الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

نتنياهو يكسب.. لماذا؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أظهرت الأنتخابات الأخيرة للكنيست الإسرائيلي تفوق حزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو، ومن ثم سيكون لنتنياهو رئاسة الوزارة الإسرائيلية للمرة الرابعة، وهو أمر لم يحدث في تاريخ إسرائيل لأي رئيس بما فيهم بن جوريون مؤسس إسرائيل.
كيف يحدث هذا بعد ما فعلته إسرائيل في غزة من جرائم وحشية في حربها الأخيرة التي هدمت فيها تقريبا غزة كلها، وقتلت أكثر من ألفي شخص وتركت خلفها آلاف الجرحي؟ لقد ظهرت صيحات هنا وهناك في العالم كله ضد المجازر التي نفذتها إسرائيل في غزة لكنها كلها انتهت إلي مظاهرات في الميادين يقوم بها الأحرار في العالم.
لم يترتب علي هذا أي موقف رسمي يدين إسرائيل من أى دولة في العالم . ولم يكن ممكنا لمجلس الأمن أن يصر قرار إدانه واحد لإسرائيل . عدنا إلي قديمنا وظهرت صيحات الإعمار التي لا يعرف أحد هل ستتم كلها وكم من السنين سيعاني الشعب الفلسطيني في غزة من الدمار.
ورغم أن الجيش الإسرائيلي أصيب لأول مرة في حربه مع الفلسطينيين إصابات مؤثرة في أفراده إلا أن ذلك لم يكن كافيا لتتسع مساحة المعارضة داخل اسرائيل لسياسة حزب الليكود الإجرامية , وجاءت انتخابات الكنيست بأغلبية له علي عكس كل التوقعات الطيبة الساذحة التي لا تنظر حولها . والذي حول اسرائيل هو الذي يساعد أكثر من غيره علي استمرار حزب الليكود . الذي حول إسرائيل جماعات إرهابية في العالم العربي وخارجه أبرزها داعش التي تحمل اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام ويمتد توحشها إلي اليمن وأفريقيا وتسعي جاهدة أن تظهر في مصر ولا تستطيع.
ورغم أن هذه الجماعات صناعة أمريكية بالأساس بمساعدة عربية ومن ثم فإسرائيل آمنة منها , لكن التاريخ يقول أنها جماعات خائنة تقتل كل من ساعدها حين يشتد عودها وتنقلب عليه . هكذا فعلت مع الريس السادات وفعلت مع أميركا نفسها التي تعرف الدرس جيدا لكنها تنفيذا لسياسة قديمة تريد أن يعود العالم العربي إلي جاهليته , صحراء ورعاة . والدول القديمة الحضارة مثل الشام والعراق واليمن يتم تقسيمها.
إنه أمر شديد التعقيد للمتابع لكن الخطوط الرئيسة واضحة . إسرائيل أكثر ذكاء من أميركا فهي تريد أن تستمر سياسة أميركا في تخريب العالم العربي لكن تستعد ليوم تعلن فيه الدولة الإسلامية فتعلن هي الدولة اليهودية وساعتها لو حدثت حرب ستنتصر لأن العالم سيكون معها . أو الدولة الشيعية فتعلن عليها الحرب أيضا . لكن إسرائيل وهي تخطط لذلك لا تريد انتظار هذا اليوم لأنها تري في تقارب أميركا مع إيران وحزب الله للقضاء علي داعش تقدما في قوة إيران واعترافا أكبر بها ومن ثم تكسب إيران من مفاوضاتها مع أميركا حول الملف النووي الذي هو قضية إسرائيل الأولي، منع إيران من امتلاك قوة نووية.
ولذلك سمعنا اعتراض نتنياهو على المسألة ورأيناه يذهب إلي أميركا علي غير رغبة الرئيس الديموقراطي أوباما ويجتمع مع الاعضاء الجمهوريين في الكونجرس ويصفقون له أكثر مما يتكلم طمعا في جذب اللوبي اليهودي إليهم في الانتخابات من ناحيتهم , ومن ناحيته ضرب لمفاوضات أوباما مع إيران . وهكذا كل يغني علي ليلاه . أميركا التي خسرت الإخوان المسلمين في مصر فذهبت إلي إيران إشعالا لحرب اخري فيما بعد بين السنة والشيعة بعد أن يتم القضاء علي الإرهاب لكن اسرائلي لن تنتظر هذا اليوم راضية . أميركا عليها أن ترفع شعار الديمقرطية التي تعيش عليه في بلدها ومن ثم تعادي الإرهاب وغيره من النظم غير الديموقراطية لكن هذا لا يعنيها.
أنها تبحث عن كيف يظل العالم العربي في الدائرة الجهنمية . وإسرائيل تكسب من هذه الدائرة الآن وتستعد ليوم ينتصر فيه طرف علي طرف لتدخل حربا معه . لذلك جري المجتمع الإسرائيلي إلي اليمين المتطرف, الليكود , لأن الذي سيكسب الرهان الأميركي هو إيران والشيعة وليس الديموقراطية . تماما كما هو الإرهاب السني الحالي الذي شجعته أيضا أميركا ولم ولن يكون ديموقراطيا , والذي اذا استمر في النجاح سينقلب ولن يختلف موقفه مع إسرائيل عن ايران الشيعية . وحتي يتم انتصار طرف علي طرف سيحل خراب أكثر في العالم العربي وعلي إسرائيل أن تحصد وليس مؤهلا لذلك مثل الليكود المتطرف.