الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

اليمن: خطوة للخلف.. خطوتان للأمام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هناك مأزق حقيقي في موضوع اليمن، وبعيداً عن موضوع السيادة والشرعية والإرهاب واعتداء الحوثيين على معارضيهم، هناك فخ منصوب بإحكام اسمه جماعة الإخوان المسلمين باليمن والذين يقفون اليوم صفاً واحداً مع الحرب القائمة المعروفة باسم "عاصفة الحزم" فمهما قلت لي من أسباب لأقف في تلك اللحظة متضامناً مع العاصفة أو محايداً فلن أرى أمامي إلا مجموعة القتلة الإخوانجية، وهم يبتسمون في ذات الخُبث التاريخي المعروف عنهم منذ أيام مقتولهم حسن البنا حتى بديعهم القابع في السجون المصرية الآن.
ثمة خطر في هذه المعادلة الصعبة التي تدور الآن عند باب المندب، ونحن لسنا مُجبرين على الاختيار الصعب، صحيح "مسافة السكة" شعار صحيح ويليق بدور مصر التاريخي، ولكن كيف ولماذا وأين؟ فالدواعش الذين تربوا على أجندة فقه الإرهاب مازالوا يعربدون في مختلف ربوع الوطن العربي وكذلك من تسمي نفسها بجبهة النُصرة وايضاً جماعة فجر ليبيا، هذه الحزمة البغيضة نتمنى أن نستمع من القمة العربية جملة مفيدة بشأنهم إجمالاً، ليس هذا فقط بل لكي أُصدق الحرب الجادة على الإرهاب لابد أن تتخذ القمة آليات مُحددة لدحر ذلك الخراب المتطرف وتقطيع أوصاله.
معروف أن أكثر من دولة مشاركة الآن في "عاصفة الحزم" متورطة بدعم الإخوان وتوابعهم، وبداية العمل الصحيح حسب ما تعلمنا في مدارسنا الحزبية هو النقد الذاتي، لا أقول اعتذار منهم عما اقترفوه من جرائم دفع ثمنها دماء الأبرياء بمصر وغيرها ولكن مجرد النقد الذاتي العلني من الممكن أن يكون بداية جديدة لطريق جديد، ولن يكون هناك فك لطوق التبعية الأمريكية إلا بمثل ذلك الموقف المفصلي، فبينما تجتهد دولة الشر امريكا لإعادة إنتاج عملائها من الإخوانجية بالمنطقة من خلال فخ الحوثيين واليمن وتهديد السعودية، علينا بوضوح أن نعلن رفضنا الكامل للإرهاب والتعصب ورفضنا أيضاً لتلك المصيدة الأمريكية.
لن أدخل هنا في جدل حول شرعية الرئيس اليمني هادي أو فساد علي عبدالله صالح وتخريبه للجيش اليمني، ولا أبحث عن جذور الحوثيين ومدى استقلال قرارهم عن المرجعيات الإيرانية، ولكن كل ما يهمني بالفعل هو استقامة الموقف، فليس من المعقول أن يقتلني الإخوانجي بمصر بينما أنا أُمكنه من رقاب الناس في اليمن، هي عملية جراحية صعبة للغاية، تحتاج عقل سياسي كبير وتحتاج إرادة عربية ليست كسابق عهودها.
البوصلة بالنسبة لي واضحة، أينما وقف الإرهاب المتستر بالدين وقفت عكسه، فهل من المعقول بعد كل هذا العذاب الذي ذاقه الشعب العربي في الميادين وفي شظف العيش وفي حلمه بالعدالة الإجتماعية تكون نهاية المطاف أن نحتشد صفاً واحداً مع توكل كرمان التي لا تخفي ربعاويتها ودعمها لقتل جنودنا بسيناء وغيرها، هل من المعقول أن أمريكا دولة الشر الاولى في الكرة الأرضية صارت حنونة وخائفة على باب المندب فتُبارك عاصفة الحزم، عندما تقول أمريكا مثل هذا الكلام لابد أن أتحسس عقلي.
الأحداث التي جرت قبل يومين كافية، إما أن تتسع الرؤية لمحاربة الإرهاب في سورية والعراق وليبيا ومصر وفي كل بقعة في الوطن العربي وإما تكون معركة اليمن معركة جزئية لا بطولة فيها ولا يحزنون، مازال الوقت في أيدي مُتخذ القرار، مسافة السكة لا تعني العمل بالقطعة ولكنها تعني القوة الرادعة مع الحق ضد الباطل، مع المدنية ضد التخلف مع الاستقلال ضد التبعية.
فهل نعيد التفكير من جديد في الموضوع اليمني بخطوة للخلف من أجل خطوتين للأمام؟ أتمنى