الأربعاء 19 مارس 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

كلنا حمادة صابر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا شك فى أن ما حدث للمواطن “,”حمادة صابر“,” من سحل وإهانة ليس بجديد من وزارة الداخلية بعد ثورة 25 يناير المجيدة. ولكن الجديد هذه المرة، هو محاولة قلب الحقائق التى رآها ليس فقط الشعب المصرى ولكن العالم أجمع عبر شاشات التلفزة العالمية.
وفى الواقع، هذا المشهد يذكرنى بما يفعله – مع الفارق فى التشبيه- الكيان الصهيونى تجاه أهلنا فى فلسطين المحتلة، حيث يقوم بالاعتداء والضرب والقتل والاعتقال، ثم يقوم بتغيير الحقائق مؤكدًا أنه الضحية وليس الجلاد.
وبغض النظر عن البيانات التى خرجت علينا من مؤسسة الرئاسة ووزارة الداخلية، والتى تشبه فى مضمونها، إلى حد كبير، بيانات جامعة الدول العربية، حيث تجد الإدانة والشجب والتنديد بما حدث، وأنها سوف تلاحق المسئول عن ذلك، إلا أن المواطن “,”حمادة“,” نفسه يعبر عن الملايين من المصريين الذين يريدون “,”لقمة العيش فقط“,” وتحقيق العدالة والكرامة الإنسانية.
وحقيقةً، ما حدث يؤكد للأغلبية الصامتة التى تريد أن تظل فى حالها، بأنها لن تكون هكذا، وأن الدور عليها، وأنه لا بديل عن نزولها ليس فقط للشارع ولكن إلى كل انتخابات قادمة لكى تقول رأيها وبقوة وبدون ضغوط تمارس عليها، دينية أو مادية، حتى لا يحدث معها ما حدث للمواطن “,”حمادة“,”.
وإذا كان “,”حمادة“,” وجد من ينظم له شعرًا، فلا بد للجميع أن يتحرك قبل أن لا يجد من ينظم له الكفن. فإذا استطاع البعض أن يقول: “,”أنا الجانى وأنا المسحول، أنا الفاعل بأمر السيد المسئول، أنا اللى قلعت كل هدومى بإيديا، أنا المخبول، أنا اللى عيونى مكسورة، أنا “,”حمادة“,” أنا اللى شلت كل الطين على كتــافى.. وبزيــادة. أنــا اللى بقيت قليل الحيــلة يا ســادة أنــا اللى اختــرته، دلــوقتى أنـــا المعـــزول. أنـــا موافق أكـــون قــــاتل.. لكن إزاى وأنــا مقتول أنــا موافق أكدّب نفســى علشانكم لكن إزاى أصدقكم.. يا داخليــة.. كفـــاية كلام ماهوش معقــول“,”. فإن البعض الآخر لن يجد ذلك، وببساطة شديدة لأننا جميعًا سنكون “,”حمادة“,”.
إن ما حدث أمام قصر الاتحادية يؤكد على ضرورة إعادة النظر فى الطريقة التى تتعامل بها وزارة الداخلية، التى لم يحدث بها تغيير منذ اندلاع الثورة حتى الآن، فهى مازالت تلجأ إلى نفس الأدوات القديمة فى ممارساتها تجاه المواطنين والمتظاهرين.
وبناء عليه، لا بد من العمل أولا على تغيير عقيدة الداخلية لكى تصبح بالفعل خادمة للشعب وليس جلادًا للشعب. فقد تغنى قيادات حزب الحرية والعدالة والنور بما حدث أمام قصر الاتحادية أثناء تولى وزير الداخلية السابق حينما فتح المجال أمام المتظاهرين ولم يشتبك معهم. أما الآن فلم يسمع له أحد صوتًا لما حدث.
ثانيًا: التطوير التقنى للأدوات والمعدات التى تستخدمها وزارة الداخلية فى مواجهة المتظاهرين، بدلا من إنفاق الملايين على الخدمات التى تقدم إلى القيادات القابعة فى الوزارة ولا تتعامل مع الشارع.
ثالثا: تغيير الكادر البشرى الذى يتعامل مع الشارع كل 6 ساعات بدلا من 24 ساعة، ولا بد من اختيار نوعية معينة من الجنود لمواجهة المتظاهرين، على أن يكون من الجنود الأكثر تعليمًا، وذلك لأن الجنود ليس لديهم القدرة على التفرقة بين المتظاهر والبلطجى.
رابعًا: لا بد أن يقوم وزير الداخلية بتعيين نائبين له على أن يكون واحدًا منهما لشئون الضباط والصف والثانى للشئون السياسية والثقافية، وذلك بهدف العمل على التأهيل النفسى والتعليمى للضباط والجنود، خاصة وأن مصر مقبلة على فترة لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى من عدم الاستقرار.
وخلاصة القول، إننا جميعًا “,”حمادة“,”، ومن الممكن أن أتعرض أنا أو أنت لما حدث له، ولكن الأهم من كل ذلك عدم الحياد عن الأهداف الرئيسية للثورة “,”عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية“,”.. ولنتذكر دومًا “,”أبوالقاسم الشابي“,” حينما قال:
إذا الشـــعبُ يومًــا أراد الحيــاةفــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرُ
ولا بــــدَّ لليـــل أن ينجـــلي ولابــــدّ للقيـــد أن ينكســـرْ.