تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
يوما في تاريخ مصر بدت فيه عناقيد الفرحة وهي تتدلى بقصر الاتحادية على أنغام الزغاريد المصرية الناهضة من عمق الريف والقادمة في زفه مصريه من جميع محافظات الوطن لتعيش لحظتها التاريخية تتويجا لكفاح يستحق داخل أروقة قصر الحكم في الاتحادية! تقليد بدأه الرئيس عبد الناصر رحمة الله فكان أول رئيس مصري يستقبل بقصر الحكم الأمهات ثم خبا التقليد لينتقل إلى درجة أدنى حال الاحتفال به، حتى جاء الرئيس السيسي ليعيد لمصر أنوثتها الكاملة، فمصر بين الأوطان أنثى مبدعة! استقبل الرئيس بنفسه أمهات مصر، وقف لهن وتقدم إليهن بمشاعر الابن الوفي، فوضع قبلته على رأس بعضهن، وقد تقدم لينحني بقامته إلى كراسي متحركة تستقلها أخريات، ثم اجتمع بهن في لقاء يوحى بقيمه التجربة وعظمة المناسبة، وضرورة العمل على تدويل مثل هذه النماذج التي حفظت شرف الأمومة وشرف الكفاح من اجل إنتاج ذريه صالحه تعيش كلبنه وفيه في جدار الوطن، لم يغفل الرئيس أبدا عن رفع مصر بكل قيمة تصل إليها يده ويمسها إدراكه الكبير وإخلاصه النقي لوطنه، ركز كثيرا على قيمة تعميم نماذج الشرف المصري في كل أسرة وكل بيت باستلهام تجارب الأمهات المثاليات، لتظل هذه مسئولية وسائل الإعلام في تحويل هذه الأفكار الكبيرة على قيمه تربويه نافعة في حياة المجتمع الذي تطحنه الفتن وتحاول أن تسيطر عليه قوى خفيه تعمل على مص قدراته الناعمة، حين بدت بزغاريد مصريه مأنوسة بشجن الريف وأجواء العصاري، لقد كان الرئيس حريصا على أن يكون اللقاء دافئا كحضن الأم لأبنائها، مخلصا ومستمدا من كل أم لمصر دعائها! جلس بينهن لا تعرف من ملامحه ولا أدائه أنه يتصرف مع الأمهات كرئيس ولكن كإبن لهن وللوطن! فأظهر لهن خشوعه، وتأكد بين أيديهن مع جلال أناقته حرصه على خفض جناح رحمته باللحظة التي قدم لكل منهن هديتها! بهذه الأجواء التي يُتوج فيها جهد مصري خالص بمكافأة رمزية لتستمر مسيرة النهوض بالقيم متدفقة، يخرج علينا حزب النور السلفي بفتاويه التدميريه للنسيج الاجتماعي زاعما بأن الاحتفال بدعة! دون أن يدرك أنها عاده اجتماعيه وليست جزء من طقوس الدين كالصلاة والصيام، وقد أخذت ناموس البر بهن عملا وقدوة وأن ما ينفع الناس في معايشهم فيه فسحة الإبداع التي لا علاقة لها بما يسمونه الابتداع، فالحزب عاطل عن كل شيء إلا إفراز مواقف الكراهية! ولو كل بدعة تعني كل جديد، لكانت حزبيته بدعة وبوستراته بشوارعنا التي تنشر آثامه بدعة، وصوره في الشوارع وعلى الجدران بدعة، وفقا لما أورده بعدم دخول الملائكة بيتا فيه صورة فمنعوا دخولها مصر كلها يوم علقوا لمشايخهم بكل حارة مصرية صورة شوهت جدران العقيدة، ما هذا الفكر الانتقائي البشع الذي لا يستقيم مع رؤية الحق؟ حين يغمز بقذارته فعل الرئيس يوم احتفاله بعيد الأم؟! وهل هناك من قال إن لها يوما بعامنا واحدا؟ إن كل أيامنا لكل أم مخلصة في محبتها وتربيتها، ويأتي يوم التتويج السنوي لأصحاب التجارب الثرية المفعمة بالقيم الكبيرة حتى تحيا في الوطن كنماذج ملهمه للقيم الجميلة ..! فما بال الرئيس يسبح وحده وسط تيارات تضليل وعنف؟ وما بال الرئيس يدفع بسفينة الوطن وحده على سطح موج عنيف وسط جهاز إداري لا يبالي بجهوده ولا يصنع ما يكفي لحصار المفسدين؟ وما بال الرئيس يعالج علاقات مصر الخارجية وحده بعدما تسبب الأزهر بتعكير الأجواء ببيانه الذي بدا كمؤيدا لداعش في العراق ؟ وما بال الرئيس يبحث لنا وحده عن كل ما يدخل البهجة على قلب مصر وشعبها بينما تيارات الدين العنيفة قد تحالفت مع صمت الأزهر الذي ظهر كميت كئيب لم يتحرك مستجيبا لرسالة الرئيس بضرورة الثورة الدينية التي تظهر وجه الدين على حقيقته إنسانيا رحمانا رحيما محتفلا بالأمهات والآباء والمربين كقدوات في إعداد الأجيال وتحصين الأوطان في وجه الفتن! إلى متى يستغرقنا هذا الجمود؟ ومتى ندور مع الرئيس حيثما دار حول محبة الوطن؟ متى يرحمكم الله نرتقي لمستوى الرئيس الذي انشق له القدر فكان قسمة مصرية وقضاء أنقذها مما تخبئة الزمر اللعينة؟ فهل من جواب؟!