نحن جميعًا مرتبكون ما في ذلك شك، لا نعرف على وجه التحديد ما نريده، ولا نعرف أيضًا ما الذي نرفضه.
لقد واجهنا جماعة الإخوان المسلمين، أخرجناهم من الحكم، ليس لأنهم يمثلون الإسلام كما يقولون ويرددون، كذبًا وإفكًا وزورًا، ولكن لأنهم ركبوا الإسلام جاعلين منه مطية لتحقيق أهدافهم في السيطرة على البلاد والعباد.
كانت القضية واضحة جدا، ولذلك عندما يتطوع أحدهم ويحرق كتبًا بدعوى أنها إخوانية أو من ألفها إخوان مسلمون، فهذا تخبط عقلى لا مثيل له في العالم.
إننا ضد فكرة حرق الكتب على إطلاقها، هذا عمل بربرى لا يليق بعاقل، بل إننا ضد حرق كتب خصومنا التي نرفضها، لأن حرقنا لها إعلان واضح بعجزنا تماما عن تفنيدها والتصدى لها، وحماية أنفسنا ومن نؤثر فيهم من اختراق أصحاب هذه الكتب بما تحمله من أفكار لهم.
إننى بهذا المنطق لن أكون مؤيدًا لدعوات بحرق كتب حسن البنا وسيد قطب والقرضاوى وغيرهم من قيادات الإخوان، فبدون هذه الكتب ما كنا استطعنا أن نكشف نواياهم وخططهم، وما يريدون بنا ولنا، ثم إن هذه الكتب، شئنا أم أبينا، هي جزء من التراث المصرى والإنسانى أيضا، تدخل تحت لافتة التاريخ، والتاريخ لا يختار ولا ينتقى، أو المفروض أن يكون كذلك، فسيظل محمد مرسي أحد رؤساء مصر، هذه حقيقة لا يملك أحد تغييرها، كما لن يستطيع أحد أن يغير حقيقة خروج المصريين عليه وخلعه.
وبالمنطق نفسه أجدنى غير مؤيد على الإطلاق لمن يروج لدعوات خلع الحجاب على أنها حرب على الإسلام، إنها مجرد دعوة يتجاوب معها من يتجاوب ويرفضها من يرفضها، فالأمر في النهاية حرية شخصية، لا يجب أن ننشغل بها على الإطلاق.
لكننى لا أستطيع منع نفسى من مناقشة دعوة خلع االحجاب التي تبناها المثير للجدل دائما شريف الشوباشى بمنطق آخر ومن زاوية مختلفة.
إننا ندّعى طوال الوقت أننا ليبراليون دعاة حرية، نقدس اختيارات الآخرين، ولا نتدخل فيما يريده البشر لأنفسهم، فلماذا نتخلى عما ندعيه لأنفسنا وندعو لإجبار الآخرين على فعل شىء يرون هم أنه مناسب لهم.
لقد دعوت قبل ذلك إلى منع النقاب، ولم أتطرق إلى الأمر من الناحية الدينية أو الأخلاقية، ولكنى فعلت ذلك لما رأيت أنه يمثل خطرا على الأمن القومى، فكثير من العمليات الإرهابية تستخدم فيها منتقبات، لكن لا يعنينى في حقيقة الأمر الجدل حول النقاب وهل هو من الإسلام أم لا.
الحجاب يختلف أمره تماما، هو بالمناسبة وجهة نظر، وليس من الطبيعى على الإطلاق أن نتهم النساء بالعهر أو التشدد أو التخلف لمجرد أنهن اخترن لبس الحجاب، الذي هو في الأساس انعكاس لثقافة أكثر منه تطبيقًا لأوامر دينية.
دعوة خلع الحجاب في الأساس تعكس حالة من العجز في مواجهة فكرة، بل إننا عندما نتعامل مع الحجاب على أنه من الواجب منعه، فإننا نصطنع أزمة ليست موجودة على الأرض.
إننى وبمنتهى الأسف والحزن أنعى هذا المجتمع الذي لم يعد قادرا على استيعاب الاختلاف والتعايش معه، وجعله مصدرًا من مصادر قوته كما كانت دائما، ليس مطلوبًا منا أن نزيح الآخرين حتى نعيش نحن، فالعالم فيه متسع للجميع، لكن.. يا ليت قومى يعلمون.
لقد واجهنا جماعة الإخوان المسلمين، أخرجناهم من الحكم، ليس لأنهم يمثلون الإسلام كما يقولون ويرددون، كذبًا وإفكًا وزورًا، ولكن لأنهم ركبوا الإسلام جاعلين منه مطية لتحقيق أهدافهم في السيطرة على البلاد والعباد.
كانت القضية واضحة جدا، ولذلك عندما يتطوع أحدهم ويحرق كتبًا بدعوى أنها إخوانية أو من ألفها إخوان مسلمون، فهذا تخبط عقلى لا مثيل له في العالم.
إننا ضد فكرة حرق الكتب على إطلاقها، هذا عمل بربرى لا يليق بعاقل، بل إننا ضد حرق كتب خصومنا التي نرفضها، لأن حرقنا لها إعلان واضح بعجزنا تماما عن تفنيدها والتصدى لها، وحماية أنفسنا ومن نؤثر فيهم من اختراق أصحاب هذه الكتب بما تحمله من أفكار لهم.
إننى بهذا المنطق لن أكون مؤيدًا لدعوات بحرق كتب حسن البنا وسيد قطب والقرضاوى وغيرهم من قيادات الإخوان، فبدون هذه الكتب ما كنا استطعنا أن نكشف نواياهم وخططهم، وما يريدون بنا ولنا، ثم إن هذه الكتب، شئنا أم أبينا، هي جزء من التراث المصرى والإنسانى أيضا، تدخل تحت لافتة التاريخ، والتاريخ لا يختار ولا ينتقى، أو المفروض أن يكون كذلك، فسيظل محمد مرسي أحد رؤساء مصر، هذه حقيقة لا يملك أحد تغييرها، كما لن يستطيع أحد أن يغير حقيقة خروج المصريين عليه وخلعه.
وبالمنطق نفسه أجدنى غير مؤيد على الإطلاق لمن يروج لدعوات خلع الحجاب على أنها حرب على الإسلام، إنها مجرد دعوة يتجاوب معها من يتجاوب ويرفضها من يرفضها، فالأمر في النهاية حرية شخصية، لا يجب أن ننشغل بها على الإطلاق.
لكننى لا أستطيع منع نفسى من مناقشة دعوة خلع االحجاب التي تبناها المثير للجدل دائما شريف الشوباشى بمنطق آخر ومن زاوية مختلفة.
إننا ندّعى طوال الوقت أننا ليبراليون دعاة حرية، نقدس اختيارات الآخرين، ولا نتدخل فيما يريده البشر لأنفسهم، فلماذا نتخلى عما ندعيه لأنفسنا وندعو لإجبار الآخرين على فعل شىء يرون هم أنه مناسب لهم.
لقد دعوت قبل ذلك إلى منع النقاب، ولم أتطرق إلى الأمر من الناحية الدينية أو الأخلاقية، ولكنى فعلت ذلك لما رأيت أنه يمثل خطرا على الأمن القومى، فكثير من العمليات الإرهابية تستخدم فيها منتقبات، لكن لا يعنينى في حقيقة الأمر الجدل حول النقاب وهل هو من الإسلام أم لا.
الحجاب يختلف أمره تماما، هو بالمناسبة وجهة نظر، وليس من الطبيعى على الإطلاق أن نتهم النساء بالعهر أو التشدد أو التخلف لمجرد أنهن اخترن لبس الحجاب، الذي هو في الأساس انعكاس لثقافة أكثر منه تطبيقًا لأوامر دينية.
دعوة خلع الحجاب في الأساس تعكس حالة من العجز في مواجهة فكرة، بل إننا عندما نتعامل مع الحجاب على أنه من الواجب منعه، فإننا نصطنع أزمة ليست موجودة على الأرض.
إننى وبمنتهى الأسف والحزن أنعى هذا المجتمع الذي لم يعد قادرا على استيعاب الاختلاف والتعايش معه، وجعله مصدرًا من مصادر قوته كما كانت دائما، ليس مطلوبًا منا أن نزيح الآخرين حتى نعيش نحن، فالعالم فيه متسع للجميع، لكن.. يا ليت قومى يعلمون.