صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بمكتبة الأسرة سلسلة الفنون كتاب "مسرح العرائس" ترجمة عن التشيكية سليم الجزائري، ويعد مسرح العرائس صنفا فنيا تسرى عليه شروط تربوية غير تلك التي تسرى مثلا على تدريس مادة الرياضيات، فالعروسة رافقت الإنسان بشكل أو بآخر منذ فجر التاريخ وقد لا نجد أمة في العالم يخلو تاريخها الثقافي كلية من العرائس أو مسرح العرائس فإن نشأة العرائس تقترن بالطقوس السحرية القديمة التي تعد الأصل الإجتماعى الأقدم للأشكال الفنية التي جمعت بين الرقص والغناء والعزف على الآلات البدائية وحتى في الحالات التي تقمص فيها المشارك نوعا من الشخصية الدرامية سواء كانت طيبة أو شريرة.
ولم يصلنا عن العرائس ومسرح العرائس في الحضارات الآسيوية والأفريقية القديمة غير القليل من الأخبار لكن الاكتشافات الأثرية أكدت على وجود العرائس في مصر القديمة والحضارات البائدة ومما لاشك فيه أن لمسرح العرائس حضوره في اليونان القديمة قبل عدة قرون وكانت عرائس الماريونيت من الطين المفخور ملعقة بخيوط وقد ارتبطت ولادة مسرح العرائس بأوساط الأسواق الموسمية والتجوال ثم تطور مسرح العرائس في النصف الثاني من القرن 19 وظهرت عدة مسارح للعرائس سواء كانت إيطالية أو فرنسية أو تشيكية.
ثم تطور مسرح العرائس وأصبح التمثيل فيه بالأطفال وهنا ابتدأ الاهتمام بالمرحلة العمرية، أي الأطفال الذين تخاطبهم كل مسرحية. ففن مسرح العرائس فن من الفنون الدرامية التي. يعنى أن تحقيق هذا يتطلب مشاركة عددا من الفنون المختلفة واهم هذه الفنون الموسيقى، الذي يحتل على منصة مسرح العرائس مساحة أوسع من تلك التي يحتلها في المسرح الدرامي كم إن المسرح العرائسى يحتوى على حقول موسيقية مختلفة لا نصادفها في المسرح الدرامي.
ومن تصفح صفحات الكتاب نجد المؤلف يتناول أشكال العروسة وإحجامها وكيفية التوافق مع النص الذي يقدم على خشبة المسرح واختيار عناصر الإلقاء في التمثيل العرائس سواء كانت لغة أو صوت وعلى الرغم من عرض هذه العناصر فما يزال هناك عناصر أخرى لابد من مناقشتها كاختيار النص وتحليله والأداء الجماعي ومعالجة التفاصيل وربط الحوار بحركة العروسة.
