الإثنين 21 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

الإرهاب يدق ناقوس الخطر في تونس.. 22 قتيلا و50 مصابا في عملية متحف باردو.. الرئيس التونسي: مصيبة وحلت بالبلاد.. ورئيس الحكومة: هدفهم تدمير الاقتصاد.. و"النهضة" تغسل يدها من دماء الضحايا

الهجوم الإرهابي على
الهجوم الإرهابي على متحف باردو بتونس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وجدت الجماعات الإرهابية في تونس- لا سيما جماعة أنصار الشريعة ذات الامتداد الاقليمي الواسع في المنطقة (ليبيا، والجزائر، وتونس، واليمن)- رعاية في كنف حكومة النهضة، المنبثقة عن ثورات الربيع العربي، وكانت هناك تحذيرات إعلامية واسعة من اكتساح الإرهاب لدولة تونس، في ظل الحماية غير المباشرة التي توفرها له حكومة النهضة الاخوانية، ومثلت ليبيا داعما لوجيستيا هام للنشاط الإرهابي في تونس، بتقديم المال والسلاح، لا سيما في ظل التنسيق بين حكومة المؤتمر الوطني الإخوانية و حكومة النهضة في تونس، فاقيمت المعسكرات للتدريب على جانبي الحدود، و فتح المجال لامير انصار الشريعة التونسي، للتحرك في مجال الحدود بين تونس وليبيا على راس 4000 مقاتل، و تم ارسال الشباب المتشدد الى سوريا و العراق للقتال الى جانب جماعة النصرة و داعش، و كانت حكومة النهضة تنفي اي وجود للارهاب في تونس، و اتهمت وسائل الاعلام بالمبالغة ، وإن لها أهدافا سياسية من وراء عدائها للتيار السلفي وحركة النهضة الذراع السياسي لجماعة الإخوان.
وجاء الحادث الارهابي الذي وقع منتصف نهار اليوم الأربعاء، بمتحف باردو الأثري، بمحيط البرلمان التونسي بمثابة إعلان لظهور الغول الإرهابي بشكل مفاجئ، بعد إيهام النهضة للراي العام العالمي و التونسي أنه لا يوجد إرهاب في تونس.
الحادث المريع قام به 5 عناصر إرهابية يرتدون ملابس عسكرية سوداء، وأطلقوا النار بشكل عشوائي على فوج سياحي داخل المتحف الاثري، ما ادى الى مقتل 22 شخصا، و اصابة العشرات، و من بين القتلى سياح من ايطاليا وفرنسا و بولندا و المانيا، وتونسيان بينهم عنصر امني، و امراة تعمل بالنظافة، وتمكن الأمن من القضاء على اثنين من العناصر الإرهابية الخمسة.

الرئيس التونسي الباجي قايد السيبسي، وصف أثناء زيارته لمستشفى شارنيكول- حيث الجرحى والمصابين- الأمر بالمصيبة التي حلت بتونس، وأوضح السبسي انه من الضروري أن تدخل تونس في مرحلة تعبئة للتصدي للمخاطر الارهابية التي تهدد البلاد.
وكان السبسي التحق للإشراف على خلية الأزمة التي اجتمعت بعد انطلاق العملية الإرهابية في قصر الحكومة، في حين ينتظر أن يلقي مساء اليوم كلمة للشعب التونسي.
و اكد رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد، ان حصيلة قتلى متحف باردو الأثري بمحيط البرلمان التونسي بلغت 19 شخصا حتى الآن، وأوضح الصيد في كلمة له عقب الحادث الارهابي الذي استهدف فوجا سياحيا بالمتحف الاثري ان من بين القتلى 17 سائحا وتونسيان بينهم عنصرا أمنيا.
وأشار الى أن منفذي الحادث 5 إرهابيين مجهولي الهوية، وقد تم القضاء على اثنين منهم، ورجح رئيس الوزراء التونسي أن يكون هدف هذا العمل الإرهابي الجبان هو الاقتصاد التونسي وعرقلة عملية الانتقال الديمقراطي، واستهدف أمن واستقرار تونس، والرد على نجاح قوات الأمن التونسية في تفكيك العديد من الخلايا الارهابية في الفترة الأخيرة.
وفي اطار استراتجية الخداع التي تمارسها جماعة الاخوان، سارعت النائبة عن حزب النهضة التونسي ايمان بن محمد ، بالقول : لقد صدمنا بالامر حيث انها المرة الاولى التي يحدث فيها شيء من هذا القبيل، وفي محاولة منها لخداع الراي العام العالمي، صرح قيادات النهضة لوكالات الأنباء العالمية، إنهم يشعرون بالصدمة نتيجة هذا الحادث الخطير ، كونه مؤشرا على ان الارهاب قد حل على دولة تونس، وقد تزامن الهجوم الإرهابي مع مناقشة البرلمان التونسي لمشروع قانون مكافحة الإرهاب.
وفي اتصال هاتفي مع الرئيس التونسي الباجي السيبسي، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ادانة مصر حكومة وشعبا للحادث الارهابي الجبان الذي استهدف اقتصاد وأمن واستقرار دولة تونس الشقيقة، كما دعم مصر للجهود التونسية في مكافحة الإرهاب.
ويعد هجوم اليوم بمثابة تغير تكتيكي في استراتجية الجماعات الارهابية، والتي كانت تقتتصر في السابق على القيام بعملياتها النوعية في جبال الشعانبي على الحدود مع تونس والجزائر، وفي أطراف البلاد، لكنها المرة الأولى التي يصل فيها الارهاب الى العاصمة.