فى طريق التجديد الدينى أفتش عن المرأة .
مُنذ رحلت الدكتورة بنت الشاطئ فى أول ديسمبر 1998، لم أسمع عن فقيهات وعالمات فى الدراسات الإسلامية . لا عقلية نابهة تُصالح بين المرأة والدين، ولا كاتبة متمرسة تُعيد صياغة جوانب البهجة النسائية فى ديننا، لا كلمات جديدة حول تحرير المرأة فى الإسلام أو الاعتراف بحقوقها أو تحسين أوضاعها اجتماعيا والتحفيز على تعليمها.
كانت بنت الشاطئ طلقة زمن أخضر لم نعرف فيه تطرفا أو تعصبا أو تكفيرا، من دمياط أطلت فى زخم حراك ثقافى وتحول اجتماعى يتسلق نحو التحضر ، اختارت علوم الدين مبحثا وتفوقت وشاركت فى البحث حتى اختيرت أول محاضر فى جامعة الأزهر، ثُم تركت لنا أكثر من 40 كتابا وبحثا فى الفقه والتاريخ الإسلامى وتفسير القرآن
بعدها لم نسمع صوت امرأة تُفكر وتكتب وتُحلل وتستنبط وتُبشر بدين الله مُدللة على عظمته وتقدميته واحترامه وتقديره لنصف المجتمع ، ماذا جرى ؟ ولِمَ تراجعنا واعتزلت المرأة علوم الدين وتركتها فريسة لمجتمع ذكورى يُفسر ويُحلل ويأول بما يتفق مع جنسه ؟
كيف ارتددنا إلى عصور البداوة وأعدنا إنتاج خطاب التضييق على المرأة واعتبارها أصل كل فتنة وأساس كُل داء ؟ كيف لقد تقهقر الخطاب الدينى قرنا من الزمن وأطل النقاب، وانتشر تعدد الزوجات بين المُتظاهرين بالتدين ؟
بالطبع ليست المشكلة فى الدين ، والدليل بنت الشاطئ . لكنها مُشكلة الخطاب المُنفّر والفكر المُتطرف الذى استعاد مكانته كفكر حاكم للدين الإسلامى بدعم من أنظمة مُستبدة مالأها الكهنة ونافقتها المؤسسات الدينية .
أكتب ذلك وأنا حزين أن أسمع أن العاهل المغربى الملك محمد السادس قرر قبل أيام زيادة تمثيل النساء فى المجلس العلمى الأعلى ببلاده وهو مجلس دينى وروحى يستمد توجهاته من الدين الإسلامى . قال الملك إنه يتعلق بما لا يعارض دور المرأة فى المساهمة بقسط كبير فى تحقيق النهضة الشاملة، ويأتى ذلك فى إطار خطة حكومية للمساواة أطلقت عليها اسم "إكرام في أفق المناصفة"، يمتد تنفيذها إلى 2016 وتتضمن 143 إجراءً من أجل منع مختلف أشكال التمييز ضد النساء، وتعزيز مبادئ المناصفة والمساواة التي دعا لها الدستور المغربي الجديد.
وحزنى لا علاقة له بالمغرب ، فما يحدُث هُناك مُفرح ، ومُبهج ، ودليل على التحضر والرقى ، وإنما لأن وطنى كان ينبغى أن يسبق ويتقدم فى مثل هذا المنحى ، وهو الرائد فى التحرر والتجديد والحضارة .
إن المرأة متى دخلت إلى قطاع نما، ومتى شاركت فى نهضة عضدت، ومتى ساهمت فى بناء علا ، وأتصور أن الدولة المصرية مُطالبة بإتاحة فرص أعظم وأكبر لمشاركة نسائية عظيمة فى علوم الإسلام ودراساته .
والله أعلم .
كانت بنت الشاطئ طلقة زمن أخضر لم نعرف فيه تطرفا أو تعصبا أو تكفيرا، من دمياط أطلت فى زخم حراك ثقافى وتحول اجتماعى يتسلق نحو التحضر ، اختارت علوم الدين مبحثا وتفوقت وشاركت فى البحث حتى اختيرت أول محاضر فى جامعة الأزهر، ثُم تركت لنا أكثر من 40 كتابا وبحثا فى الفقه والتاريخ الإسلامى وتفسير القرآن
بعدها لم نسمع صوت امرأة تُفكر وتكتب وتُحلل وتستنبط وتُبشر بدين الله مُدللة على عظمته وتقدميته واحترامه وتقديره لنصف المجتمع ، ماذا جرى ؟ ولِمَ تراجعنا واعتزلت المرأة علوم الدين وتركتها فريسة لمجتمع ذكورى يُفسر ويُحلل ويأول بما يتفق مع جنسه ؟
كيف ارتددنا إلى عصور البداوة وأعدنا إنتاج خطاب التضييق على المرأة واعتبارها أصل كل فتنة وأساس كُل داء ؟ كيف لقد تقهقر الخطاب الدينى قرنا من الزمن وأطل النقاب، وانتشر تعدد الزوجات بين المُتظاهرين بالتدين ؟
بالطبع ليست المشكلة فى الدين ، والدليل بنت الشاطئ . لكنها مُشكلة الخطاب المُنفّر والفكر المُتطرف الذى استعاد مكانته كفكر حاكم للدين الإسلامى بدعم من أنظمة مُستبدة مالأها الكهنة ونافقتها المؤسسات الدينية .
أكتب ذلك وأنا حزين أن أسمع أن العاهل المغربى الملك محمد السادس قرر قبل أيام زيادة تمثيل النساء فى المجلس العلمى الأعلى ببلاده وهو مجلس دينى وروحى يستمد توجهاته من الدين الإسلامى . قال الملك إنه يتعلق بما لا يعارض دور المرأة فى المساهمة بقسط كبير فى تحقيق النهضة الشاملة، ويأتى ذلك فى إطار خطة حكومية للمساواة أطلقت عليها اسم "إكرام في أفق المناصفة"، يمتد تنفيذها إلى 2016 وتتضمن 143 إجراءً من أجل منع مختلف أشكال التمييز ضد النساء، وتعزيز مبادئ المناصفة والمساواة التي دعا لها الدستور المغربي الجديد.
وحزنى لا علاقة له بالمغرب ، فما يحدُث هُناك مُفرح ، ومُبهج ، ودليل على التحضر والرقى ، وإنما لأن وطنى كان ينبغى أن يسبق ويتقدم فى مثل هذا المنحى ، وهو الرائد فى التحرر والتجديد والحضارة .
إن المرأة متى دخلت إلى قطاع نما، ومتى شاركت فى نهضة عضدت، ومتى ساهمت فى بناء علا ، وأتصور أن الدولة المصرية مُطالبة بإتاحة فرص أعظم وأكبر لمشاركة نسائية عظيمة فى علوم الإسلام ودراساته .
والله أعلم .