يحاول الكثير من النساء التوقف عن التدخين عن حدوث الحمل، ولكن يفشلن، هكذا بدأ الدكتور إبراهيم حسنين حديثه حين سألناه عن أضرار تدخين الأم الحامل على الجنين، وقال إنه ثبت علميًا أن هناك علاقة بين التدخين ومشاكل الحمل سواء كان التدخين من الأم أو أحد الأشخاص المحيطين بها، وفى الأشهر الأخيرة من الحمل فإن التدخين قد يكون من أحد مسببات وفاة الجنين داخل الرحم، وتلك المشاكل منها معاناة هؤلاء الأطفال من قصور في الذكاء والأنشطة المخية، وذلك لأسباب منها تأثير مباشر من النيكوتين على خلايا المخ، وقلة الأكسجين الداخل للجنين خاصة للمراكز الحساسة كالمخ، ثانيًا: قصور في نمو الأجنة عن المعدل الطبيعى وضعف عمل المشيمة داخل الرحم، ما قد يؤدى إلى وفاة الجنين.
وأضاف أن في كل رشفة واحدة من السيجارة ولمدة ثانيتين فقط تؤدى إلى استنشاق من ١٠-١٠٠ ملل من دخان السيجارة، وهذه الكمية من الدخان تحوى ٤٠٠٠ مادة سامة مختلفة، وأن العديد من هذه المواد ثبت تأثيره السام على الجنين، فمادة النيكوتين تؤدى إلى ظاهرة التقلص الوعائى للشرانيات السُرية والدماغية عند الجنين وأيضا ظهور اضطرابات في السلوك عند الطفل فيما بعد.
وأشار إلى أن مادتى النيكل والكاديوم لهما أثر سمى مباشر على عضلة القلب وكذلك الخلايا الظهارية للأغشية المخاطية.
كما أن مادة التيوسيانات متهمة في العديد من المضاعفات وأن نسبة الإخصاب تقل إلى ٥٠ في المائة وذلك نتيجة تأذى عملية اختزان البويضات، وكذلك أيضا ندرة عملية الإباضة، ويبدو أن ذلك ناجم عن التأثير السمى المباشر للنيكوتين.
وأكد أن ثمة شيء آخر نادر الحدوث ولكن عميق الأثر في مجتمعنا، ألا وهو وجود علاقة بين «القطوع المبكر» وهو بلوغ سن اليأس قبل وقته والتدخين، فهل هناك أشد أثرًا على نفسية المرأة الشابة وعلى نضارتها وجمالها من هذا الحدث، وأوضح أن من التأثيرات السلبية أثناء فترة المضغة، وهي فتره الشهرين الأولىن من الحمل، هو حدوث الإسقاط المتكرر حيث يتضاعف ثلاث مرات وذلك بسببين أولا نقص توعية الرحم مما يقلل من قابلية غشاء باطن الرحم للتعشيش وأيضا تأذى عملية الإباضة.
وبعد ذلك يأتى حدوث الحمل خارج الرحم وهذا أيضا يتضاعف ولكن بنسبة مضطردة مع عدد السجائر المدخنة. فيتضاعف ١.٥ إذا قل عدد السجائر عن ١٠ في اليوم. ليصبح ٣ أضعاف إذا زاد عدد السجائر على ٢٠ في اليوم.. ليبلغ ٥ أضعاف إذا بلغت السجائر ٣٠ في اليوم.
ومن التأثيرات السلبية أثناء فترة الجنين - الولادات المبكرة التي تتضاعف مرتين. وانفكاك المشيمة الباكر الذي يتضاعف ثلاث مرات، والورم الدموى خلف المشيمة، وأضاف أن تأخر نمو الجنين داخل الرحم، ويعد الأكثر حدوثًا، فيتضاعف ٢.٥ مرة. فنسبة حدوثه في حمل بلا تدخين هو ٨.٥ بالمائة بينما يرتفع قليلًا عن هذه النسبة إذا دخنت الحامل أثناء الثلث الأول أو الثلث الثانى من الحمل ليرتفع ارتفاعًا ملحوظًا إذا حدث التدخين خلال الثلث الثالث من الحمل ليصل إلى ١٥.٤ في المائة وليصل إلى ١٧.٧ في المائة إذا حصل التدخين خلال فترة الحمل كلها. ولذلك فإن إيقاف التدخين أثناء الثلثين الثانى والثالث من الحمل ينقص وبدرجة ملحوظة نسبة تأخر النمو.
وأيضا فإن لعدد السجائر المدخنة وأخيرا موت الجنين، حيث إن ١١ في المائة من موت الأجنة يعزى للتدخين. وأشار إلى أن هناك تأثيرات سلبية على الوليد والرضيع والطفل مثل تأثيرات على النمو حيث التأثير السلبى لا يكون واضحًا على الوزن بينما يكون جليًا على الطول ومحيط الرأس، والتأثيرات التنفسية وأهمها ازدياد نسبة حدوث المشاكل التنفسية وازدياد نسبة حدوث الربو.
كما تتضاعف مرتين نسبة حدوث التهابات الجلد والتأثيرات على التطور الروحى الحركى والسلوك والذكاء وطبعا تتناقص قدرات الذكاء للطفل. مثل أن تظهر صعوبات في عملية الحفظ. أو أن يصاب بعضهم بفرط الحركة. أما عن الموت المفاجئ عند الرضع فتتضاعف نسبة الإصابة إلى ضعفين بينما تتضاعف أكثر إذا ما تابعت الأم التدخين بعد الولادة.
أما عن أهم أخطار التدخين بعد الولادة إذا ما تابعت الأم المدخنة أثناء الحمل التدخين بعد الولادة فإنها تعرض طفلها إلى تأثيرات سلبية عديدة وأهمها تأثير سلبى على حليب الأم فكميته تنقص وذلك بشكل محسوس إلى ٦٩٠ مللي في اليوم بدلًا من ٩٦٠ مللي بدون تدخين. بالإضافة أن المواد السامة في الدخان تمر عبر الحليب وخاصة النيكوتين، ولذلك تنصح الأمهات بألا تدخن قبل ساعتين من موعد الرضعة لأن نصف عمر النيكوتين هو ١٠٠ ساعة تقريبًا. إن كنا نعرف حاليًا هذه التأثيرات الضارة لتدخين الأم على جنينها ووليدها فإن تأثيرات أخرى لا زالت طى الغيب والدراسات الجارية حاليًا تبحث عن العلاقة بين ازدياد موجات التدخين عند النساء وارتفاع نسبة التشوهات عند الولدان ونسبة السرطانات عند الأطفال.
من النسخة الورقية
