الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مجددون جدد .. السيد يوسف (2)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ويجمع لنا الأستاذ السيد يوسف آراء عديدة تدين العنف وتؤكد أنه تأسلم فاسد وليس إسلاما صحيحا ونقرأ رأيا لمفتي الديار المصرية في أعقاب اغتيال النقراشي باشا "لماذا رخصت حياة المصريين على بعض المصريين، يقال إنها رخصت بأمر الإسلام الذي لم يحرم شيئا كما حرم القتل ولم ينه عن شيء كما نهى عن التعاون على الإثم والعدوان" وينقل عن الأستاذ كامل الشناوي الصحفي الشهير "أنني حزين أن يوجد إنسان واحد لا جماعة منظمة يصنع الموت للناس، ويحترف التخريب والتدمير، إن قلبي ليقطر حزنا إذا كانت هذه الجماعة ترتكب جرائمها باسم الإسلام وتجد من يصدقون دعواها. أن الإسلام الذي يقول كتابه الكريم "وجادلهم بالتي هي أحسن" لا يقر الجدل بالمسدسات والمدافع والتفجرات" (ص111) وردا على الاغتيالات كتب أحمد بهاء الدين عام 1987 في الأهرام مهاجما "الفكر الذي ينشر ويذاع يوميا وهو خاطئ دينيا وإسلاميا ويؤدي إلى ظهور الإرهاب المسلح تحت ستار الإسلام" ويقول "أعترف أنني حين يقع حادث من هذا النوع أتألم للضحية المستهدف بالاغتيال، وأتألم لمن يرتكب الاغتيال فهو في الأغلب شخص بسيط الثقافة وهو ضحية ملقن وغير عارف بعلوم الدين ويقوم بما يفعل لهدف سياسي محض لا علاقة له بالإسلام، وهو يعرض نفسه لحبل المشنقة معتقدا أنه يدافع عن دينه وإسلامه وأنه يقتل ملحدا كافرا، وهنا عمق المأساة وبشاعة الجريمة التي يتحملها من يكتبون وينشرون كل ما هو غير مسئول وغير صحيح إسلاميا وذلك عن جهل أو عن تجارة ودجل فالقاتل والقتيل ضحية تضليل خطير باسم الإسلام" (الأهرام 10-6-1987). وفي 14 مايو 1987 يعود أحمد بهاء الدين إلى الكتابة في الأهرام قائلا "إن الذين حملوا السلاح لتحقيق أغراض سياسية على مدى ما يقرب من نصف قرن كانوا جميعا على اختلافهم ممن ينتمون إلى هذه العباءة الواسعة التي تسمى التيارات الإسلامية" وفي مقال آخر بالأهرام يكتب الأستاذ سيد يس تحت عنوان "العنف وحقوق الإنسان والمجتمع المدني" متهما جماعة الإخوان بأنها فتحت باب الشيطان لمسلسل العنف الدموي وهي الوحيدة التي بلورت نظرية للعنف" (23-12-1988) ويكتب المستشار محمد سعيد العشماوي "أن هذا التيار يخلط الأغراض السياسية بالاهداف الدينية، وتتداخل لديه الغايات الشخصية بالأبعاد الروحية، وهو يكتسب من ضيق الأفق شده ويزداد من ضحالة الفهم صلابة ومن كثرة المغالطات وهما بالصحة، وقد يكتسب من تكرار رفع شعاراته تحقيقا قريبا للآمال وهو يقدم نفسه على أنه وحده طريق الخلاص والنجاة ويتهم كل من لا يفكر مثل تفكيره بالكفر ويصف المجتمع القائم بأنه مجتمع جاهلي ينبغي هدمه وعدم مهادنته" (ص112) والمثير للاهتمام هو التفات الأستاذ السيد يوسف إلي ما كتبه الاستاذ فهمي هويدي بعنوان "العنف ليس إسلاميا" في جريدة الأهرام ويقول فيه "أن هذا الحديث ينصب علي تاريخ لم يحقق بالقدر الكافي. والقول أن الجهاز السري يعد البذرة الأولى فيما يسمي بالعنف السياسي اختلفت فيه الأقوال" (26-5-1987). وننتهي من مطالعة كتابة الأستاذ سيد يوسف وما يزال التأسلم الإرهابي على حالة وما زال الأستاذ فهمي هويدي على حالة أيضا. ولا يبقى سوى أن نوجه التحية والاحترام لرجل رحل مبكرا بعد أن قدم لنا خمسة كتب كل منها يمثل مكسبا حقيقيا لتراث التجديد.