استثناء، ويستخدم فزاعة وإرهاب في المدارس والجامعات والشارع.. والبلد لم يعرف التحرش إلا مع انتشار الحجاب، ففى ستينيات القرن الماضى، وأثناء دراستى الجامعية كانت الحرية إلى أبعد مدى، فرغم أن النساء كن يلبسن فساتين قصيرة، ولا يعرفن الحجاب، إلا أنه لم نر حالة تحرش واحدة أو حتى مضايقات لفظية، ودعوتى تقضى على التحرش، لأن الأخيرة ثقافة إسلامية وافدة مع الحجاب.
ناشط قبطى قال إن دعوتك تثير الفتن الطائفية.. بما ترد؟
- الحجاب موجود في المسيحية واليهودية، وبولس الرسول أوصى بالحجاب، والتوراة تقول: على المرأة أن تغطى رأسها، وإن لم تفعل عليها أن تحلق رأسها كاملا.. وأنا بصراحة أتحدث عن المسلمات، أما المسيحيات «ما ليش علاقة بيهم».
هل ترى أن الداخلية سوف توافق على حمايتك أثناء الوقفة؟
- الكلام سابق لأوانه لكن الأمر وارد، لأن مجتمعنا تقليدي، وأنا لا أطالب بمظاهرة حتى لا تتم مقابلتها من جانب المتطرفين والمتشددين بأعمال عنف، لأنهم اعتادوا على العنف اللفظى والجسدى، ولذلك فإننا سنطلب أن تتم هذه الفاعلية تحت حماية أجهزة الأمن، والتاريخ الذي اقترحته بداية شهر مايو المقبل هو مجرد اقتراح قابل للتعديل والتغيير.
أما وجهة نظر أجهزة الأمن لا أعرفها ولا أستطيع أن أتوقعها. لكن ما أعلمه أن دور الأمن هو حماية المواطنين المصريين وحقهم في التجمع السلمى، كما أن موقف المؤسسة الدينية الرسمية لن يجبرنى على التراجع، أنا أقدم تجربتى وعلمى للوطن والمجتمع، إذا تعرضت لأى مكروه أنا مستعد وهذه هي الضريبة.
نشطاء المواقع الاجتماعية ألقوا اتهاماتهم مرة بأنك تحب الشو الإعلامي، ومرات بأنك صاحب أجندة وممول من الخارج.. فما رأيك في هذا الكلام؟
- كلام سخيف.. لا أحب الظهور الإعلامي بأى شكل من الأشكال وهناك طرق رخيصة توفر الوقت والجهد ولكن لست منهم، ولو كنت هكذا لفعلتها منذ سنوات عندما كنت أرفض حضور اجتماعات مبارك مع المثقفين، أما موضوع الأجندة والتمويل، فهذا لا رد عليه إلا «دى قلة أدب وكلام ساذج أنا أكبر منه بكثير».
في كتابك «لماذا تخلفنا؟» تطرقت لفكرة الأوامر والنواهى في الإسلام.. ماذا كنت تقصد؟
- أقصد سياسة الجبر والقهر التي ألزمتنا بالحجاب مثلًا، وسبب تخلفنا أننا نرفض أن نرى الواقع ونتمسك بماضٍ متخلف وثوابت تراثية عفنة تخلصت منها المجتمعات، ولم نفصل الدين عن الدولة.
شبكة رصد الإخبارية المعروفة بالفكر الإخوانى استغلت الدعوة وربطتها بفساد النظام.. ما رأيك؟
- لا علاقة لى بالنظام لا من قريب أو من بعيد، أو مسئول واحد في الدولة، وهؤلاء يلعبون لعبة قذرة معروفة للجميع.
بم تنصح رجال الأزهر الشريف؟
- أقول لهم الدين أبسط من كل الثوابت التي لا علاقة لها بالدين وكتاب الله.. اهدموا أصنام البخارى وابن تيمية التي عفا عليها الزمان، وأذكرهم بما قاله الإمام محمد عبده بدايات القرن الماضى لأحدهم حين جادله بأنه يدين للأزهر بالعلم: «إذا كان لى حظ من العلم الصحيح الذي تذكر، فإننى لم أحصله إلا بعد أن مكثت عشر سنين أكنس دماغى مما علق فيه من وساخة الأزهر، وهو إلى الآن لم يبلغ ما أريد له من النظافة».
من النسخة الروقية