الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

"عاصفة الحزم".. من اليمن إلى ليبيا

الصحفي اسلام عفيفي
الصحفي اسلام عفيفي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار الفراغ العربي الذي تعيشه المنطقة العربية شهية الأطماع الفارسية للتمدد والسيطرة على حساب أنظمة تهاوت.. وأخرى يهددها الإرهاب، بعد انهيار تاريخي ومأساوي للعراق الذي أصبح جسرًا إيرانيًا ومنطقة نفوذ للملالي تتحكم في مصيره، وتختار حكامه، وتقرر له ما تريد.
نموذج العراق كان مغريًا للتكرار، ولكن هذه المرة في اليمن عبر ميليشيات الحوثيين التي ترتبط فكرًا وتمويلا وتنظيما بإيران.. الفرصة كانت سانحة، فالأوضاع غير مستقرة منذ إزاحة علي عبدالله صالح الذي لم يجد غضاضة هو الآخر في التحالف مع التنظيم الفارسي والجنوب الذي يعاني اضطهادًا منذ الوحدة اليمنية، في الوقت الذي تجاهل الجميع مطالب أبناء عدن المشروعة.
بجانب المخاطر التي باتت تناصب الشعوب العداء وترفع في وجه الأنظمة السلاح جاء الخطر "الإيراني – الفارسي"، والذي لا يأتي من منطلق مذهبي فحسب، وإنما يستند لنعرة قومية أيضًا، فسبق وتوقعت في مقالات سابقة إنشاء قوة عربية مشتركة، عمودها الفقري (مصر- السعودية- الإمارات- الأردن)، بسبب ما تفرضه التهديدات المحيطة بالمنطقة، والتي لن يحمينا منها أحد.
إيران تخيلت- كما قلنا أيضًا- أن موازين القوى أصبحت في صالحها تمامًا لأسباب أخرى مرتبطة بتقاربها مع واشنطن، في ظل احتياج الولايات المتحدة لها في ترتيب البيت العراقي أولا، والملف السوري ثانيًا، بخلاف الحاجة لجهودها للسيطرة على جماعتين ترفعان شعار الجهاد في وجه إسرائيل هما: (حماس وحزب الله).. كل هذا سوَّل لإيران التهام اليمن جنوبًا، فتصبح شوكة، في خاصرة المملكة السعودية، وتتمكن من خنق مضيق باب المندب شريان الحياة لقناة السويس، كل ذلك يجعل من قطع ذراع طهران في اليمن أمرا ضروريا، ويدخلها مرحلة التفاوض مع القوى العالمية (5+1) حول ملفها النووي، وهي لا تشعر بالزهو.. بمعنى أدق أن "كسر أنف إيران" كان ضرورة ليس في مصلحة الغرب كما يفهمها البعض ولكن حتى لا يصبح امتلاكها لقنبلة نووية أمرا واقعًا، وفزاعة لكل العرب.
"مسافة السكة" التي أطلقها الرئيس السيسي في جولته الخليجية ظنها الكثيرون مجرد شعارات من قبيل "العشم" في الشقيقة الكبرى مصر، أو تصريحات إعلامية لدغدغة مشاعر العرب على طريقة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، خاصة أن قطاعًا واسعًا ليس في مصر وحدها بل في المنطقة العربية ينظرون للسيسي جالسًا في مقام الزعامة، ها هي الآن تتشكل القوة العربية المشتركة التي أعلن عنها الرئيس، وأصبحت واقعًا بموافقة مجلس وزراء الخارجية العرب أمس.
سبق وقلنا إن اليمن ستكون المحطة الأولى للقوة العربية المشتركة لأنها الأكثر خطرًا، فهي الدولة المهددة بالخطف من جانب قوى إقليمية هي إيران، سبق وأن ابتلعت دولة بحجم العراق، فضلا عن أنها ميدان لحرب حقيقية بين طوائف الإرهاب.. (القاعدة التي ولدت أصلا في اليمن- حزب الإصلاح الإخواني- ميليشيات الحوثيين).
ولم يعد مقبولا لدى النظام العربي الجديد الذي تقوده (مصر والسعودية والإمارات) أن يتم اختطاف دولة "حكما وثروات".. فالنظام الجديد الذي ظل حلمًا يداعب أثير الشعوب العربية، بدأ يظهر في مخاض صعب وفوضى تحيط بقصور الرئاسة ومعسكرات لإرهابيين يعلنون علينا الجهاد كأفضل وأقرب وأسرع الطرق إلى الجنة.
"عاصفة الحزم".. ليست مجرد عملية عسكرية لمساندة شرعية رئيس بل هي جولة في حرب عربية ضد الإرهاب بدأت في اليمن، وسيتم حسمها في ليبيا التي هي بمثابة الهدف الثاني للقوة العربية المشتركة.