الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

خالد خليفة لـ"البوابة نيوز": الثورة السورية تعيش صراعا دمويا.. والغرب يرانا شعوبًا خارج التاريخ

خالد خليفة
خالد خليفة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نعيش مؤامرة كبيرة ولا بديل عن الحل السياسي
المنطقة العربية تدفع ثمن الجغرافيا
من المبكر جدًا الكتابة عن الثورات والكتابة تأتي من المنطقة الباردة
الكتابات الجديدة تتسم بالجرأة.. والجوائز والبيست سيلر لا تعبر عن جودة العمل

حــاوره- زياد إبراهيم
مثقلًا بهموم الوطن، ولكن الابتسامة لا تفارقه رغم آلامه التي يعتصرها في قلبه، يرى أن المعاناة السورية كارثة إنسانية، متصالح مع نفسه بشكل كبير، أنه الكاتب السوري خالد خليفة صاحب رواية "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" التي حصلت على جائزة نجيب محفوظ عام 2013، في البداية عبر الكاتب الكبير عن سعادته الشديدة لفوزه بجائزة نجيب محفوظ، مؤكدًا أنها أهم جائزة عربية لأنها الوحيدة التي تحمل اسم الكاتب الكبير نجيب محفوظ، وأن أجمل ما في الجائزة كانت مفاجأتها.
وكشف الكاتب خالد خليفة في بداية حواره عن سعادته الشديدة لعودة ملتقى الرواية العربية، بعد توقف دام لخمس سنوات، مؤكدًا أنه يعيش أجمل لحظات عام 2015، نظرًا لوجوده في فعاليات ملتقى الرواية العربية في دورة "فتحي غانم"، ورؤيته لأصدقائه المصريين والعرب، ومن سائر البلاد.
- كيف ترى الأزمة السورية الآن؟
- هي ليست أزمة، فالأمر تجاوز هذا المصطلح بمراحل، تستطيع القول إن الحرب الدائرة الآن تمثل التراجيديا الحقيقية للشعب السوري، وشكل الصراع الذي يدور دموي وصاعق.
- والحل؟
- لا بديل غير الحل سياسي، جميع الأطراف خسرت كل شيء، والسوريون لن يقبلوا غير حياة كريمة، لأنهم دفعوا الثمن دماء، ولا يمكن إنكار حقيقة تاريخ الثورات، الثورات تمر بمراحل تطور، وسوريا الآن تعيش إحدى مراحله، فما يجري على الساحة السورية الآن ليس بمعزل عن تاريخ الثورات.
- ولكن ألا ترى أن الثورة السورية تعيش مؤامرة كبيرة، تقف كعقبة كبيرة أمام تطورها؟
- نعم صحيح، والدليل أننا في أمس الحاجة إلى حل سياسي، ولكن جميع الأطراف لا تمتلك تصور، يجب أن نعرف أن الغرب لن يقف مكتوف الأيدي أمام شعوب تطالب بالحرية، فهم أرادوا منذ عقود طويلة أن نظل شيئًا غير مرغوب فيه كما أنهم يرونا شعوب خارج التاريخ، لأنهم لا يريدون لنا التطور، فهم يعلمون أن الشعب الأوربي والأمريكي، ونضيف إليهم شعوب أمريكا اللاتينية، وصلوا إلى ما وصلوا إليه الآن من تطور حقيقي على كل المستويات العلمية والثقافية والاجتماعية، بعد أن مرت ثوارتهم بتطور الصراعات والانفصال عن السلطة الدينية في أوروبا، وإقصاء الاستبداد العسكري في أمريكا اللاتينية فحصلوا على حريتهم، وبالتالي استطاعوا ممارسة الديمقراطية بشكل قوي مكنهم من بناء حضارات تسبقنا بقرون، والآن أنت تمر بمراحلهم، فتأكد أنهم سيبذلون كل الجهد حتى تعود إلى الخلف، للأسف الشديد نحن ندفع ثمن أخطاء الجغرافيا.
- لماذا؟
- لأن هناك ثلاثة أسباب، الأول نظرًا لوجود الشرق الأوسط بقرب أوربا، ولذلك ترغب القارة العجوز في استقرار شكلي للمنطقة لضمان أمنهم وسلامتهم، والسبب الثاني أن الثروات الطبيعية للأسف الشديد أصبحت لعنة على المنطقة، فكل الغرب الآن طامع فينا، ويحاولون بشتى الطرق أن يجدوا سببا حتى لو كان واهيًا لفرض سيطرتهم على المنطقة، والتدخل في شئونا الداخلية لسرقة ثرواتنا، تذكر حلف الناتو في ليبيا، لقد اتخذوا ذريعة الثورة في ليبيا، ومدوا الشعب بالسلاح مقابل في النفط، والسبب الثالث وجود إسرائيل في المنطقة تحت المظلة الأمريكية، والتي تحاول بكل السبل عرقلة مسيرة الشعوب العربية في الحصول على حريتها، حتى لو اضطرهم الأمر التدخل بقوة السلاح.
- تأثرت الكتابات الجديدة بثورات الربيع العربي بشكل عام، ما رأيك في الكتابات التي تطرقت إلى الثورات؟
- من المبكر جدًا الكتابة عن الثورات، لأن الأحداث مشتعلة، والكتابة عادة تأتي من المنطقة الباردة، ولكن للحق الكتابات الجديدة تتسم بالجرأة الشديدة في طرح قضايا الربيع العربي، والذي غير من بنية الكتابة، فكلما ازدادت خبراتنا الحياتية، تفرز الكتابة أشكالا جديدة، ومصر على وجه الخصوص تمتلك الجرأة والشجاعة في طرح الكتابات الجديدة الجريئة، حتى طرح قضايا تقبل الآخر مختلف في مصر عن باقي الدول.
- ما أهمية الجوائز بالنسبة إلى خالد خليفة؟
- أسعد بها، ولكن أنساها حتى استطيع مواصلة الكتابة، فالكاتب لا يجب أن يتوقف عند جائزة بعينها، والجوائز ليست تعبيرًا حقيقيًا عن قيمة العمل
- لماذا غابت نوبل عن العرب بعد نجيب محفوظ؟
- هناك العديد من الكتاب الذين يستحقون نوبل بعد نجيب محفوظ، والرواية العربية تعيش أفضل حالاتها، فهناك طوفان غزير من الكتابات الرائعة، ولكن كل شيء في أوانه.
- ما رأيك في جائزة البوكر؟ واستبعاد الكتاب الكبار من قائمتها القصيرة بشكل يكاد أن يكون دوريًا؟
- لكل لجنة حسابتها الخاصة، ولا يوجد نظام حقيقي في معايير الجوائز، فلكل جائزة معاييرها الخاصة، فهناك مثلًا لجان تطلب الأسلوب المحافظ في الكتابة، ولا تقبل بأي جرأة، وأخرى تتخذ معايير "البيست سيلر"، ولكن في كل الأحوال يجب أن نقف خلف الكاتب وندعمه بأي شكل يفيد الرواية العربية، وفي النهاية لجان التحكيم في كل الجوائز تحدد المعايير بشكل واضح، وما عليك غير تقبل النتائج.
- كيف ترى الهجوم على الكتابات الجديدة؟ على سبيل المثال روايات أحمد مراد، وروايات الرعب وغيره من التصنيفات الجديدة التي ظهرت مؤخرًًا على الساحة، على الرغم من تحقيقهم لـ"البيست سيلر"؟
- بما أن الجوائز ليست معيار الحكم على جودة العمل، فكذلك قائمة "البيست سيلر" ليست معيار أيضًا، ولكن في النهاية أحمد مراد يمتلك نوع من الكتابة وهي عند جمهورها يدعمها ويشتريها.
- ماذا تقرأ الآن؟
- متاهة بورخيس، أشعر معها بحنين، لأنه يطرح الحياة والحب والموت بفلسفة تناسب وجودي في دمشق.
- وبماذا تنصح الكُتاب الجدد؟
- أن تكون الكتابة خارج تصفية الحسابات، حتى تظل الأفضل.