السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

تونس تعلن تقدم التحقيق في الهجوم على متحف باردو

 الهجوم على متحف
الهجوم على متحف باردو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلنت تونس السبت تقدم التحقيق القضائي في الهجوم الدامي الأربعاء على متحف باردو الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف وأسفر عن مقتل 20 سائحا أجنبيا وعنصر أمن تونسي، ولكن من دون أن تكشف أي تفاصيل.
وقال سفيان السليطي الناطق الرسمي باسم النيابة العامة بمحكمة تونس الابتدائية المختصة في القضايا المتعلقة بالإرهاب لفرانس برس "الملف تعهده قاضي التحقيق، هناك تطورات لكننا نفضل عدم إعطاء تفاصيل لسرية ونجاعة التحقيق".
وصرح محمد على العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية لفرانس برس أن الشرطة "أوقفت أكثر من عشرة أشخاص بينهم من هو على صلة مباشرة بالعملية الإرهابية أو من قدم دعما لوجستيا للارهابيين".
ورفض الناطق الرسمي كشف هوية الموقوفين. كما رفض توضيح ما إذا كان من بينهم التسعة الذين أعلنت السلطات توقيفهم الخميس.
ولاحقا، أعلنت وزارة الداخلية انها أصدرت مذكرة بحث بحق التونسي ماهر بن المولدي القايدي للاشتباه بضلوعه في الهجوم.
وعرضت الوزارة مساء السبت على صفحتها الرسمية على موقع فيس بوك شريط فيديو مستقى في جزء منه من كاميرات المراقبة يظهر منفذي الهجوم يتنقلان في متحف باردو وهما يحملان بندقيتي كلاشنيكوف قبيل الهجوم.
من جهته، أعلن مسئول في وزارة الصحة التونسية لوكالة فرانس برس السبت أنه "تم التعرف على هويات" جميع ضحايا الهجوم الذي استهدف متحف باردو الأربعاء، مؤكدا أن الضحية الأخيرة روسية.
وقال نوفل سمراني مدير خدمات الطوارئ في وزارة الصحة "تم التعرف على جميع الجثث ونحن في صدد تسليمها".
وحتى مساء الجمعة، كانت هناك جثة أخيرة لم يتم التعرف عليها، وأكد سمراني السبت انها تعود إلى مواطنة روسية.
ومن جهته، اقر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بوجود "خلل" في الأجهزة الأمنية في بلاده ادى إلى سهولة القيام بالاعتداء على متحف باردو، وذلك في مقابلة نشرها السبت الموقع الإلكتروني لمجلة "باري ماتش" الفرنسية.
وقال "هناك خلل" مضيفا أن "الشرطة والمخابرات لم ينسقا تماما من أجل فرض الأمن في متحف" تونس.
وأشار قائد السبسي مع ذلك إلى أن الأجهزة الأمنية "تحركت بطريقة فعالة جدا من أجل إنهاء الاعتداء على متحف باردو بسرعة وتحاشوا بالتأكيد سقوط عشرات القتلى الاضافيين في حال تمكن الارهابيون من تفجير احزمتهم الناسفة".
والأربعاء، أطلق مسلحان تونسيان النار من رشاشي كلاشنيكوف على سياح عند نزولهم من حافلتين أمام متحف باردو ثم طارداهم داخل المتحف.
وقتلت الشرطة خلال اقتحامها المتحف، منفذي الهجوم جابر الخشناوي وياسين العبيدي اللذين قالت السلطات انهما شابان تونسيان تدربا على حمل السلاح في ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى.
وهذه أكبر حصيلة لقتلى غربيين يسفر عنها هجوم لتنظيم الدولة الإسلامية منذ ظهوره.
وهي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف أجانب في تونس منذ أن أطاحت الثورة مطلع 2011 بنظام الرئيس الديكتاتوري زين العابدين بن على.
كما أن هذا أول هجوم يستهدف سياحا اجانب في تونس منذ 13 عاما.
وفي 11 ابريل 2002 قتل 14 سائحا ألمانيا وسائحان فرنسيان وخمسة تونسيين عندما هاجم انتحاري تونسي بشاحنة محملة بالغاز كنيس الغريبة اليهودي في جزيرة جربة (جنوب شرق).
ونفذ تونسي مقيم بفرنسا الهجوم الذي تبناه تنظيم القاعدة.
وألحق الهجوم أضرارا كبيرة بقطاع السياحة أحد أعمدة الاقتصاد في تونس.
ويقع متحف باردو على بعد امتار من مقر "مجلس نواب الشعب" (البرلمان) الذي منحه الدستور التونسي الجديد صلاحيات واسعة مقارنة بالحكومة ورئاسة الجمهورية.
ويفترض أن يكون البرلمان تحت حراسة أمنية مشددة.
ولفت تيري وهو سائح فرنسي عاد السبت إلى مرسيليا، وكان زار متحف باردو الأربعاء قبل تعرضه للهجوم، إلى غياب الإجراءات الأمنية حول المتحف.
وقال السائح "كان هناك فقط رجل (أمن) يحمل سلاحا رشاشا عند مدخل موقف السيارات" في المتحف.
والخميس، قال رئيس الحكومة الحبيب الصيد "تمت العملية (الهجوم) لأنه طبعا صارت بعض الاخلالات (...) في كامل المنظومة الأمنية بكل مراحلها" بدءا من "حماية المتحف" وحتى "حماية كل تنقلات السياح من الباخرة (السياحية) وحتى مكان الحادث".
وذكر أن السلطات اتخذت "عدة إجراءات سريعة، الإجراء الأول هو القيام بعملية بحث معمق لتحديد المسؤوليات" في "الاخلالات" الأمنية المذكورة.
وقال عبد الفتاح مورو النائب الأول لرئيس البرلمان لوكالة فرانس برس "علمت أن اربعة فقط من عناصر الشرطة كانوا مكلفين بتوفير الأمن (الأربعاء) حول البرلمان، اثنان منهما كانا في المقهى والثالث كان يأكل وجبة خفيفة والرابع لم يأت".
والسبت، قال مصدر أمني وأحد اقارب جابر الخشناوي لمراسل فرانس برس أن السلطات افرجت عن والده وشقيقيه واخته الذين تم توقيفهم ليلة الأربعاء-الخميس.
ورفض الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التعليق على هذا الخبر.
والجمعة، أعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في خطاب بمناسبة الذكرى ال59 لاستقلال تونس أن بلاده في "حرب مع الإرهاب" الذي يمثله التيار الجهادي الذي برز فجأة بعد الاطاحة ببن على.
وقال قائد السبسي "أول رهان (اليوم في تونس) هو (بسط) الأمن، وكسب المعركة ضد الإرهاب".
ويقاتل ما بين ألفين وثلاثة آلاف تونسي مع تنظيمات متطرفة مثل "الدولة الإسلامية" في ليبيا وسوريا والعراق، بحسب السلطات التونسية التي أعلنت عودة 500 من هؤلاء إلى تونس.
وأعلنت الوزارة مطلع 2015 أن أجهزة الأمن منعت في عام واحد نحو 10 آلاف تونسي من السفر إلى الخارج للالتحاق بتنظيمات جهادية.
وبعد الاطاحة بحكم بن على وسقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي، تدفقت كميات كبيرة من الأسلحة المهربة من ليبيا إلى تونس، كما تلقى جهاديون تونسيون تدريبات على حمل السلاح في معسكرات بليبيا، وفق السلطات التونسية.
وأقر الرئيس التونسي في خطابه الجمعة بان بلاده لا تملك معدات عسكرية ضرورية كالمروحيات القتالية لتعقب مسلحين متحصنين في جبال على الحدود مع الجزائر. كما أقر بأن حدود بلاده مع ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى "غير محروسة كما ينبغي".
وقال في هذا السياق "حدودنا مع ليبيا غير محروسة كما ينبغي (...) وهناك أجهزة لا نملكها، لذلك عششوا في الجبال" في إشارة إلى "كتيبة عقبة بن نافع" المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والمتحصنة منذ نهاية 2012 في جبل الشعانبي (اعلى قمة في تونس) على الحدود مع الجزائر.
ومنذ الاطاحة ببن على، قتلت "الكتيبة" عشرات من عناصر الجيش والأمن في هجمات وكمائن.
والخميس، أعلن الحبيب الصيد أن بلاده قد تلجأ إلى استعارة معدات عسكرية من بلدان أخرى لتعقب المسلحين في الجبال، في انتظار تسلمها مروحيات قتالية أميركية أبرمت صفقة في شانها مع الولايات المتحدة.
واملت فرنسا وايطاليا السبت ب"دعم أكبر" لتونس بعد هجوم باردو، وذلك خلال مجلس ثنائي للدفاع والأمن ضم وزراء الخارجية والدفاع في كل من البلدين وعقد في غرب فرنسا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "خلال اجتماعنا، كررنا دعمنا لتونس ونعتبر أن هذا الدعم للشركاء الاوروبيين يجب أن يكون أكبر في المجال الاقتصادي وفي مجال الأمن".
من جهته، صرح وزير الخارجية الإيطالي بأولو جنتيلوني "نريد أن نوجه رسالة دعم قوية لتونس".
وأوضحت وزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتي أن فرنسا وايطاليا تاملان بالافادة من ترؤس تونس حاليا لمنتدى الحوار المتوسطي الذي يضم دول المغرب العربي الخمس وخمس دول أوربية هي فرنسا وايطاليا وإسبانيا والبرتغال ومالطا لاحياء قضايا الأمن في مواجهة الإرهاب.
وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان لفرانس برس أن هذا المنتدى المتوسطي سيلتئم في الاسابيع المقبلة.
والسبت، تجمع المئات في وسط باريس تضامنا مع تونس بعد الهجوم على متحف باردو.
وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا في ساحة الجمهورية التي سبق أن شهدت تجمعات تكريما لضحايا الاعتداء على أسبوعية شارلي ايبدو "ارحلوا ايها الارهابيون، تونس حرة".
وقالت آسيا شويخة متحدثة باسم التجمع الذي نظم التحرك "على التونسيين الا يشعروا بانهم وحدهم. الارهابيون ارادوا تدمير ديموقراطيتنا الناشئة. اليوم أكثر من أي وقت علينا أن نكون موحدين ومتضامنين".