أصبح ظهورها كل عام طقسا من طقوس أسبوع الآلام ينتظره كل محبيها ومريديها وكل من يشعر فى حلاوة صوتها العذب وصلاتها شفاء لما بداخله من مرار ووجع الواقع الذى أصبحنا نعيش فيه الآن، لا يقتصر سماع صلواتها على المسيحيين فقط، بل يسمعها ويحفظها الكثير من المسلمين، لتبقى فيروز هى الوحيدة التى جمعت -تحت صوتها- وهى تصلي لبنان، بل الوطن العربي كله بجميع طوائفه، لتصمت كل الأصوات ولا يعلو فوقها صوت ليلة الجمعة الحزينة من كل عام.
من مدينة القدس وأثناء زيارة البابا لها كانت أولى إطلالاتها للتراتيل أمام الحشود بعد تسجيلها لعدة تراتيل، كان منها ما له علاقة بأسبوع الآلام، ومنها ما كان يحكي قصص الميلاد، كانت تلك التراتيل منذ مطلع الخمسينيات، ثم شهدت كنيسة مار إلياس وساحتها بأنطلياس انطلاق مسيرتها الترتيلية التى لم تحتجب عنها عاما وأصبحت طقسا ينتظره كل من يتضرع لها ولصلاتها التى أذابت جدران الكنائس وشكلت منه معبدا عتيقا.
استمر الوضع إلى أواخر التسعينيات، وكانت ترتيلة الأم الحزينة ترافقها كل عام منذ بدأت الحرب وحتى منتصف التسعينيات، وكأنها ترسل كل عام للبنان رسالة الأم الموجوعة على موت ابنها، حيث بدأت تلك الرسالة من حريصا عام ١٩٨١ لتكون أول من شهدت صوتها وهو ينوح على الابن المصلوب قائلة: «أنا الأم الحزينة وما من يعزيها فليكن موت ابنك حياة لطالبيها»، ومن ثم كانت كنيسة الوردية الحمرا ببيروت عام ١٩٩٠ ودير البلمند شهدا أشهر تراتيلها عام ١٩٩٢، واستمرت هذه الحال إلى أن انتهت الحرب بلبنان وكانت كل عام تختار الكنائس التى هدمها الحرب قبلة لصلواتها وتضرعها بأن تعود لبنان لمجدها كما كانت وتعلو كلمة الحق، لتحل علينا فى آخر إطلالة لها أمام الجمهور فى عام ٢٠٠٨ بكنيسة مار إلياس فى المصيطبة، وتبدأ بعد ذلك الإطلال كل عام بتراتيل جديدة مسجلة فيديو يتم بثها صبيحة أحد القيامة، وتناثرت الأقوال عن سبب عدم ظهورها أمام الجمهور ليكون القول الأرجح أن عددا من الكهنة رأوا أن فى التصفيق الحاد الذى يصفقه الحاضرون شيئاً من امتهان لقداسة وحزن هذا اليوم وهو «الجمعة العظيمة» التى صلب فيها المسيح فامتثلت لذاك الرأي واحترمته وبدأت تظهر كل عام بترتيل مسجل تختار ترانيمه بعناية لتوصف المشهد الحالي.
ولم تتوقف فيروز عن إطلالاتها سوى فى العام الماضي، وهو ما أصاب الكثير من جمهورها بالاستياء بعد انتظارها ولا أحد يعلم السبب، وكان الأرجح أنها اكتفت بالظهور فى ذكرى وفاة عاصي بترتيله «آفي ماريا» لتخرج لنا هذا العام فى إطلالة جديدة وعلى غير العادة كانت إطلالتها بمناسبة أحد الزعف لتحكي قصة الميت الذى أقامه السيد المسيح وفرحة أهله بتلك القيامة، ورتلت قائلة: «افرحي يا بيت عنيا»، هكذا فيروز صلة كل عام وهكذا تضرعت للبنان الموجوع، الذى لا يزال يحتاج الكثير من الصلوات لعودته لمجده من جديد.
من مدينة القدس وأثناء زيارة البابا لها كانت أولى إطلالاتها للتراتيل أمام الحشود بعد تسجيلها لعدة تراتيل، كان منها ما له علاقة بأسبوع الآلام، ومنها ما كان يحكي قصص الميلاد، كانت تلك التراتيل منذ مطلع الخمسينيات، ثم شهدت كنيسة مار إلياس وساحتها بأنطلياس انطلاق مسيرتها الترتيلية التى لم تحتجب عنها عاما وأصبحت طقسا ينتظره كل من يتضرع لها ولصلاتها التى أذابت جدران الكنائس وشكلت منه معبدا عتيقا.
استمر الوضع إلى أواخر التسعينيات، وكانت ترتيلة الأم الحزينة ترافقها كل عام منذ بدأت الحرب وحتى منتصف التسعينيات، وكأنها ترسل كل عام للبنان رسالة الأم الموجوعة على موت ابنها، حيث بدأت تلك الرسالة من حريصا عام ١٩٨١ لتكون أول من شهدت صوتها وهو ينوح على الابن المصلوب قائلة: «أنا الأم الحزينة وما من يعزيها فليكن موت ابنك حياة لطالبيها»، ومن ثم كانت كنيسة الوردية الحمرا ببيروت عام ١٩٩٠ ودير البلمند شهدا أشهر تراتيلها عام ١٩٩٢، واستمرت هذه الحال إلى أن انتهت الحرب بلبنان وكانت كل عام تختار الكنائس التى هدمها الحرب قبلة لصلواتها وتضرعها بأن تعود لبنان لمجدها كما كانت وتعلو كلمة الحق، لتحل علينا فى آخر إطلالة لها أمام الجمهور فى عام ٢٠٠٨ بكنيسة مار إلياس فى المصيطبة، وتبدأ بعد ذلك الإطلال كل عام بتراتيل جديدة مسجلة فيديو يتم بثها صبيحة أحد القيامة، وتناثرت الأقوال عن سبب عدم ظهورها أمام الجمهور ليكون القول الأرجح أن عددا من الكهنة رأوا أن فى التصفيق الحاد الذى يصفقه الحاضرون شيئاً من امتهان لقداسة وحزن هذا اليوم وهو «الجمعة العظيمة» التى صلب فيها المسيح فامتثلت لذاك الرأي واحترمته وبدأت تظهر كل عام بترتيل مسجل تختار ترانيمه بعناية لتوصف المشهد الحالي.
ولم تتوقف فيروز عن إطلالاتها سوى فى العام الماضي، وهو ما أصاب الكثير من جمهورها بالاستياء بعد انتظارها ولا أحد يعلم السبب، وكان الأرجح أنها اكتفت بالظهور فى ذكرى وفاة عاصي بترتيله «آفي ماريا» لتخرج لنا هذا العام فى إطلالة جديدة وعلى غير العادة كانت إطلالتها بمناسبة أحد الزعف لتحكي قصة الميت الذى أقامه السيد المسيح وفرحة أهله بتلك القيامة، ورتلت قائلة: «افرحي يا بيت عنيا»، هكذا فيروز صلة كل عام وهكذا تضرعت للبنان الموجوع، الذى لا يزال يحتاج الكثير من الصلوات لعودته لمجده من جديد.