خلال ثلاثة أيام فقط، كان حصاد الجماعات الإسلامية أربعة أعمال إرهابية بمثابة إنجازات الجماعات الإسلامية علي مستوى الشرق كان أولها هجوم متحف باردو بتونس(22 قتيل) ،وثانيها تفجير مسجدا بمصليه يوم الجمعة بصنعاء (140 قتيل) ،وثالثها نحر عدد من البشمركة (18 قتيل) ،رابعها ضرب وركل متخلفة عقليا وحرقها في أفغانستان.
وبينما يحاول العديد من الكتاب أو رجال الدين والساسة أنكر أنها حركات إسلامية الا أن الواقع يؤكد أنها إسلامية لأنها تتخذ تفاسير إسلامية مرجعا لنشوئها وأعمالها التي تهدف إلي تطبيق صحيح الدين مستشهدين بأعمال السلف.
منذ بدأ الإسلام السياسي في الفتنة الكبرى والعالم الإسلامي منقسم علي بعضه البعض سني وشيعي ومن الغريب أن كل حركة من هذه الحركات الإسلامية تؤكد على أنها مالكة الحقيقة بل هي الفئة الناجية والآخرين الفئات الهالكة.
في العصر الحديث بدأت دورة حقيقية للإسلام السياسي في الدول الحديثة عام ١٩٢٨ علي يد حسن البنّا ورشيد في تأسيس حركة الإخوان المسلمين علي أمل إعادة احياء مشروع الخلافة الاسلامية والتي انتهت قبل أربع سنوات ومنذ ذلك الحين تتميز الحركات الاسلامية بعدد من الصفات.
*الإخوان المسلمين هي الأم الحاضنة لكل المنظمات الإسلامية الراديكالية في العالم
إنها تسلك أعمال ضد الأديان والطبيعة الإنسانية لتحقيق أهداف تعتقد أنها إلهية
إنها جماعات وولادة تنقسم علي ذاتها فالإخوان المسلمين جماعة خرج من رحمها كل الجماعات الإرهابية في العالم والقاعدة انقسم منها داعش.
إنها سادية متعطشة للدماء وكلما ظهرت منها جماعة تحمل داخل كيانها أكثر شراسة ودموية .
*خيانة الأوطان فالإخوان أسسها الإنجليز والقاعدة أسسها الأمريكان والدولة الإسلامية بالعراق والشام أسستها دول غربية ودويلات عربية حركات تعيش بعصور وفكر سلفي رجعي سحيق وتملك أسلحة فتاكة حديثة لا تستطيع التعايش مع نفسها أيضا فالانقسام سمة من سماتها وكل فئة منبثقة منها تصبح أكثر شراسة وعنف وانعدام للإنسانية.
بينما العالم الإسلامي يحاول إنكار اسلام هذه الجماعات الارهابية محاولا إنكار إسلامها ويستهلك الوقت والجهد والمال لإثبات عدم نسبها للإسلام ويحاول الأزهر وقياداته مخاطبة العالم الغربي عدم إطلاق اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام وتسميتها داعش؛ من الغريب والعجيب أنهم ينددون بأعمالهم ولا يكفرونهم ويهتمون بالعرض وليس بالمرض.
إن الحركات الاسلامية أثبتت عجز داخل العالم الإسلامي وداخل مؤسساتهم الدينية ألا وهي إنهم غير قادرين علي إنتاج إسلام عصري يواكب العصر لا يعتمد علي آيات القتل والاٍرهاب ليقدموا للعالم حركات تصالح العالم .
ومن العجيب هناك العديد مازال يتشدق بأن ما يحدث مؤامرة لتشويه صورة (الإسلام) متناسيين أن الأديان لا يستطيع أي شخص أن يشوهها بل اتباعها يعكسون إيمانهم.
وستبقي الحركات الإسلامية شاهداً علي فشل رجال الدين والمؤسسات الدينية ..ودليلاً حيا على ما حدث على مدى التاريخ من انتهاكات وتصرفات وحشية.. وسيبقي أتاتورك والحبيب بورقيبة مثالين لمن يريد أن يتخلص من إرث وإرهاب وسادية ميراث الغضب.