تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
أتفهم طموحه وأعى استعجاله وأتقبل تشوقه لرؤية بستان الحلم مورقا ومُزهرا، كرجل يجلس على مقعد القائد، وكشخص يطل من شرفة الحُكم، وكرئيس يعلم أنه مسئول فى الدنيا والآخرة، فإن تحقق الوعد، وشعور الرضا، وملامح البسمة على وجوه الناس تعنى بالنسبة له كُل شىء. تعنى له الدنيا وما فيها.
بالنسبة للرئيس، فإنه يرى الإنجازات فلاشك أن تلك هى السعادة المُطلقة، وأن يلمس ثمار النجاح فذلك هو الرضا التام عند الرجل الذى أعتقد أنه لا ينام أرقا وانشغالا ذهنيا.
أعرف ذلك تماما وأتخيله، لكن ليست العجلة هى المُنجزة، خاصة فى بلد مثل مصر عشش فيها الإهمال عقودا، وتشققت فيها جدران الإدارة، ولعبت الفوضى مُباريات فى مؤسساتها وهيئاتها وأجهزتها.
التعجل فى بلاد مثل بلادنا مُرهق ، ومُكلف وقد تكون له آثارا كارثية ، خاصة لو كان فى مشروعات جديدة ليس لدينا فيها الخبرة الكافية ، ولا الاحترافية المؤهلة لاختصار الساعات ومُضاعفة الجهد .
فى أكثر من موقف يطلب الرئيس عبد الفتاح السيسى اختصار مُدة المشروعات بمُضاعفة الجُهد وتكثيف العمل ، ويقبل المُنفذين سُعداء وراضيين دون اجتراء على المُناقشة ، ناسين أن تحديد زمن أى مشروع هى مُهمة لجان فنية ومجموعات تنفيذية لديها قواعد وضوابط ومؤشرات . والمُشكلة أن كلمة " آمين " التى يُجيب بها المسئولون عن المشروعات قد تُنطق تملُقا أو خوفا دون اعتبار إن كان اختصار الوقت سيُصاحبه ذات المستوى المطلوب من الجودة أم لا ؟ أو أن إختصار المُدة سيتم بذات التكلفة الاقتصادية التى كان مُقررا الخضوع لها فى المشروع قبل الاختصار أم لا ؟
إن المشروعات الحقيقية المُبهرة ــ فى ظنى ــ لا يُمكن " كلفتتها " أو اختصارها أو تلخيصها ، وإنما يجب أن تنطلق فى روية وهدوء واتزان . ليس مُهما أن نرى مشروعا قوميا بسرعة ، ثُم نُفاجأ بعد قليل بتعثر هذا المشروع أو تحوله لنُصب تذكارى فقط.
وأتصور أنه كان غريبا أن يمر حديث الرئيس خلال المؤتمر الاقتصادى بشأن تسريع المشروعات المُقترحة أو المُقدمة للقطاع الخاص مرور الكرام . كُنت أنتظر خُبراء اقتصاد ، ومُعلقين يرفضون هذا التوجه الذى وإن كان يدُل على مقاصد حسنة ، إلا أنه قد يؤدى لنتائج سلبية . كُنت أنتظر مَن يقول للرئيس : استعجل ولكن ببطء .
إنه ليس مُهما أن تكتمل المشروعات الكُبرى خلال عهد الرئيس السيسى ، يكفى أن تنطلق ، لكن بخطى مدروسة ، وبقواعد جيدة ، ودون ارتباك أو عجلة أو " كلفتة".
والله أعلى وأعلم.