الأحد 06 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

عبد الرحيم علي: الكلمات ضئيلة أمام عظمة وسمو وطهارة دماء الشهداء

الدكتور عبدالرحيم
الدكتور عبدالرحيم علي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور عبد الرحيم علي رئيس مجلس إدارة "البوابة نيوز"، إننا الآن في حضرة أنبل الأمهات وأجملهن، تلك التي انتظرت ابنها فعاد لها شهيدًا فبكت بدمعتين ووردة، لكنها أبدًا لم تنزو في ثياب الحداد.. في الطريق إلى هنا تذكرت أخي الشهيد محمد مبروك، كيف كنا نجلس معًا نحزن معًا ونبكي بلادنا في المساءات معًا، كيف نقضي الليالي يأكلنا الصمت، ذلك الذي لا يقطعه سوى صوته وهو يقول سلامًا.
وتابع في كلمته مساء الخميس الماضي، على هامش احتفالية "البوابة" بأمهات الشهداء، بحضور رئيس الوزراء إبراهيم محلب: "أتذكر كيف سال دمه، واستقبلت أمه نبأ الشهادة، أتذكر صوته ذلك المساء، قال لي ألتقيك في الواحدة بعد منتصف الليل، لكنه قبلها كان قد غاب في تضاريس البلاد".
عشرات من الشهداء أصدقاء مبروك ربما لم نلتق بهم، وربما رأيناهم دون أن نلتفت إلى نبلهم ربما أسأنا فهمهم ذات يوم دون أن نشعر، لكننا الآن نسمعهم جيدًا وهم ينادون من الضفة الأخرى، لا تصالح ولو منحوك الذهب، أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما، هل ترى؟ هي أشياء لا تشترى.. فلا تصالح ولو قيل "رأس برأس"، أكل الرؤوس سواء.. أقلب الغريب كقلب أخيك؟ أعيناه عينا أخيك؟ هل تتساوى يد سيفها كان لك بيد سيفها أثكلك؟ سيقولون جئناك كي تحقن الدم جئناك كن يا أمير الحكم سيقولون ها نحن أبناء عم.. قل لهم إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك، واغرس السيف في جبهة الصحراء إلى أن يجيب العدم.
الآن نسمع صوت أبنائهم جيدًا، وهم يهتفون في وجه وسطاء الدم أبي لا مزيد، أريد أبي عند بوابة البيت واقفًا من جديد، ولا أطلب المستحيل إنه العدل، ربما كنت أغفر لو كان أخي مات ما بين خيوط الصواب وخيط الخطأ كنت أغفر لو أن قاتله صاح به انتبه؛ لكنه عاجله بضربة في الظلام ثم اختبأ، ووقف يتشفى به وهو يشتكي الظمأ.
وأضاف "علي": أعلم أن الكلمات مهما كانت بلاغتها ورصانتها تظل مجرد كلمات أمام عظمة وسمو وطهارة دماء الشهداء، لكني لا أملك لهم ولكم سوى أن أناديكم، وأشد على أياديكم، أبوس الأرض تحت نعالكم، وأقول أفاديكم، و"يامه وان يسألوكي لا يرتعش لك جفن، ولا تردي بحزن، وتقولي مات مقتول، ساعتها الحزن يبقى بلا موضوع، والموت يبقى بلا أكفان، وكفاية جربنا سنة من الموت بالمجان، والتافه المتهان أهاننا بالمجموع".
وتابع رئيس تحرير "البوابة نيوز": الآن نحن نفتقد لأنبل ما فينا من رجال أبنائكم شهدائنا نحنّ إليهم، ونبكيهم دمعتين ووردة لكننا أبدًا لن نروي في ثياب الحداد، أشكركم أشكر تشريفكم وأخص بالذكر أمهات الشهداء، وأخص أيضًا دولة رئيس الوزراء الذي اتصل بي فور تلقيه دعوة الحضور، قائلاً دون تردد "أنا معك، سأحضر هذه الاحتفالية لكي أعبر لهؤلاء الأمهات عن تقديرنا لما قدمه أبناؤهم من تضحيات لأجل الوطن، سسأحضر لأقبل رؤوسهن، سأحضر لأعلن احترامي واحترام الدولة المصرية حكومة وشعبًا لهن".