«المشكلات الشخصية» و«الأزمات النفسية» تدفع البعض لـ«تمزيق هيكل» والأستاذ أصبح جزءًا من التاريخ والاشتباك معه الآن «ليس مفيدًا» «الثعالب الصغيرة» تقدم نفسها للنظام بالهجوم عليه.. والصحف الخاصة تحولت من الاحتفاء به إلى محاولة اغتياله.
لا يستطيع عاقل أو متزن نفسيا، من أي وجه من الوجوه، أن يزايد على الأستاذ محمد حسنين هيكل صحفيًا، فهو واحد من آلهة المهنة القلائل الذين منحوها روحها وشرعيتها في مصر، ولا يعنى الخلاف الشخصى أو السياسي معه أن نهيل على وجهه التراب، ونهشم تاريخه، ونلعنه.. لأن هيكل صحفيا أصبح مثل الهرم، يمكن أن تقول إن القدماء المصريين بنوه بالسخرة، وإن الملوك دفعوا أبناءهم للدعارة لإتمام بنائه، إلا أنه يظل الهرم، تضيع على هوامشه كل الاتهامات والشائعات، ويبور أمامه كل هجوم، فهكذا هيكل، قل عنه ما شئت، إلا أن هذا لا يمكن أن يمحو تاريخه أبدا.. فهو في مهنتنا كبيرها.
لكن حصانة هيكل لا تعنى أنه معصوم من الخطأ السياسي.. الذي يستدعى الوقوف أمامه، وتفنيده بل رفضه أيضا.
في عهد مبارك كانت علاقة هيكل الملتبسة بالنظام تجعله هدفا سهلا للهجوم عليه من صحف كانت لا تنطق عن الهوى، ورفض كثيرون ألا يختلفوا مع هيكل وقتها، حتى لا يحسبوا على صحف النظام من ناحية، ولأن هيكل بالنسبة لهم كان سندا وعونا من ناحية أخرى.
فتحت له الصحف الخاصة أبوابها وشبابيكها أيضا، ليقول ما يريد، كان حواريوه من صحفيين كبار يذهبون إليه في برقاش يغسلون قدميه كل يوم، في انتظار كلمة إشادة واحدة منه، فكلمة من هيكل تكفى.
تحولات هيكل عاصفة بالطبع.. لا يمكن أن يتحملها أحد، هو لا يعمل إلا من أجل مجده وحده، لكن يبدو أن قدرات الرجل تراجعت كثيرا، فقد حيويته، لا أستطيع أن أقول إنه أصبح خارج الزمن، فهو لا يزال يتابع من خلال جهاز معاون قوى ومنتبه، أخبار العالم كله تصل إلى أطراف أصابعه دون عناء، لكن يبدو أن القوة الجبارة على التحليل وربط الأحداث ببعضها البعض دخلت مرحلة التيبس.
أزمة هيكل الأخيرة مع قناة سي بي سي تشير إلى أن الرجل يدخل مرحلة جديدة، أخفق في التنبؤ بما سيحدث في اليمن، رغم أنه كان على بعد أيام منه، اضطر إلى أن يطلب التأجيل، حتى لا يبدو الأستاذ هزيلا فيما يقوله، وهو الذي كان جبارا ومقتحما في كل ما يذهب إليه، لكن الأخطر من أزمة عدم القدرة على التحليل والتنبؤ، كانت أزمة الموقف من إيران، فهيكل لا ينكر موقفه منها، ولا يتنكر لانحيازه لها، ولا يكف عن الدعوة إلى الوقوف في صفها، قال هذا وسيقوله إذا كان له في العمر بقية.
هذا الموقف سيجعل هيكل عرضة للهجوم مرة أخرى، ستدخل كل الثعالب الصغيرة على الخط، لتقدم نفسها على أنها حامية للنظام، ومدافعة عنه، وواقفة بقوة على ثغوره تصد عنه جراد الكاتب الكبير.
والمفارقة أن الصحف الخاصة التي طالما تغنت بهيكل هي التي ستقود الحرب عليه، في الوقت الذي تلتزم فيه الصحف الحكومية وعلى رأسها الأهرام والأخبار الصمت التام، رغم أنها الأولى بالهجوم على هيكل والتصدى لآرائه التي يعتقد البعض أنها لا تضر النظام الحاكم فقط، ولكن تضر الأمن القومى، لكن ولأن هيكل استطاع أن يسترد الصحف القومية، فقد آثر أصحابها السلامة، لا يقتربون منه الآن لا بالخير ولا بالشر، وهى حالة لا أعتقد أنها ستستمر طويلا، فحتما سيأتى يوم يضطر فيه هؤلاء إلى تمزيق لحم هيكل من جديد.
عن نفسى لا أرى ضرورة للوقوف في طريق الرجل، ليس لأنه كبير المهنة التي أصبحت مستباحة، ولا لأننى على قناعة بكل ما يكتب، وكل ما يقول، وكل ما يفعل، ولكن لأن الدفاع عن هيكل أصبح مبتذلا، والهجوم عليه أصبح ابتذالا، ثم إنه لا يملك الآن حولا ولا قوة، لا يستطيع أن يغير، ولا يستطيع أن يتغير، هيكل بالفعل أصبح بالنسبة لى جزءًا من التاريخ، يحتاج إلى دراسة تقييمية لدوره السياسي وأدائه المهنى، الاشتباك معه لا يمكن أن يكون مفيدا الآن، إلا إذا كانت هناك مشاكل شخصية وأزمات نفسية تدفع أصحابها لتمزيق الرجل، أما نحن فسنكون خارج الحسبة، فلا دفاع ولا هجوم.. لا اقتحام ولا إحجام، سأرقب الفصل الأخير في هذه الدراما الهزيلة والهزلية، حتى يأتى اليوم الذي أكتب فيه شهادتى كاملة على هيكل والذين كانوا معه.
لا يستطيع عاقل أو متزن نفسيا، من أي وجه من الوجوه، أن يزايد على الأستاذ محمد حسنين هيكل صحفيًا، فهو واحد من آلهة المهنة القلائل الذين منحوها روحها وشرعيتها في مصر، ولا يعنى الخلاف الشخصى أو السياسي معه أن نهيل على وجهه التراب، ونهشم تاريخه، ونلعنه.. لأن هيكل صحفيا أصبح مثل الهرم، يمكن أن تقول إن القدماء المصريين بنوه بالسخرة، وإن الملوك دفعوا أبناءهم للدعارة لإتمام بنائه، إلا أنه يظل الهرم، تضيع على هوامشه كل الاتهامات والشائعات، ويبور أمامه كل هجوم، فهكذا هيكل، قل عنه ما شئت، إلا أن هذا لا يمكن أن يمحو تاريخه أبدا.. فهو في مهنتنا كبيرها.
لكن حصانة هيكل لا تعنى أنه معصوم من الخطأ السياسي.. الذي يستدعى الوقوف أمامه، وتفنيده بل رفضه أيضا.
في عهد مبارك كانت علاقة هيكل الملتبسة بالنظام تجعله هدفا سهلا للهجوم عليه من صحف كانت لا تنطق عن الهوى، ورفض كثيرون ألا يختلفوا مع هيكل وقتها، حتى لا يحسبوا على صحف النظام من ناحية، ولأن هيكل بالنسبة لهم كان سندا وعونا من ناحية أخرى.
فتحت له الصحف الخاصة أبوابها وشبابيكها أيضا، ليقول ما يريد، كان حواريوه من صحفيين كبار يذهبون إليه في برقاش يغسلون قدميه كل يوم، في انتظار كلمة إشادة واحدة منه، فكلمة من هيكل تكفى.
تحولات هيكل عاصفة بالطبع.. لا يمكن أن يتحملها أحد، هو لا يعمل إلا من أجل مجده وحده، لكن يبدو أن قدرات الرجل تراجعت كثيرا، فقد حيويته، لا أستطيع أن أقول إنه أصبح خارج الزمن، فهو لا يزال يتابع من خلال جهاز معاون قوى ومنتبه، أخبار العالم كله تصل إلى أطراف أصابعه دون عناء، لكن يبدو أن القوة الجبارة على التحليل وربط الأحداث ببعضها البعض دخلت مرحلة التيبس.
أزمة هيكل الأخيرة مع قناة سي بي سي تشير إلى أن الرجل يدخل مرحلة جديدة، أخفق في التنبؤ بما سيحدث في اليمن، رغم أنه كان على بعد أيام منه، اضطر إلى أن يطلب التأجيل، حتى لا يبدو الأستاذ هزيلا فيما يقوله، وهو الذي كان جبارا ومقتحما في كل ما يذهب إليه، لكن الأخطر من أزمة عدم القدرة على التحليل والتنبؤ، كانت أزمة الموقف من إيران، فهيكل لا ينكر موقفه منها، ولا يتنكر لانحيازه لها، ولا يكف عن الدعوة إلى الوقوف في صفها، قال هذا وسيقوله إذا كان له في العمر بقية.
هذا الموقف سيجعل هيكل عرضة للهجوم مرة أخرى، ستدخل كل الثعالب الصغيرة على الخط، لتقدم نفسها على أنها حامية للنظام، ومدافعة عنه، وواقفة بقوة على ثغوره تصد عنه جراد الكاتب الكبير.
والمفارقة أن الصحف الخاصة التي طالما تغنت بهيكل هي التي ستقود الحرب عليه، في الوقت الذي تلتزم فيه الصحف الحكومية وعلى رأسها الأهرام والأخبار الصمت التام، رغم أنها الأولى بالهجوم على هيكل والتصدى لآرائه التي يعتقد البعض أنها لا تضر النظام الحاكم فقط، ولكن تضر الأمن القومى، لكن ولأن هيكل استطاع أن يسترد الصحف القومية، فقد آثر أصحابها السلامة، لا يقتربون منه الآن لا بالخير ولا بالشر، وهى حالة لا أعتقد أنها ستستمر طويلا، فحتما سيأتى يوم يضطر فيه هؤلاء إلى تمزيق لحم هيكل من جديد.
عن نفسى لا أرى ضرورة للوقوف في طريق الرجل، ليس لأنه كبير المهنة التي أصبحت مستباحة، ولا لأننى على قناعة بكل ما يكتب، وكل ما يقول، وكل ما يفعل، ولكن لأن الدفاع عن هيكل أصبح مبتذلا، والهجوم عليه أصبح ابتذالا، ثم إنه لا يملك الآن حولا ولا قوة، لا يستطيع أن يغير، ولا يستطيع أن يتغير، هيكل بالفعل أصبح بالنسبة لى جزءًا من التاريخ، يحتاج إلى دراسة تقييمية لدوره السياسي وأدائه المهنى، الاشتباك معه لا يمكن أن يكون مفيدا الآن، إلا إذا كانت هناك مشاكل شخصية وأزمات نفسية تدفع أصحابها لتمزيق الرجل، أما نحن فسنكون خارج الحسبة، فلا دفاع ولا هجوم.. لا اقتحام ولا إحجام، سأرقب الفصل الأخير في هذه الدراما الهزيلة والهزلية، حتى يأتى اليوم الذي أكتب فيه شهادتى كاملة على هيكل والذين كانوا معه.