الإثنين 21 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بالمستندات.. "البوابة نيوز" تكشف تدمير 70% من الشعب المرجانية بمرسي علم.. "هيبكا" تهدر ملياري دولار.. والحكومة تتغاضى عن الكارثة البيئية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حظت مصر بكنز الشعب المرجانية؛ حيث تعتبر شواطئ مصر من أكثر الشواطئ في العالم التي تعج بالشعب المرجانية وخصوصا في الغردقة وشرم الشيخ ومرسي علم، إلا أن اليوم أصبح هناك خطرا يهدد هذا الكنز، خاصةً في "مرسي علم".
حصلت "البوابة نيوز" على مستندات من حماية البيئة تفيد بأن أكثر من 70% من الشعب المرجانية تدمرت بمرسي علم وتحديدًا في كلا من مرسي مبارك ومرسي الشونة، وبحسب خبراء فهناك ملياري دولار خسائر في الشعب المرجانية، وتحتاج لأكثر من 200 عام لإعادتها.
"البوابة نيوز" دخلت لأعماق البحار حتى تعرف الحقيقة، حيث ترجع القصة بعد اسناد محافظ البحر الأحمر عام 2007، مشروع إنشاء شمندورات مكان رسو المراكب في البحر الأحمر، لجمعية تدعى "هيبكا" وفي المقابل تم تخصيص 30% من دخل المحمية الخاصة ببيت الدرافيل لتغطيه التكاليف، تقدر من 2 إلى 3 مليون جنيه في العام الوحد، وجاء إسناد المشروع للجمعية بأمر مباشر من محافظ البحر الأحمر، بشرط وجود أحد حراس المحميات للإشراف والاستلام، وان لا تتعدى تكلفة "الشمندورة" الواحد 150 دولارا أمريكي.
الواقع أن "هيبكا" تعمل دون رقيب ودون النظر لتوصيات محميات البحر الأحمر التابعة لمجلس الوزراء، ولم تلتزم "هتكا" بالمواصفات المطلوبة للشمندورة بل لم تقم بالمطلوب منها ولم تنشئ العدد المطلوب من الشمندورات واكتفت بثلاثة فقط، بهدف توفير الأموال، والمطلوب أكثر من 50 شمندورة، هذا بالإضافة لمتابعة الصيانة الدورية للشمندورة الأمر الذي لم يحدث قط.
مرسى "مبارك والشونة" أهمية اقتصادية وإهمال متعمد يعتبر كلًا من مرسى مبارك ومرسى الشونة بمرسى علم من أهم أماكن الغطس والسباحة فهو قبله للزائرين للمنطقة حيث يحتوى مرسي مبارك على سلاحف بحرية عملاقه، كما انها تحتوى على السمكة النادرة "عروس البحر" والمهددة بالانقراض، ناهيك عن حدائق المرجان الموجودة تحت الماء والتي لا تقدر بثمن. ويعتبر بورت غالب منتجع سياحي باستثمارات تبلغ 2، 5 مليار دولار وبه ميناء بورت غالب أول ميناء دولي لليخوت الدولية والمحلية في مصر تم إنشائه عام 2004 ويخدم الآن أكثر من 25 يخت للرحلات البحرية إضافة إلى أكثر من 14 مركب سفاري كل أسبوع.
وتعد الأهمية الاقتصادية للمرسى فقط في جذب السياحة ولكن في توفير فرص عمل هائلة للمصريين، حيث يوفر كل مركب يومي أكثر من 20 فرصة عمل يومية، حيث يعمل من 2 إلى 3 سائقين لنقل السائحين من وإلى المركب، إضافة إلى "2 مرشد أو مدرب للسائحين، و2 مرشد غطس وطفو على الماء"، إضافة إلى مرشد أو مندوب سياحي، ومصور تحت الماء، إضافة إلى أكثر من 3 عمال على المركب الواحدة.
كما تبلغ قيمة الأطعمة والمشروبات للفرد الواحد 400 جنيه، إضافة إلى سعر الرحلة للسائح الواحد تبلغ في المتوسط 35 يورو ويبلغ عدد السائحين على الأقل لكل مركب سياحي 20 سائح، وهذا ما يعادل 700 يورو في اليوم الواحد للمركب الواحدة إضافة إلى التكاليف النثرية.
وبدأت المشكلة بالمراسى بعدم وجود أماكن مجهزه للرسو لهذه اللنشات، ترتب على ذلك تدمير للحياة البحرية والشعاب المرجانية منذ 2004، حيث يضطر اللانش في حالة الوقوف على أحد الشواطئ أن يلقي الهلب في قاع الماء ليشبك مع الشعب المرجانية الأمر الذي يتسبب في تلفها، وقرار محافظ البحر الأحمر تم اتخاذه من منطلق الباب اللي يجيلك منه الريح حيث أمر بغلق مرسي مبارك الذي كان له اثر بيئي واقتصادي حيث ترك مرسى الشونة مفتوح وتسبب بدمار كارثي للشعب المرجانية وتلوث مياه البحر نتيجة الكثافة العلية اللنشات السياحية ومراكب السفاري، عدم قيام هيبكا بدورها في دق الشمندورات وصيانتها.
قيام المحافظ بإلغاء أو تخفيض الغرامات والمحاضر الموقعة من قبل محميات البحر الأحمر وعدم الاستجابة لطلب المحميات على مدى السنوات الماضية بدق شمندورة لرسو اللنشات السياحية، ورغم أن المحميات هي المسئول الرسمي عن الأحياء البحرية بالبحر الأحمر، إلا إن المحافظ همش دورها وتوصيتها على مر السنوات، كيف تم تمويل دق الشمندورات تم تمويل دق الشمندورات عن طريق المعونة الأمريكية، وخصص محافظ البحر الأحمر 30% من دخل محميات بيت الدرافيل سنويا لذلك، وهو ما يقدر من 2 إلى 3 مليون جنيه سنويا"، وفي عام 2007 تم الاتصال بمحميات البحر الأحمر للإبلاغ عن عدم وجود شمندورات في أماكن الغطس في جنوب البحر الأحمر، وقامت المحميات بمطالبه "هيبكا" بعمل شمندورات، ولكن لا حياة لمن تنادى.
وفي عام 2010 دعا 6 مراكز غطس جمعية "هيبكا" لحضور اجتماع، وطلبت هيبكا مراكز الغطس بتوفير لانش للقيام بتجارب الرسو من خلاله، وخلال هذه الأعوام تم إنجاز 3 شمندورات فقط من العدد المطلوب 50 شمندورة، ثم توقف العمل لعدم تنسيق وإخطار هيبكا للجهات المعنية. وفي عام2013 تم اعادت التواصل مع "هيبكا" فقامت بعمل 2 شمندورة جديده في مرسي مبارك و4 في مرسي شونه فقط وتعطل معظمهم خلال 15 يوم إلى شهرين، واتهمت "هيبكا" اللنشات بتعمد اقتلاع الشمندورات، وقد افادت المحميات بعدم اخطارها من قبل هيبكا باي نشاط لها في المنطقة، وقيم حارس المحميات الوضع، ووضع خطه مقترحه لتشغيل وإدارة أماكن الغطس.
ولكن ما حدث بالفعل مطالبة جمعية "هيبكا" لمحافظ البحر الأحمر آنذاك المهندس اللواء محمد كامل باقتراح غلق مرسى مبارك ووافق المحافظ على ذلك، إلا أنه في عام 2014 تم اعادت دق الشمندورات من خلال "هيبكا" مرة أخرى بشكل خاطئ مما تسبب في دمار أجزاء لا بأس بها من الشعب المرجانية.
جدير بالذكر أن مدير جمعية "هيبكا" كان يرأس حملة محمد سليم العوا المرشح السابق لانتخابات الجمهورية في 2012 بمحافظة البحر الأحمر، مما يجعل التساؤلات تدور حول هل إهمال متعمد من قبل الجمعية لتدمير الشعب المرجانية المصرية.