الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كمل جميلك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نحتاج كثيرا من التضحية، نحتاج استكمال الجميل، والجميل هنا بمعناه الشعبي مُشتق من المجاملة، وليكن سنذهب مع المصطلح ربما يجد صدى لدى البعض فيتعامل بجدية هذه المرة، قلنا ألف مرة أن مصيبتنا بمصر هي الفهلوة ودهان الهواء دوكو وتعبئة الشمس في زجاجات شفافة.
فهل سنتخلص من تلك الآفات بعد مؤتمر اقتصادي شهد له العدو قبل الصديق، هل سينسى المواطن سلبيته وأمراض الفساد لنراه قد أضحى جاداً في تخطيط حياته وسلوكه اليومي، ليعتمد على العلم والتعليم والمعرفة والخبرات المهنية الرفيعة، ويبتعد عن الدروشة وشربة الحاج محمود والشكوى التي معظمها راجع إلى سلبية مفرطة نتجت عن تشوهات سنوات عجاف.
المواطن الذي احتشد في الميادين وأطلق شعار كمل جميلك، حسب هتاف الغالبية من الشعب المصري في ندائه للمشير السيسي ليترشح إلى مقعد الرئاسة، واستجاب الرجل للنداء، فهل تستجيبون أنتم لأنفسكم وتكملون جميلكم؟ ليس لأنكم فقط ستجملون حياتكم لتصبح حياة تستحق ورثة حضارة آلاف السنين، لكن لأنكم ستضمنون لابنائكم بلداً لن يكون لها مثيل، إن كنت موظفاً اعتاد فتح الدرج لإنجاز مهام الشعب فليكمل جميله ويغلق الدرج إلى غير رجعة، وقبل أن يقول البعض ومن أن يأكل المساكين من الموظفين في الأرض فليكن إذن طريق مطلب تحسين الأجور مشروعا مع الأخذ في الاعتبار حقيقة دخول الموظفين بما تشمله من بدلات وعلاوات وخلافه.
وإن كنت معلماً في مدرسة فلتكمل جميلك وتنظر لمن تنفتح أمامك عيونهم وآذانهم وتعرف كم تغير في مستقبل أمة إن أنت حشوتها ببقايا جهل وتخلف، لن أسرد كل فئة على حده فالخطأ والصواب لا يحتاجان توصية أو توجيه ولست في موضع الخطيب أو الناصح بقدر ما أنا في موضع الحالم ببلد تقود ولا تُقاد تُعلم ولا تتعلم تمنح ولا تٌمنح، هي تستحق ونحن نستطيع.
ليس المواطن المصري وحده المطالب باستكمال الجميل، ولكن نُخبتنا الثقافية والسياسية أيضاً في حاجة شديدة اليوم لتستكمل جميلها بإعادة النظر في الخريطة العربية، وتحديد موقف حاسم وواضح ضد الإرهاب والتأسلم السياسي، وهو الذي أراه العدو الأول للتقدم والخصم الحقيقي للأوطان، لم يعد هناك ترف مسك العصا من المنتصف، ولا صار مقبولاً من أي مدع أن يعلن أن قلبه يتألم لمطاردة الإخوان بمصر، هكذا قال صديقكم نجيب ساويرس لمطبوعة أمريكية، ستقولون لي أن ساويرس ليس نُخبة ثقافية ولا نُخبة سياسية أقول لكم ولكنكم في فلكه تسبحون.
استكمال الجميل مطلوب وبشده من الإعلام المصري، سواء الحكومي أو الخاص أو الحزبي أو ماسبيرو أو شلال القنوات الخاصة ليتوقف الجميع عن التجارة في التفاهة، لأن هذه المرحلة لا وقت فيها للعبث، فإما أن تُبدع وتُنتج أو إذهبوا غير مأسوف عليكم، ولن يزعجنا رحيلكم وغيابكم الذي تتجهون إليه بسرعه، ولكننا سنقول أنكم أخذتم الشر معكم ومع ألف سلامة، لقد سحب البُساط من تحت أقدامكم ومن تحت قناة صارت تتعامل كدولة، ولا نسمع منكم سوى الصراخ والشكوى منها.
وفي هذا السياق نطلب من تلك القناة وهي الجزيرة طبعاً أن تستكمل جميلها مع قطر والشعب القطري بأن تنادي من الغد بضرورة تداول السلطة في قطر، وبإجراء انتخابات وتغيير الإمارة إلى جمهورية، نطالبها بما لنا من حق كمتابعين، نطالبها بالتعبير عن سيادة القانون وضروة وجود دستور بالبلاد، وبالمرة تقول لنا رأيها في القواعد الأمريكية على الأراضي القطرية، استكملي جميلك ياقناة الجزيرة وأفعلي هذا، ساعتها سنكون لك من الشاكرين. 
والشيء بمثيله يُذكر أتمنى من نشطاء السبوبة أن يُكملوا جميلهم ويبقون في بلاد الفسح والشوبنج، سواء منهم من عرف طعم حياة الفنادق الخمسة نجوم في تركيا وقطر، أو من ألف بيع التقارير التي يسمونها الحقوقية على أبواب المؤسسات المانحة والمخابرات المتخفية في ألبسة العدالة والحرية.
فلنكمل جميعا جميلنا ونرد جميل مصر علينا، لنحلم بها كما نتمناها، لنُكمل جميلنا نحو أمنا قبل أن نغني لها أو نهتف، نعم مصر الأم تحتاج هدية عيد الأم إخلاصاً وعملاً ومسح ما نال ثوب حضارتها.