السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

المحكمة الجنائية الدولية وشرعية الرئيس ابو مازن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما أن تلقينا قبول انضمام دولة فلسطين الشقيقة لعضوية المحكمة الجنائية الدولية ، وفرحنا بهذا الانتصار المعنوي خاصة ، وقد اصاب قادة العدو الصهيوني بالانفعال الحاد ، والغضب ، وتوعدوا السلطة الوطنية بالانتقام بمزيد من الحصار الاقتصادي ، والاعتداءات المستمرة ، وحجز اموال السلطة الوطنية من ضرائب ورسوم وخلافه ، ومزيد من اقامة المستوطنات ، وتهويد القدس .
حتى خرج علينا المتحدث الرسمي بالانقلابين بقطاع غزة ليفسد هذه الفرحة ، وذلك من خلال تصريحه بأن شرعية الرئيس محمود عباس الدستورية "منتهية وفق القانون الفلسطيني" الامر الذي اعاد البسمة ، والفرحة لوجوه قادة العدو الصهيوني ، وليقدم خدمة مجانية لهذا العدو بالتشكيك في شرعية الرئيس ، وكافة ما اتخذوه من اجراءات من الحصول على اعتراف دولي بدولة فلسطين بدلا من الاعتراف كعضو مراقب بالأمم المتحدة .
وكان ذلك رداً على ما قاله رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية في اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح ، والذي لا يخرج عن كونه اثناء على نتائج القمة العربية خاصة الاجماع العربي ، وعودة الشرعية لليمن الشقيق ، وتشكيل القوة العربية المشتركة ، وعودة الشرعية لقطاع غزة بوحدة الصف الفلسطيني لأنه هو الخطوة نحو تحقيق حلم اقامة الدولة الفلسطينية على كامل الاراضي الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل عقب عدوان 1967 ، وعاصمتها القدس الشرقية ، وكنا نأمل ان يتخذ اخوان صاحب التصريح خطوة جريئة ، وشجاعة بطي صفحة الانقسام ، وتفعيل المصالحة التي تمت في 23 ابريل 2014 بتمكين حكومة الوفاق الوطني من القيام بدورها بقطاع غزة ، وتسليم معبر رفح لحرس الرئاسة حتى يفك الحصار الاسرائيلي على اهالينا بقطاع غزة . استجابة لجهود الوساطة التي قام بها وفد الجهاد الاسلامي الذي كان يزور القاهرة مؤخرا . اما شرعية الرئيس ابو مازن فلا تحتاج الى كلام او ادلة لأنها ثابتة وواضحة ، وتوجد اسباب قهرية حالت دون اعادة انتخابه ، وليس له يد فيها ، وعرفناه مناضلًا ، ويحوز على ثقة الشعب الفلسطيني ، ولا يحوز على رضاء الكيان الصهيوني لأنه صاحب فكرة النضال السلمي الى جانب الكفاح المسلح ، والكفاح السلمي يكشف ، ويعري الكيان الصهيوني ، واساليبه النازية التي يتخذها في حق شعبنا الفلسطيني نظرا لعدم وجود تكافؤ في تسليح المقاومة ، والجيش الاسرائيلي ، ولا يغضبكم منه انتقاد بعض تصرفاتكم . فالنقد لمصلحة القضية ، وليس تصفية حسابات شخصية وكان طبيعيا ان يتولى رئيس وزراء السلطة الوطنية ، ووزير الداخلية في الفترة من مارس حتى اكتوبر 2003 حتى تقدم باستقالته ، وشغل رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير منذ نوفمبر 2004 ، وقام بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية كممثل عن منظمة فتح التي اجريت في 9يناير 2005 ، ونجح بحصوله على 62.52% من الاصوات ، وسعى من اجل حصول فلسطين على عضوية الامم المتحدة ، ونجح بذلك باختيارها عضوًا مراقبًا بتاريخ 29/11/2012 حيث حصلت على اصوات 138 دولة ، واعترضت 9 دول ، وامتنعت 41 دولة عن التصويت لتصبح دولة فلسطين العضو 194 في الامم المتحدة .
واذا كانت ولايته قد انتهت في 9/1/2009 فلا ذنب له في عدم اجراء انتخابات بسبب انقلابكم في قطاع غزة ، وعزل باقي الفصائل الاخرى ، واعقبه الاعتداءات الاسرائيلية ، والمجازر التي ارتكبتها اسرائيل على قطاع غزة خلال 2008 حتى 2009 ثم عاودت الاعتداء في عام 2012 وأخيرا في عام 2014 وفي كل هذه الاعتداءات ارتكبت اسرائيل جرائم حرب ، وابادة للشعب الفلسطيني حيث ابادة اسر بالكامل ماتوا في حطام منازلهم التي تم استهدافها من خلال الطائرات ، والصواريخ الموجهة ، وحتى الاطفال لم يسلموا من هذه الاعتداءات وبدلا من هذا التصريح كان اجدى بكم اعداد ملفات هذه الاعتداءات ، وتوثيقها لتقديمها للمحكمة الجنائية الدولية خاصة ، وانكم سبق لكم واتهمتم السلطة الوطنية بالتخاذل .
بالرغم من انها قامت في ابريل 2014 بالتوقيع على طلب الانضمام لـ 15منظمة ، ومعاهدة دولية في الامم المتحدة ، وكان ذلك ردا على عدم وفاء اسرائيل باتفاقها بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الاسرى .
والمحكمة الجنائية الدولية تأسست في عام 2002 كأول محكمة قادرة على محاسبة الافراد المتهمين بجرائم الابادة الجماعية ، وجرائم الحرب ، والاعتداء ، وضد الانسانية وبرزت اهميتها بعد الحرب العالمية الثانية حيث اقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار انشائها في عام 1998 بأغلبية 120 صوتا مقابل 7 اصوات زافضة وامتناع 21 عن التصويت ، والدول السبع هي امريكا واسرائيل وقطر والعراق وليبيا واليمن ، وهي هيئة مستقلة عن الامم المتحدة من حيث الموظفين ، والتمويل ، وقامت بفتح اربع تحقيقات في اربع قضايا اوغندة الشمالية ، وجمهورية الكونغو الديمقراطية ، وجمهورية افريقيا الوسطى ، ودارفور ، واصدرت 9 مذكرات اعتقال / ومقرها في هولاند .
وفي عام 2002 قامت كل من امريكا ، واسرائيل بسحب توقيعهما حتى لا يتحملا تنفيذ ما يترتب عليه من التزامات وعلينا ان نتوقف عن اي افعال او اقوال او تصريحات تؤدي الى ترسيخ الانقسام ، والتفتيت.
فمصلحة الوطن تعلو على مصلحة الافراد ، والاشخاص ، والمنظمات ، والتاريخ لا يرحم من تخاذل ، وواهم فيكم من يتخيل ان اسرائيل كيان استيطاني ، وعنصري سيقدم على اي عمل يخدِّم على القضية الفلسطينية .
فلا يخفى على احد الجهد الذي بذلته امريكا واسرائيل في خلق قضايا وهمية لإشغال الرأي العام العالمي ، والعربي بدلا من قضية فلسطين من خلال المنظمات التي صنعتها اجهزة مخابراتها كالقاعدة ، وداعش ، وما يستجد حتى يتم طمس القضية الفلسطينية الامر الذي يفرض علينا جميعا التوحد ، ونبذ الانقسام ، والتفتيت لأنه يخدم مصلحة الاعداء ، ويمكن تحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الاراضي الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل عقب عدوانها في عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية ، لأن كافة الحيل الامريكية ، والاسرائيلية خاصة ركوبها ما يسمى بثورات الربيع العربي ، ومحاولاتهم تفتيت ، وتقسيم البلاد العربية لدويلات ، وتدمير الجيوش العربية حتى لا يبقى سوى الجيش الاسرائيلي الوحيد القوي في المنطقة قد فشلت بفضل ثورة الشعب المصري في 30يونيه ، وانضمام جيشه الوطني ، وجهاز الشرطة لهذه الثورة ، وفضح المخططات الامريكية ، والاسرائيلية ، وبداية اجماع عربي من خلال القمة العربية مه وحدة الصف الفلسطيني سيعجل بإقامة الدولة الفلسطينية ، وانها حقا ثورة حتى الانتصار .