على غرار مصانع تدوير القمامة.. يقوم بعض الفضائيات والصحف حاليا بعملية" تدوير" لشخصيات ووجوه طالما كرهنا رؤيتها من كثرة وجودها وفرضها علينا كمقرر دراسى ممل ومملوء بالحشو والتطويل.
معظم هؤلاء يعودون إلى الساحة بأموالهم، أوبمساعدة شركاء "السبوبة" أصحاب الفضائيات أو بنفوذ بعض بقايا عهد الفساد الذين مازالوا فى السلطة أو بدعم من رجالهم وتلاميذهم فى مواقع القيادة الذين ينفذون ما يأتمرون به .
وما حدث "إعلاميا "مع ظهور جمال وعلاء مبارك فى عزاء والدة الزميل مصطفى بكري ومن قبلهما "أحمد عز ومحمد إبراهيم سليمان وحبيب العادلى، وأحمد نظيف وفتحى سرور وزكريا عزمى وأنس الفقى يؤكد نجاج عمليات "تطهير سمعة" هؤلاء الفسدة فى عقول البسطاء واستمرار تشغيل ماكينة "التدوير" لعودة "دولة الفساد" بكاملها إلى الساحة!!.
وبالطبع كان لا بد من عودة "مذيعى العمالة واللا مبدأ واللا مهنية" ببرامج ممولة من الخارج وتذاع بالمشاركة بين قنوات رجال أعمال وأخرى أجنبية فالكل شركاء ويعملون بمبدأ "يرعى مع الراعى فى النهار، ويأكل مع الذئب فى المساء"، يزايدون علينا وعلى أنفسهم من أجل حفنة دولارات مغموسة بدم الأبرياء وعرض وسمعة الوطن والمواطن!.
إن ما يحدث الآن على الساحة الإعلامية "حرب" لتحطيم المعنويات وغسل الأدمغة والتشكيك فى الثوابت والدين وهى أشرس وأعنف من الحروب التى عرفها الإنسان على مدى تاريخه، بل أصبح بعضها يعمل في العلن، وتعشش في أجوائها الفتن والاضطرابات لضرب مصالح مصر عربيًا وإقليميًا بشن حملات الكراهية والفرقة ضد الدول التى مدت لنا يد العون والمساعدة مثل "السعودية والإمارات والبحرين ومن قبلها المغرب والجزائر"!!.
وأكاد أجزم أن ما يحدث هو توجه تغلب عليه "صفقة شبه رسمية" ، لتلميع رموز العملاء والخونة وفلول النظام السابق من جديد لملء الفراغ الذى تركته النخب والأحزاب بسبب معاركها الوهمية، وسد كل المنافذ أمام عودة رجال المرشد وجماعته الإرهابية، وكل ما هو "دينى"، فلم تسلم أى مقدسات إسلامية أو مسيحية من النيل والتطاول عليها.
وأبلغ دليل "حملة هز اليقين" عند الشعب تحت دعوى" تنقية الفقة والتراث ".. وهى فى الحقيقة حملة للطعن فى السنة المحمدية، والترويج لفكرة أن الأحاديث النبوية منقولة خطأ، وأنه لا بد من حرق كل تراث المجتهدين والتابعين، رغم أن المطلوب هو تجديد المحتوى التراثى، ما يواكب العصر، فالإمام الشافعي ألف مذهبا كاملا في العراق، ولما جاء إلى مصر تخلص من هذا المذهب، وكتب مذهبا جديدا يناسب عرف المجتمع المصرى، ولهذا فإن الدعوة إلى تنقية التراث ما هى إلا هجمة شرسة على الإسلام وثوابته، والتسليم لهم بهذه الدعوة هو تسليم لهدم الإسلام.
وتزامن مع ذلك الهجوم الذى شنه بعض النشطاء الأقباط، لتشويه صورة البابا تواضروس الثانى، بعد موافقته على الزواج الثانى للمسيحيين، كما استغلوا الحوادث التى يتعرض لها الأقباط للهجوم عليه، واتهام الكنيسة بالتقصير فى الدفاع عن رعاياها.. علاوة على تبنى مقولة باطلة يراد بها حق وهى أن "المناخ السياسي الحالي لا يشجع الأحزاب السياسية على المشاركة في الحياة العامة" وهو ما يؤشر لتضييق المجال السياسي وحصره على أصحاب المصالح والنفوذ والمال، فضلا عن استمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان فى شتى مجالات حياتنا!!.
واستمرارا لحالة فوضى الإعلام.. استضافت فضائية خاصة "سريح سجاير" يروج لفكرة تقنين بيع الحشيش "بينما تولت أخرى الهجوم على الدين الإسلامى وثوابته، وثالثة تنشر صورا عارية لزوجة صورها زوجها، ورابعة تحرض على قتل المخالفين للنظام، وتتبنى وجهة نظر الداخلية بل تتحدث باسم الأمن.
إن فصول المؤامرة لن تتوقف عند حد سيطرة الفضائيات الخاصة على عقول البسطاء من الشعب المصرى، وفرض حالة الفوضى الخلاقة.. وإنما هناك "الشائعات" التى تمتلئ بها مواقع التواصل الاجتماعى ونشر فتاوى كاذبة منسوبة لكبار علماء المسلمين عن جواز أكل الزوج لحم زوجته ونكاح الطفلة دون سن البلوغ وزواج الرجل فى الجنة من 10 آلاف امرأة وغيرها من "الخزعبلات" للنيل من الدين.
ولعل أسوأها على الإطلاق هي استخدامها كوسيلة أساسية للتضليل، وبث المواد التحريضية الداعية لشق الصف بين فئات المجتمع ونشر الشائعات بهدف خلق حالة لا نهائية من عدم الاستقرار.
ومن يراجع ما ترسخ في ذاكرة الشعب من معلومات مغلوطة وكاذبة يتيقن من تأثير ذلك.. فعلى سبيل المثال: صوروا فى الأفلام كذبا أن النبى محمد له أخت مغنية اسمها "الشيماء" وأن هارون الرشيد كان "خمورجيا" ويعشق النساء "على غير الحقيقة فهو كان يحج عاما ويغزو عاما، وعندما يزوره ملك أو شخص مهم كان يعطيه هدية اختراعا جديدا لم ير العالم مثيلا له.. وعيسى العوام لم يكن "مسيحيا".. والوالى محمد سعيد باشا لم يكن مثلما يصورونه "أهطل" وديليسبس ضحك عليه بطبق مكرونة وأخذ قناة السويس، بل كان حاكما عظيما فهو أول من عين المصريين ضباطا فى الجيش وشق مشروع حاضر مصر ومستقبلها "قناة السويس".
كما أن الخديو إسماعيل لم تكن كل حياته "ستات" ولم تكن له معركة مع المغنى عبده الحامولى على زوجته "ألمظ " بل عبده الحامولى كان من حاشيته وكان مقربا منه جدا لدرجة أنه اعتزل الغناء بعد ترك إسماعيل الحكم وانسحب من حاشية الخديو توفيق، والحاكم "قراقوش" لم يكن متجبرا وغبيا فى حكمه بل هو من بنى قلعة صلاح الدين والقناطر الخيرية بأوامر صلاح الدين الأيوبى.
كما أن هناك أكذوبة اسمها "الأسلحة الفاسدة" قيلت لتبرير الهزيمة.. فوفقا لشهادة المرحوم الفريق سعد الدين الشاذلى أنها كانت أسلحة حديثة ومتطورة ولم تكن فاسدة.. والخطأ أن الجيش لم يتدرب عليها بشكل كافٍ ولم يستطع الجنود التعامل معها فجاءت شائعة أنها ترتد فى صدور جنودنا!.
لقد صدقنا هذه الأوهام لأننا شعب من الأسرى للأكاذيب والتضليل، والتطبيل للسلطان والسير خلف جنازة "كلب العمدة"!.