الإثنين 30 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

مقتطفات في ذكرى "نيكولاي جوجول" السادسة بعد المائتين

نيكولاي جوجول
نيكولاي جوجول
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في ذكرى ميلاده السادسة بعد المائتين، يظل نيكولاي جوجول، واحدًا من آباء الأدب العالمي الذين ظلّت أعمالهم خالدة ومتداولة إلى يومنا هذا، فلا أحد ينسى روايته الأشهر "المعطف"، أو مسرحيته "المفتش العام" التي لا تزال تُعرض حتى يومنا هذا؛ والكثير من كتاباته أصبحت حدثًا فارقًا في تاريخ الأدب العالمي.
"البوابة نيوز" تعرض بعضًا من أعمال العملاق الروسي، الذي أثرى الحياة الأدبية والمسرحية في العالم كله.
المعطف..
تدور الرواية حول الموظف البائس "أكاكي أكاكافيتش"، والذي لا هدف له في الحياة إلا عمله، فأصبحت حياته مليئة بالروتين والملل، وبينما يمتلك " أكاكافيتش" معطفًا مهُترئًا ممزقًا وملئ بالرقع اضطر مُكرهًا لشراءي معطف جديد، وكان لديه نصف المبلغ فيحاول جاهدًا للحصول على النصف الثاني لشراءه، حتى استطاع ذلك؛ ولكنه في خضم استمتاعه بمعطفه الجديد يقوم لصين باعتراض طريقه في إحدى الليالي ويسرقانه منه بعد أن أذاقاه الأمرين. وتبدأ معاناته في البحث عن معطفه الجديد.

المفتش العام..
وهي المسرحية التي لا تزال تُعرض في مختلف أنحاء العالم، وهي ما قال عنها جوجول "أردتُ أن أجمع فيها، في كومة واحدة كل ما كنت أعرف في روسيا من قبح وكل ما كان يمارس فيها من جور وظلم"، فجاءت فريدة من نوعها؛ حيث تتمحور حول النظام الاجتماعي الذي كان قائمًا في عصره، وكانت البلدة التي تدور فيها الأحداث يمُكن أن تكون أية مدينة في الإمبراطورية الروسية، ونسخة مصغرة من هرم السلطة القيصرية.

الأنفس الميتة..
رواية اعتبرها الناقد فاتسيريون بيلنسكي، خطوة عظيمة يبدو معها كل ما كتبه جوجول ضعيفًا وشاحبًا؛ ويمُكن اعتبارها ومسرحية المفتش العام التجسيد الأكثر عمُقًا للواقع الروسي، وتناقضاته الصارخة، ما جعل ديستويفسكي يقول "كلنا خرجنا من معطف جوجول"، فهذه الرواية التي وصفها البعض بـ"القصيدة النثرية" تطرقت لقضية غريبة، حيث يقوم بطل الرواية "تشيتشكوف" بشراء النفوس الميتة أثناء تحصيله للضرائب في ظل غيمة الإقطاع الحالكة التي كانت تلبد سماء روسيا القيصرية، وكانت هذه العملية نافذة يطل جوجول من خلالها على هول الفساد الذي استشرى في جميع ربوع البلاد"، عندما قال " لا يرى الإنسان غير الشيء القريب منه، وفي المدونات العالمية لتاريخ البشرية الكثير من القرون الكاملة التي يبدو شطبها ومحوها ممكنين، لأنها غير ضرورية، فهناك الكثير من الضلالات في هذا العالم تبدو الآن لا يمكن أن يقوم بها حتى طفل، فكم من الطرق المعوجة المسدودة الضيقة، المنيعة المنحرفة بعيدًا اختارتها الإنسانية في سعيها للوصول إلى الحقيقة الأزلية، بينما كان مفتوحًا أمامها الطريق المستقيم، كالطريق المؤدي إلى هيكل عظيم مخصص ليكون مقرًا للقيصر؛ فهو أوسع الطرق كلها، وأفخرها، منوَّر بالشمس ومضاء طوال الليل بالأنوار، ولكن الناس تجاوزته، وسارت في الظلام الدامس".

مذكرات مجنون..
وفيها هواجس رجل تعبث في نفسه وجسده وعقله الأفكار السوداوية المُظلمة، وكان جنونه فكرة ظلّت في رأسه، واستحالت إلى عناد مهُلك التهم صحته، وقد حولها المبدع السوري "سعد الله ونوس" عام 1977 إلى نص مسرحي تجريبي، وتم عرضها في عدة بلاد عربية في شكل مونودراما يؤديها ممثل واحد؛ ويكشف فيها جوجول عن هواجس بطله في يومياته "اللعنة على الشيطان؛ لا أستطيع أن أقرأ أكثر.. كل شيء إمّا ضابط قيصر أو جنرال؛ كل ما هو أفضل في الدنيا من نصيب ضبّاط القيصر أو الجنرالات؛ ما أن تجد لنفسك غنيمة صفيرة، وتتصوّر أنها في متناول يدك، حتّى ينتزعها منك ضابط قيصر أو جنرال.
اللعنة.. كم أودُّ لو أكون جنرالًا، لا لأخطب يد فتاة أو غير ذلك، بل أودُّ أن أكون جنرالًا لغرض واحد فقط، وهو أن أرى كيف سيحومان حولي ويقومان بكل تلك الدسائس والمناورات التي يقوم بها رجال القيصر، وبعد ذلك أقول لهما بصقة على كليكما، تخطفكما الشيطان، خسارة".