هل إسلام بحيرى على حق؟.. سيسارع من يؤيدونه ويتضامنون معه، ويعتبرونه رمزًا للعقل في هذا الزمان، بقولهم إنه يملك الحقيقة المطلقة.
وهل مشايخ الأزهر على حق؟.. سيسارع من يعتبرون المؤسسة العريقة بمشايخها وعمائمها حصنًا لمواجهة التطرف ورمزًا للإسلام الوسطى بقولهم إنها تملك الحقيقة المطلقة.
ومع احترامى للجميع، فإن الكل باطل...باااااااااااااااطل.
تعالوا نفكر سويًا في أهمية المعركة المثارة الآن، والتي شغلت المصريين عبر برامج التوك شو مساء أمس الأول الخميس عن اغتيال ما يزيد على عشرين شهيدًا في سيناء، وعن سيطرة الحوثيين على عدن، وعن وصول الذئب الإيرانى إلى اتفاق نهائى حول برنامجه النووي برعاية الشيطان الأكبر الأمريكى.
أخذ إسلام بحيرى على عاتقه مهمة إحياء معركة مزمنة، تتجدد بين الحين والآخر، لم يقل فيها جديدًا عن كتب التراث، وما أحدثه من أعقبوا الرسول صلى الله عليه وسلم في الإسلام من خرافات وهذيان لا يمكن قبوله أو الاعتراف به.
منذ أكثر من عشر سنوات وإسلام يعمل على ما يعتبره مشروعه الفكرى، والذي طالب بمقتضاه بأن يدعوه الإعلام بالمفكر، فهو ليس باحثًا عابرًا، كتب حلقات مطولة في اليوم السابع، فند فيها كثيرًا من ترهات كتب التراث، لكنها كتابات عبرت لأنها كانت هادئة إلى حد كبير، وعندما انتقل من الورق إلى الشاشة، لم يثر جدلًا في البداية، لأنه كان يتحسس طريقه في أرض شائكة وزلقة، لكن النار أحاطت به من كل مكان، عندما خرج من المجرد إلى الشخصى، فبعد أن كان يهدم الأفكار، بدأ في هدم أصحابها ومن يتناولونها، ولأن الأزهر قابل ما يقوله بالصمت، بدأ يشتبك مع الأزهر وشيخه ومجمع بحوثه، وهو ما استوجب أن تقوم قيامة المشايخ.
كان يمكن أن يستمر إسلام بحيرى في الحديث لسنوات عن أفكاره واجتهاداته وشطحاته ـ كما يحلو للبعض أن يتعامل معها ـ دون أن يلتفت له أحد، لكنه عندما ترك ما يقوله الرجال إلى الطعن في الرجال أنفسهم، وجد من يتصدى له، ويفتى بتكفيره وحل دمه والمطالبة بإغلاق برنامجه، وكأن حجبه عن الشاشة يمكن أن يمنع ما يقوله، نسى هؤلاء أنه يمكن أن يخرج عليهم من كل مكان، بل يمكنه من خلال التكنولوجيا الحديثة من اقتحام غرف نومهم، ومهاجمتهم في فراشهم.
لا أحد من الأطراف المتنازعة الآن، يسعى إلى العمل من أجل وجه الإسلام الصحيح، لا بحيرى الذي يصرخ من وطأة الخرافات التي تملأ كتب التراث، ولا مشايخ الأزهر الذين يجتهدون الآن لإيقافه عند حده، إنهم يحمون مصالحهم لا أكثر ولا أقل، والمصالح هنا ليست مادية فقط، ولكنها معنوية أيضًا.
عندما تتأمل ما يقولونه، لن تجدهم يتحدثون عن الإسلام في وجهه الصحيح، كل طرف يتحدث عن الدين الذي يعتقد أنه صحيح، فما يحمله إسلام هو دينه الخاص، أفكاره حوله الإسلام واجتهاداته فيه، ومن حقه أن يعرضها بالوجه الذي يشاء، وما يردده مشايخ الأزهر ليس إلا دينهم الخاص بهم، والذي أنتجوه عبر آلاف السنين، بما فيه من قصور وعيوب وتشوهات، ومن حقهم أن يدافعوا عنه، ليس لأنه الحق المطلق، ولكن لأنهم يحمون ما حصلوا عليه من مزايا ومكاسب معنوية هائلة ومادية ضخمة.
لا يمكن أن نتعامل مع أحد من الطرفين على أنه يمثل خطرًا على الإسلام.. فالإسلام الذي نعرفه كدين راقٍ لحقت به خرافات كثيرة، لا يستطيع إسلام بحيرى بما يقوله أن يهدمه أو يؤثر فيه، ولا يمكن لمشايخ الأزهر بعنفهم في المواجهة وإجراءاتهم القانونية أن يحموه، لأنه في حقيقة الأمر أكبر منهما معًا.
أغلب الظن أن ما يجرى ليس إلا حلقة من سلسلة معركة مزمنة، تتكرر بين الحين والآخر، يخرج أحدهم شاهرًا سيفه على الجميع، يمتلك من الحجة والمنطق ما يعتقد أنه من خلالهما يستطيع أن يغير مسار الكون، يتصدى له من يعتقدون أن مهمتهم الأساسية الحفاظ على هذا المسار من الانحراف، يتبادلون الاتهامات بالكفر والجهل، ولا مانع من بعض الشتائم الحادة أحيانًا، ثم تخبو نار المعركة تمامًا، في انتظار أن تتجدد هذه النار مرة أخرى، دون أن نعرف من هو الفائز ومن الخاسر، ففى معارك الباطل لا يربح أحد.. فكلنا خاسرون.
وهل مشايخ الأزهر على حق؟.. سيسارع من يعتبرون المؤسسة العريقة بمشايخها وعمائمها حصنًا لمواجهة التطرف ورمزًا للإسلام الوسطى بقولهم إنها تملك الحقيقة المطلقة.
ومع احترامى للجميع، فإن الكل باطل...باااااااااااااااطل.
تعالوا نفكر سويًا في أهمية المعركة المثارة الآن، والتي شغلت المصريين عبر برامج التوك شو مساء أمس الأول الخميس عن اغتيال ما يزيد على عشرين شهيدًا في سيناء، وعن سيطرة الحوثيين على عدن، وعن وصول الذئب الإيرانى إلى اتفاق نهائى حول برنامجه النووي برعاية الشيطان الأكبر الأمريكى.
أخذ إسلام بحيرى على عاتقه مهمة إحياء معركة مزمنة، تتجدد بين الحين والآخر، لم يقل فيها جديدًا عن كتب التراث، وما أحدثه من أعقبوا الرسول صلى الله عليه وسلم في الإسلام من خرافات وهذيان لا يمكن قبوله أو الاعتراف به.
منذ أكثر من عشر سنوات وإسلام يعمل على ما يعتبره مشروعه الفكرى، والذي طالب بمقتضاه بأن يدعوه الإعلام بالمفكر، فهو ليس باحثًا عابرًا، كتب حلقات مطولة في اليوم السابع، فند فيها كثيرًا من ترهات كتب التراث، لكنها كتابات عبرت لأنها كانت هادئة إلى حد كبير، وعندما انتقل من الورق إلى الشاشة، لم يثر جدلًا في البداية، لأنه كان يتحسس طريقه في أرض شائكة وزلقة، لكن النار أحاطت به من كل مكان، عندما خرج من المجرد إلى الشخصى، فبعد أن كان يهدم الأفكار، بدأ في هدم أصحابها ومن يتناولونها، ولأن الأزهر قابل ما يقوله بالصمت، بدأ يشتبك مع الأزهر وشيخه ومجمع بحوثه، وهو ما استوجب أن تقوم قيامة المشايخ.
كان يمكن أن يستمر إسلام بحيرى في الحديث لسنوات عن أفكاره واجتهاداته وشطحاته ـ كما يحلو للبعض أن يتعامل معها ـ دون أن يلتفت له أحد، لكنه عندما ترك ما يقوله الرجال إلى الطعن في الرجال أنفسهم، وجد من يتصدى له، ويفتى بتكفيره وحل دمه والمطالبة بإغلاق برنامجه، وكأن حجبه عن الشاشة يمكن أن يمنع ما يقوله، نسى هؤلاء أنه يمكن أن يخرج عليهم من كل مكان، بل يمكنه من خلال التكنولوجيا الحديثة من اقتحام غرف نومهم، ومهاجمتهم في فراشهم.
لا أحد من الأطراف المتنازعة الآن، يسعى إلى العمل من أجل وجه الإسلام الصحيح، لا بحيرى الذي يصرخ من وطأة الخرافات التي تملأ كتب التراث، ولا مشايخ الأزهر الذين يجتهدون الآن لإيقافه عند حده، إنهم يحمون مصالحهم لا أكثر ولا أقل، والمصالح هنا ليست مادية فقط، ولكنها معنوية أيضًا.
عندما تتأمل ما يقولونه، لن تجدهم يتحدثون عن الإسلام في وجهه الصحيح، كل طرف يتحدث عن الدين الذي يعتقد أنه صحيح، فما يحمله إسلام هو دينه الخاص، أفكاره حوله الإسلام واجتهاداته فيه، ومن حقه أن يعرضها بالوجه الذي يشاء، وما يردده مشايخ الأزهر ليس إلا دينهم الخاص بهم، والذي أنتجوه عبر آلاف السنين، بما فيه من قصور وعيوب وتشوهات، ومن حقهم أن يدافعوا عنه، ليس لأنه الحق المطلق، ولكن لأنهم يحمون ما حصلوا عليه من مزايا ومكاسب معنوية هائلة ومادية ضخمة.
لا يمكن أن نتعامل مع أحد من الطرفين على أنه يمثل خطرًا على الإسلام.. فالإسلام الذي نعرفه كدين راقٍ لحقت به خرافات كثيرة، لا يستطيع إسلام بحيرى بما يقوله أن يهدمه أو يؤثر فيه، ولا يمكن لمشايخ الأزهر بعنفهم في المواجهة وإجراءاتهم القانونية أن يحموه، لأنه في حقيقة الأمر أكبر منهما معًا.
أغلب الظن أن ما يجرى ليس إلا حلقة من سلسلة معركة مزمنة، تتكرر بين الحين والآخر، يخرج أحدهم شاهرًا سيفه على الجميع، يمتلك من الحجة والمنطق ما يعتقد أنه من خلالهما يستطيع أن يغير مسار الكون، يتصدى له من يعتقدون أن مهمتهم الأساسية الحفاظ على هذا المسار من الانحراف، يتبادلون الاتهامات بالكفر والجهل، ولا مانع من بعض الشتائم الحادة أحيانًا، ثم تخبو نار المعركة تمامًا، في انتظار أن تتجدد هذه النار مرة أخرى، دون أن نعرف من هو الفائز ومن الخاسر، ففى معارك الباطل لا يربح أحد.. فكلنا خاسرون.