الجماعة الإرهابية تبنت عدة عمليات قتل وتفجير وقطع طرق في محافظات الجمهورية ونشرت جرائمها بـ«الفيس بوك»
في مطلع العام ٢٠١٥ كان إحياء الذكرى الرابعة لثورة ٢٥ يناير في مصر مختلفًا عن الأعوام السابقة، وهذا بسبب ظهور فرق إرهابية نوعية مثل حركتى «المقاومة الشعبية» و«العقاب الثورى»، وهذه الفرق تعمل على استهداف قوات الجيش والشرطة وتفجير القنابل ونشر الإنجازات الإرهابية بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وتبنى هذه الأعمال.
حركة المقاومة الشعبية وحدها أحدثت حالة هلع وفزع في الشارع المصرى نتيجة الأعمال الإرهابية التي تتبناها الحركة في مواقع التواصل الاجتماعى وأصبحت موجودة في جميع المحافظات.
والحقيقة أن هذا الإرهاب الإلكترونى ظهر مع تطور شبكات التواصل الاجتماعى وزاد من شدة ووطئه العمليات الإرهابية من جميع الجهات داخل مصر وخارجها، وتناست هذه الفرق الإرهابية أن بمجرد استخدامهم للإنترنت كدعاية لهم ولأعمالهم سوف يجرهم لحرب إلكترونية سلاحها الماوس والكيبورد، وليس لها وجود على الأرض.
الحرب الآن أصبحت حربًا سيبرية أكثر منها قتالية، فقد استطاعت الدول مع بداية القرن الحادى إلى توسيع ميادين المعركة من الفضاء المادى إلى الفضاء الإلكترونى للمعلومات (Cyberspace) وبدلًا من أن يلجأ إلى غزو الشواطئ أو إطلاق المقاتلات فقد يشن هجمات معلوماتية على الأنظمة العسكرية الحيوية والقواعد الاقتصادية للدولة. الإرهاب صداع كبير لدى الشعب المصرى، وعلى رأس الملفات التي تهدد الأمن القومى، والانتصار عليه أصبح مؤكدًا خاصة أن الشعب المصرى بفطرته يرفض العنف ويحاربه بكل قوة.
بعد إنشاء حركة المقاومة الشعبية تم تدشين صفحة لها بالفيس بوك وصل بها عدد الأعضاء إلى ٢٧ ألف مشترك من مروجى العمل الإرهابى ونشر بالصفحة البيان الأول وجاء به: «نحن كتائب المقاومة الشعبية في مصر نحن مستقلون تمامًا عن جماعة الإخوان»، وقال القائمون على الصفحة إن «كتائبنا تتكون من عدة حركات متواجدة بالشارع تعمل على أرض الواقع ونحن الجناح الإعلامي لها.
ووجه القائمون على الصفحة إنذارًا إلى وزارة الداخلية أنهم لا يعرفون شيئًا عن السلمية، وقالوا إنهم لا ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، وهذه حركة مستقلة وبعيدة تمامًا عن سلمية الإخوان، وانتهى البيان بعبارة الدم بالدم والرصاص بالرصاص ومن قتل يقتل انتهت الرسالة.
استعرض القائمون على الصفحة إنجازاتهم وهى قطع طريق ( السويس - القاهرة) الصحراوى جهة السويس، وتكدس في حركة المرور وإطلاق النار على مركز شرطة سنورس بمحافظة الفيوم أثناء صلاة الجمعة، وضرب قسم شرطة حى الزهور ببورسعيد بالرصاص الحى، وقطع يد فرد شرطة بالسيف في طنطا وإطلاق نيران على سيارة مدير أمن الشرقية وإصابة الحارس، وقطع طريق المنيا الزراعى أمام أبو عرب، واقتحام جراج تابع لقسم مغاغة، وحرق عدد من سيارات الشرطة، وإحراق أحد أبراج شبكة موبينيل في مدينة القصاصين بالإسماعيلية..وادعوا أنهم أحرقوا قصر أحمد نظيف وسرقة محتوياته بالكامل، وتفجير قنبلة شديدة الانفجار أمام كايرو مول والاشتباك مع ضباط نقطة مرور الطالبية بحى الهرم.
وآخر الأعمال التي تبنتها المقاومة الشعبية هي انفجار قنبلة بدائية بكورنيش أسوان، والاشتباك مع قوات شرطة مدينة السادات وقتل ضابط وجنديين، ونسف سيارة العميد حاتم جلال نائب مأمور مركز أبشواى بالفيوم، وتفجير عبوة ناسفة بفرع بنك HSBC بسيدى بشر بالإسكندرية، وإشعال النيران بإحدى عربات قطار طنطا، واستهداف أمين شرطة بجوار كنيسة الشهيدة دميانة، وتدمير أحد محال الخمور، وتدمير ستوديو تصوير لشخص يدعى سمير مكى، واستهداف فرع موبينيل بالمنيل، وتدمير محتوياته، وأسر ضابط كبير من فيلا بالعريش، وقتل قاضٍ كبير بأسيوط وآخر بالشرقية، واستهداف فرع موبينيل بالمنيل، وتدمير كل محتوياته واستهداف قسم أول المنصورة، وحرق منزل وسيارة صبرى عبادة وكيل وزارة اﻷوقاف بأبوكبير بمحافظة الشرقية، وتفجير عبوة ناسفة داخل مصنع كوكاكولا بالإسماعيلية، وهذا لرفضهم إعدام محمود، وأيضًا تفجير عبوة أمام البنك التجارى الأمريكى بالمنوفية، وتدمير فرع بنك «CIB» بالمنطقة الحادية عشرة في مدينة السادات. كل هذه الأعمال الإرهابية لن تمر مرور الكرام خاصة أن مصر تمتلك العديد من المواهب في العالم الافتراضى تستطيع القيام بالاختراق والنيل من هؤلاء المجرمين، وهذا ما حدث على يد الهاكر الشهير رمز العدالة الذي عاد لنا بعد فترة غياب طويلة، ليعلن أنه جاء ليقتص لأرواح المصريين وهذا على صفحة المقاومة الشعبية بعد أن قام باختراقها، وقام بكشف جميع الأعضاء القائمين على الصفحة.
الجدير بالذكر أن وزارة الداخلية أعلنت مرارًا وتكرارًا كشف جميع المسئولين داخل المقاومة الشعبية، والعمل الذي قام به رمز العدالة أكد أن بعضهم يعمل داخل مصر وآخرين في دول أخرى مثل تركيا والأردن.
عملية الاختراق بالكامل سجلها الهاكر في فيديو له تم نشره بموقع اليوتيوب بعنوان «لحظة اختراق الصفحة الرسمية للمقاومة الشعبية» والفيديو يثبت تورط الأعضاء في أعمال إجرامية كثيرة بجانب نشرهم للتحريض والعنف في المجتمع المصرى، ويمكن للجهات المسئولة الوصول للمتورطين من خلال هذا الفيديو.
الطريقة التي اخترق بها رمز العدالة للصفحة الإرهابية لا تختلف عن غيرها من الطرق التي نجح بها في اختراق صفحات أخرى، وتمت هذه العملية بعد إرسال فيروس من نوع «حصان طروادة» إلى أحد أعضاء الصفحة، ويدعى عمرو منصور الذي استقبل الفيروس بسذاجة بالغة ووقع في الفخ واصطاده الهاكر، وأصبح في قبضته، وتمكن رمز بعدها من دخول حساب عمرو الشخصى وكشف عن رسائله وسحب صوره، إضافة إلى دخوله صفحة المقاومة الشعبية التابعة للجماعة الإرهابية، وكشف باقى أعضاء الصفحة.
المثير أن أعضاء الجماعة الإرهابية شعروا وقت الهجوم الإلكترونى أن صفحتهم متعرضة للاختراق من كتائب إلكترونية منظمة كانت تعمل ريبورتات، وذلك لجعل الصفحة بطيئة وتعطيلًا للمسئولين عن حذف أي شيء أو إدخال أي تعديلات حتى ينتهى رمز من مهمته.
ونشر الإرهابيون إننا نتعرض لحملة ريبورتات من كتائب الجيش المصرى الإلكترونى، ومع كل هذا لم يفلت الإرهابيون من عقاب رمز العدالة الذي استخدم حساب عمرو منصور، وكشف عن كل الأعضاء، وهم أحمد يونس وهو مؤسس الصفحة وله حساب آخر يستخدمه باسم محمود أبوحامد الأحجل المصرى، وهو مؤسس أيضًا صفحة «عفاريت الثورة»، وأدمن صفحة «حملة كسر الانقلاب» الصفحة الرسمية، ومصطفى الروبى حاصل على بكالوريوس زراعة، ومحمد محسن وثائر الحق وعبدو المصرى وباكوس الموكوس وملكش دعوة باسمى وأنا مجهول وثائر حر، ومحمود ممدوح. الجدير بالذكر أن حساب عمرو منصور الذي تم اختراقه كان عضوًا أيضا بصفحة «أحرار مصر٢٥» والتي بها ١٥٠ ألف عضو والتابعة للجماعة الإرهابية، والتي تحرض على العنف دائمًا وعلى الأعمال الإجرامية، وبذلك تمكن الهاكر رمز العدالة من كشف أعضاء هذه الصفحة أيضًا والمؤسسون فيها هم حسين الموجازى وأحمد مودى برنس والباقون هم حسن العرينى وعمرو منصور وشيماء محمد وأمين زين وممدوح أبوخضرة، ومقيم في الأردن، وملكش دعوة بيا، وهو أدمن صفحة «الثورة الإسلامية»، وحساب باسم مساحة حرة يقيم في تركيا، ومحمد عاطف ومصعب أحمد وأحمد على وأحمد هلال.
قام الهاكر بسحب صور عمرو منصور صاحب الحساب المسروق وهو يرتدى قماشة لإخفاء وجه، وتبين أنه مصور من حركة أولتراس نهضاوى من طنطا بمحافظة الغربية، ويتردد كثير على أصدقاء له في كفر الشيخ.
وفى سياق آخر أيضا تمكن رمز العدالة من اختراق حساب شخص يدعى «محمد عباس»، وهو أدمن في صفحة مورسيان، وكانت المفاجأة أن المسئول عن الصفحة شخص شهرته «إيسو شهيد»، وهو شقيق شخص يدعى «ميمو شهيد»، وهو صاحب مدونة الملك التابعة للجماعة الإرهابية التي تشرد الفتيات وتحرض دائمًا على العنف، واسمه الحقيقى محمد أنور محمد الحارس إبراهيم من شارع اللاهوزى والورديان محافظة الإسكندرية ويحمل كارنيه نقابة المحامين، وتم رصده سابقًا بعد اختراقه من الهاكر رمز العدالة، وهناك معلومات أخرى يتم توصيلها للجهات المسئولة حال طلبها.
من النسخة الورقية