رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ازدواجية الخطاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خاطب عبود الزمر عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية الغرب عبر حواره مع مجلة “,”التايم“,” الأمريكية، ليؤكد فيه معارضته الشديدة لعودة التنظيم إلى انتهاج الكفاح المسلح مرة أخرى، في الوقت الذي ينتشر فيه أعضاء وأنصار الجماعة الإسلامية في صعيد مصر، وخاصة في المنيا وأسيوط، حيث يقومون بترويع المواطنين الآمنين، ويهددون كل من يعارضهم، ويلاحقون معارضي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي.
الزمر ـ الذي كان يقضي عقوبته لحكمين بالسجن المؤبد مرتين 50 عامًا إلى جانب 15 عامًا أخرى ـ تم الإفراج عنه مع آخرين في مارس 2011، إبان عهد المجلس العسكري بعد وساطة إخوانية، وساهم مع آخرين في تأسيس حزب “,”البناء والتنمية“,” وأطلق عليه الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، في أكتوبر 2011، ومنذ هذا التاريخ وتشابكت التصريحات والمواقف بين الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية، إلا إن التوافق حول خطط جماعة الإخوان في التعامل مع التغيرات السياسية كانت السمة البارزة في هذا الأمر.
ساهم الزمر في نشر أفكار الجماعة الإسلامية، ورغم حديثه للغرب عن مطالبة أنصاره بوقف استخدام العنف، إلا إنه لم يصدر عنه أي تصريح داخليًا بشأن هذا الطلب، بل تحولت كل من المنيا وأسيوط ـ باعتبارهما من أكثر المحافظات التي تنتشر بها الجماعة ـ مكانًا خصبًا لمعاقبة الأقباط على مشاركتهم مع القوى السياسية والثورية في مظاهرات 30 يونيو، والإطاحة بمحمد مرسي وجماعة الإخوان، وتم حرق عشرات الكنائس والاعتداء على متاجر ومنازل المسيحيين هناك ونهبها، ومع ذلك لم يُدِن الزمر ما حدث.
نفس الأمر تعرضت له كرداسة بالجيزة وهي المنطقة التي تعيش فيها أسرة عبود الزمر وأخيه طارق الزمر، حيث تم اقتحام قسم كرداسة وذبح وقتل ضباط وأفراد الشرطة في مذبحة خطيرة، ومع ذلك لم يتم إدانة ما حدث من قبل الجماعة الإسلامية.
الزمر مثل قيادات التيار الإسلامي، يشاركون في ندوات وورش عمل وحوارات صحفية مع صحف ومجلات أجنبية يقومون فيها بتصدير خطاب الطمأنة تجاه المسيحيين والفنانين والليبراليين وكل قوى المجتمع، في حين يتم التنكيل بكل هذه الفئات داخل مصر، وتشهد منصة رابعة العدوية إبان مشاركة الجماعة الإسلامية في تحالف القوى الوطنية الرافض لعزل مرسي، وكم التهديدات والوعيد التي رفعها قيادات الإسلام السياسي تجاه معارضي مرسي، والوعد بالانتقام منهم على عزل مرسي.
أعتقد إنه من المهم أن تبدأ قوى الإسلام السياسي في رفض العنف وإدانته وتصدير خطاب أكثر سماحة في الداخل، بدلاً من اقتصار الأمر على إصدار خطابات طمأنة للخارج تختلف عما يحدث داخل مصر، خاصة وأن الطمأنة داخليًا سيكون لها دور مهم في تحقيق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، وإنه بدون نبذ العنف وإدانته ونهج المسار السياسي لحل الأزمات لن تفيد هذه الخطابات المزدوجة!.