الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

"الغباء الحوثي"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ اللحظة الأولى للحركة الحوثية ويلاحظ أنها تتحرك بغباء وعدم قراءة صحيحة للأوضاع الإقليمية في المنطقة والقراءة الضالة للأحداث تحرم صاحبها من إدراك حقائق الأمور، فالمعروف للجميع أن اليمن هي الفناء الخلفي للمملكة العربية السعودية أو ما يطلق علية المجال الحيوي للسعودية فإن السعودية بكل إمكانيها لن تسمح بتغير، الأوضاع في اليمن إلى ما يهدد مصالحها ومصالح دول الخليج ولعل العالم كله يعلم عن أزمة الصواريخ الكوبية، حيث إن الاتحاد السوفيتي سابقاً قام بوضع صواريخ نووية في جزيرة كوبا التي لا تبعد عن الشواطئ الامريكية أقل من 200ك.م فما كان من الرئيس الأمريكي آنذاك جون كيندى إلا أنه هدد روسيا بأن لم تسحب صواريخها فسوف يتم ضرب كوبا بالقنابل الذرية فما كان من الاتحاد السوفيتي إلا أن يسحب صواريخه، فهكذا دائماً ما تتحرك الدول إذا تم العبث في مجالها الحيوي، ولكن مجالها الحوثي لا يقرأ المشهد جيداً ومن أسباب هذا الغباء الدعم الإيراني غير المحدود الميليشيات الحوثي الذى إغراهم بعدم التفاوض مع النظام والاستمرار في التصعيد وهوما يطلق عليه في عالم السياسة "وهم القوى" فالدعم الإيراني جعل الميليشيات الحوثية مصابة بالصم والعمى.
الغباء الثاني للحوثين هو تحالفهم مع على عبد الله صالح هو الرئيس اليمنى الذى قامت ضدة ثورة الشعب اليمنى فهذا التحالف جعل من الحوثين بدلاً من أن يكونوا شركاء للشعب اليمنى في ثورته ضد الفساد الذى يمثله الرئيس صالح وزمرته تحولوا إلى إعداء للشعب اليمنى وإدرك الشعب اليمنى لا يبحثون إلا عن مصالحهم الطائفية ولا يعنيهم الشعب اليمنى الذى قام بثورة على فاسد الرئيس على عبد الله صالح الحليف الرئيسي للحوثين رغم أن منذ فترة قصيرة كان العدو اللدود للحوثين شن ضدهم حروباً عديدة ومن أجل المصالح الطائفية للحوثين تناسوا لعلى عبدالله صالح كل مساوئه ضد الشعب اليمنى وضد الحوثين أنفسهم على عبد الله صالح الرئيس الذى حول اليمن من أكبر مزرعة للبن بعد البرازيل إلى أكبر مزرعة للمخدرات وأنهارت الخدمات كلها الصحة والتعليم والطرق والمواصلات وتحولت الحكومة إلى عصابات للتهريب والتجارة والسيطرة على الاستيراد فهذا التحالف فضح وكشف نوايا الحركة الحوثية بأن مصالحها مقدمة على مصالح اليمن والشعب اليمنى الغباء الثالث للحركة الحوثية تعاملها بمنتهى الوضوح والبجاحة مع دولة إيران فهذا النوع من التحالف يسمى اختطاف اليمن لصالح الدولة الإيرانية وهو الأمر الذى لا يمكن أن تسمح به الدول العربية وخاصاً دول الخليج العربي لأن اليمن عضو في مجلس التعاون الخليجي وأن هو البوابة الجنوبية لجميع دول الخليج ولا يمكن أن تسمح هذه الدول بفرط حصار بحرى عليها بأي حال من الأحوال كما أن باب المندب لا يقل أهمية بالنسبة لمصر عن قناة السويس و ليس لمصر فقط ولكن لكل دول العالم ويوجد ثلاثة قواعد في جيبوتى لحماية باب المندب قاعدة أمريكية وأخرى فرنسية وأخرى إيطالية لأن باب المندب تمر به قرابة الـ22 ألف سفينة متجهه إلى أوروبا كل عام وهذه الدول المتجه اليها السفن لا تسمح لكائناً من كان يسيطر على هذا المرمر التجاري الهمم وبالتالي لم تكن تحركات الحوثين لاحتلال محافظتي (تعز و لحت) وهي المحافظتان المتحكمتان في إقليم باب المندب تحركاً ذكياً بل غباء يضاف الى غبائهم السابق ومن الغباء الحوثي أنهم تحركوا لاحتلال مدينة عدن التي اتخذتها الحكومة اليمنية مقراً لها بعد احتلال الحوثين لصنعاء وكان يجب أن يكتفى الحوثين بصنعاء على أن يتم التفاوض مع الحكومة في عدن، ولكن المشاهد لخطابات عبد الملك الحوثي الذى يهدد بالتصعيد دائماً ويرفض المفاوضات وكلما تقدم خطوة فلا تشبعه فيسعى للخطوة القادمة وتوعد باقتحام عدن وحرق من فيها فهذا الغرور وخطاب الاستعلاء أثبت أن القيادات الحوثية تتعاظم رغباتها الشخصية المؤثرة على تحقيق الأهداف وأنها ليست على الوعى المطلوب لمن يقود حركة في وسط هذه الأوضاع لعدم إدراكها لحقيقة ما يدور حولها وعدم قدرتها على تكيل القوى المناهضة لحركتهم مما أدى أي عدم قدرتهم على صناعة القرارات الصحيحة
*أخطاء يحب أن نتجنبها في هذا الصراع يخرج علينا مجموعة من الجهلة يطالبون بإعلان الحرب السنية ضد الشيعية فهؤلاء جهلة ويحققون الأهداف الصهيونية في المنطقة العربية والتي ذكرها الزعيم اليهودي (برجينيسكى) عندما يتحدث عن سياسة خلق إسرائيل الكبرى عندما قال من أجل تحقيق الحلم التوراتي لقيام دولة إسرائيل من النيل للفرات فعلينا أن نوجد كيانات طائفية وعرقية حول إسرائيل نتقاتل فيها بينها وتستطيع إسرائيل أن تتمدد على حساب هذه الكيانات فالشيعة العرب متواجدون بقوة في لبنان والعراق والكويت والبحرين والسعودية فهل نعلن الحرب على أنفسنا هذا ضرب من الجنوب ولعلنا جميعاً رئينا الحرب الاهلية اللبنانية التي استمرت 17 سنة تهدمت فيها لبنان تم تهجير أهلها فهل يقول عاقل بأن يجب إعلان الحرب الأهلية في السعودية والعراق ولبنان والبحرين والكويت واليمن.. إلخ من أجل دعوة جاهلة لا تدرك حقائق الأمور ولديها عمى في الرؤية السياسية والشرعية فالحرب الدائرة الآن هي بين الأطماع الإيرانية في المنطقة العربية ودفاع الدول العربية عن نفسها بأفشال المشروع الإيراني في التمدد على حساب الدول العربية فهذا صراع سياسي محصن حتى لو ألبسوه ثوب الدين فالدين الإسلامي لا يأمر بالفرقة والاختلاف فالأصول الشرعية للدين تدعو للوحدة والتضامن بين المسلمين وتحرّم قتل من يشهد بالشهادتين فالبأس هذا الصراع السياسي ثوباً دينياً فهذا أيضاً من خلال استخدام الدين لتحقيق مأرب سياسية فإيران الفارسية قبل الإسلام تمددت في اليمن واحتلت اليمن وعمان واحتلت أيضاً العراق وسوريا ووصلت إلى شواطئ البحر الأبيض في صراعها مع الدولة الرومانية، كذلك إيران في عهد شاه إيران كانت تحتل إقليم ظفار في اليمن الجنوبي و احتلت ثلاثة جزر إماراتية طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى فالصداع السياسي بين الدولة الإيرانية والعرب قائماً قبل الإسلام وبعد الإسلام فهذه صراعات سياسية حتى ألبسوها لباس الدين فهذا ما نحب أن ننبه له المخلصين الذين يجهلون خطورة الدعوة لاقتتال سني شيعي فهذا مخطط صهيوني للمنطقة وبعدها تندلع الصراعات الأخرى الصراع الكوردي العربي والزنجي العربي والمسيحي الإسلامي وهكذا نحقق لبرجنيسكي حلمه في خلق إسرائيل الكبرى
"انتبهوا أيها السادة"