في واحدة من تجلياته المتعددة كتب «صلاح جاهين».. ولحنّ «الباشا» كمال الطويل.. وغنت المبهجة دومًا وفى كل الفصول سعاد حسني.. «الشجر الناشف بقى ورور».
لم تكن أحوال عمنا صلاح مبهجة كما يظن البعض وقتها. كان قد عرف أنه ضلل الناس بأحلام الناصرية كما تخيلها هو لا كما رسمها واقع التجربة.. أفقدته هزيمة ١٩٦٧ عن الحلم.. واكتأب.. وظلت هواجس «الأوبرا اللى ع الترعة» تطارده حتى استطاع أن يتخلص منه بسخريته المرة في «خلى بالك من زوزو».. ومنحته زوزو حضورا طاغيا استمر لأسابيع في صالات السينما.. وظل يبهجنا كل هذه السنوات.. رغم أن الشجر الناشف لا أصبح «ورور» ولا يحزنون.
ورغم الانتظار منذ وفاة جاهين لذلك الربيع الذي لا يجىء.. ظن البعض منا أن «الربيع العربى» هو الوعد الذي كانت تنتظره سعاد.. وبعد ٤ سنوات اكتشف الناس أنه لا ربيع جاء ولا سعاد «بانت» وها هم أسيادنا في واشنطن يقتربون من ربيعهم «بلح الشام وعنب اليمن».. معًا.. فهل كان عم صلاح جاهين يكتب حلم السيد الأمريكي.. وهل يمكننا تخيل أن «شجرة الورور» لا يزهر إلا في عيونهم هم؟!
تحكى كتب التاريخ الذي أصبح من الصعوبة بمكان تدريسه لأطفالنا الآن دون أن يصيبهم ومدرسيهم الوار.. فكل ما هو ثابت في تلك الكتب أصبح «متحولا» مع الاعتذار لأدونيس.. وما يتم الاستقرار عليه لمنهج ورأس واحد.. يتم نفسه في «التيرم» الذي يليه.. وبرغم ذلك سنظل نتشبث بما في ذلك «التاريخ» على طريق صلاح جاهين.. وستظل نردد معه أن «التاريخ» يكتب على اسم مصر «ما شاء».. ومما كتب ونقله «نوبار باشا» في مذكراته التي ظلت حبيسة الأدراج مائة عام ويزيد لأنه لم يستطع نشرها لا هو ولا ورثته في عهد أسرة محمد على.. ولا عهد عبدالناصر أيضًا.. يقول عمنا نوبار باشا.. اللى الناس مش عارفة عنه حاجة غير أنه اسم شارع في وسط البلد أن إبراهيم باشا بن محمد على «اللى التاريخ مش فاكر لنا منه غير التمثال اللى في وسط البلد برضه مع أنه كان قائد مصرى عظيم» إنه الباشا إبراهيم لما راح الاستعانة علشان ياخد تصريح ؟؟؟ بأنه والى مصر في وجود والده محمد على الذي كان في أواخر أيامه.. عامله الاتراك بجلافة وسخف.. ولأنه كان معقدا بحاله ودوره عاملهم بجلافة تليق بهم.. وأخذ النقاش بينه وبين أحد هؤلاء «المستوزرين».. فقال إبراهيم يعايره: «أنا وأبويا زرعنا في مصر مليون شجرة.. وانتوا بورتوا أرض العراق الحطبة وقضيتهم على نخلة».
«يا الله.. هل زرع محمد على وابنه مليون شجرة في مصر فعلا.. ودمر المحتلون التراكوة نخل العراق».
التاريخ بيقول كده والحاضر برضه قال كده.. الأمريكان اللى وعدوا العراق وشعبه «بربيع الديمقراطية» دمروا ما تبقى من نخل وترع وأنهار.. وتاريخ أيضا.. فيما لم يزرع أحد في مصر شجرة واحدة.. فمن أين يأتى الربيع إذن.. ومنين ييجى «الورور».. والشجر ناشف!!
لقد كتب التاريخ- على اسم مصر برضه- أن محمد على كان له ولد يحبه جدا اسمه طوسون.. مات صغيرا وحزن الرجل القوى عليه كثيرا.. وكان من حوله يعرفون ذلك.. ولما عاد بعض الذين أرسلهم لأوروبا للعلم جاءوا له بنماذج من فاكهة لا تزرع في مصر على سبيل «المودة».. أحدهم أتى له بفاكهة تشبه البرتقال.. لما زاقها أعجبته.. لكنهم كانوا لا يعرفون له اسما.. فقال لهم هل يمكن زراعتها في مصر.. فقال المهندس نعم.. وغيرها.. وزرعوها فعلا.. وذهبوا بفاكتها إليه فقال لهم ماذا نسميها.. فقال الرجل على سبيل المودة نسميها «طوسون باشا».. ففكر محمد على ثم نظر إلى المهندس المصرى المجامل.. اسمك ايه.. فقال «يوسف» فقال الكبير فعلا محمد على.. إذن نسميها «يوسف أفندي» ومن يومها ونحن نعرفه بالاسم نفسه وإن كنا لا نعرف أي شيء عن ذلك المهندس سوى أنه واحد من المصريين الإثنين الذين حولوا صحراواتها إلى جناين.. وشجرها الناشف إلى ربيع يتنفس.. فلماذا لا نفعل ذلك الآن.. لماذا لا يقوم الوزير النشط خالد عبدالعزيز بمنح شباب مراكزه عشرة مليون شجرة زيتون لزراعتها.. ونحن الذين نستورد كما قال لى الوزير خالد حنفى ٩٥ بالمائة من الزيوت.. لماذا لا يتبنى وزير الزراعة مبادرة زراعة هذه الأشجار في الطريق الصحراوية وأمام المنازل.. يا سادة هذه «كلمة السر» عند محمد على.. فالتاريخ لم يكتب أبدا على اسم مصر «مدن الموضعة والملاهي».. ولم تغنى سعاد ولا عم صلاح سوى للشجر.. حتى وإن كان ناشفا.
لم تكن أحوال عمنا صلاح مبهجة كما يظن البعض وقتها. كان قد عرف أنه ضلل الناس بأحلام الناصرية كما تخيلها هو لا كما رسمها واقع التجربة.. أفقدته هزيمة ١٩٦٧ عن الحلم.. واكتأب.. وظلت هواجس «الأوبرا اللى ع الترعة» تطارده حتى استطاع أن يتخلص منه بسخريته المرة في «خلى بالك من زوزو».. ومنحته زوزو حضورا طاغيا استمر لأسابيع في صالات السينما.. وظل يبهجنا كل هذه السنوات.. رغم أن الشجر الناشف لا أصبح «ورور» ولا يحزنون.
ورغم الانتظار منذ وفاة جاهين لذلك الربيع الذي لا يجىء.. ظن البعض منا أن «الربيع العربى» هو الوعد الذي كانت تنتظره سعاد.. وبعد ٤ سنوات اكتشف الناس أنه لا ربيع جاء ولا سعاد «بانت» وها هم أسيادنا في واشنطن يقتربون من ربيعهم «بلح الشام وعنب اليمن».. معًا.. فهل كان عم صلاح جاهين يكتب حلم السيد الأمريكي.. وهل يمكننا تخيل أن «شجرة الورور» لا يزهر إلا في عيونهم هم؟!
تحكى كتب التاريخ الذي أصبح من الصعوبة بمكان تدريسه لأطفالنا الآن دون أن يصيبهم ومدرسيهم الوار.. فكل ما هو ثابت في تلك الكتب أصبح «متحولا» مع الاعتذار لأدونيس.. وما يتم الاستقرار عليه لمنهج ورأس واحد.. يتم نفسه في «التيرم» الذي يليه.. وبرغم ذلك سنظل نتشبث بما في ذلك «التاريخ» على طريق صلاح جاهين.. وستظل نردد معه أن «التاريخ» يكتب على اسم مصر «ما شاء».. ومما كتب ونقله «نوبار باشا» في مذكراته التي ظلت حبيسة الأدراج مائة عام ويزيد لأنه لم يستطع نشرها لا هو ولا ورثته في عهد أسرة محمد على.. ولا عهد عبدالناصر أيضًا.. يقول عمنا نوبار باشا.. اللى الناس مش عارفة عنه حاجة غير أنه اسم شارع في وسط البلد أن إبراهيم باشا بن محمد على «اللى التاريخ مش فاكر لنا منه غير التمثال اللى في وسط البلد برضه مع أنه كان قائد مصرى عظيم» إنه الباشا إبراهيم لما راح الاستعانة علشان ياخد تصريح ؟؟؟ بأنه والى مصر في وجود والده محمد على الذي كان في أواخر أيامه.. عامله الاتراك بجلافة وسخف.. ولأنه كان معقدا بحاله ودوره عاملهم بجلافة تليق بهم.. وأخذ النقاش بينه وبين أحد هؤلاء «المستوزرين».. فقال إبراهيم يعايره: «أنا وأبويا زرعنا في مصر مليون شجرة.. وانتوا بورتوا أرض العراق الحطبة وقضيتهم على نخلة».
«يا الله.. هل زرع محمد على وابنه مليون شجرة في مصر فعلا.. ودمر المحتلون التراكوة نخل العراق».
التاريخ بيقول كده والحاضر برضه قال كده.. الأمريكان اللى وعدوا العراق وشعبه «بربيع الديمقراطية» دمروا ما تبقى من نخل وترع وأنهار.. وتاريخ أيضا.. فيما لم يزرع أحد في مصر شجرة واحدة.. فمن أين يأتى الربيع إذن.. ومنين ييجى «الورور».. والشجر ناشف!!
لقد كتب التاريخ- على اسم مصر برضه- أن محمد على كان له ولد يحبه جدا اسمه طوسون.. مات صغيرا وحزن الرجل القوى عليه كثيرا.. وكان من حوله يعرفون ذلك.. ولما عاد بعض الذين أرسلهم لأوروبا للعلم جاءوا له بنماذج من فاكهة لا تزرع في مصر على سبيل «المودة».. أحدهم أتى له بفاكهة تشبه البرتقال.. لما زاقها أعجبته.. لكنهم كانوا لا يعرفون له اسما.. فقال لهم هل يمكن زراعتها في مصر.. فقال المهندس نعم.. وغيرها.. وزرعوها فعلا.. وذهبوا بفاكتها إليه فقال لهم ماذا نسميها.. فقال الرجل على سبيل المودة نسميها «طوسون باشا».. ففكر محمد على ثم نظر إلى المهندس المصرى المجامل.. اسمك ايه.. فقال «يوسف» فقال الكبير فعلا محمد على.. إذن نسميها «يوسف أفندي» ومن يومها ونحن نعرفه بالاسم نفسه وإن كنا لا نعرف أي شيء عن ذلك المهندس سوى أنه واحد من المصريين الإثنين الذين حولوا صحراواتها إلى جناين.. وشجرها الناشف إلى ربيع يتنفس.. فلماذا لا نفعل ذلك الآن.. لماذا لا يقوم الوزير النشط خالد عبدالعزيز بمنح شباب مراكزه عشرة مليون شجرة زيتون لزراعتها.. ونحن الذين نستورد كما قال لى الوزير خالد حنفى ٩٥ بالمائة من الزيوت.. لماذا لا يتبنى وزير الزراعة مبادرة زراعة هذه الأشجار في الطريق الصحراوية وأمام المنازل.. يا سادة هذه «كلمة السر» عند محمد على.. فالتاريخ لم يكتب أبدا على اسم مصر «مدن الموضعة والملاهي».. ولم تغنى سعاد ولا عم صلاح سوى للشجر.. حتى وإن كان ناشفا.