قصص كفاح مشرفة للأمهات المثاليات بمحافظة جنوب سيناء، تحدين الصعاب وقهرن المشكلات وضربن أروع الأمثلة في التضحية والعطاء، وقدمن نماذج صالحة للأم المصرية الجديرة بكل احترام وتقدير، ولم يقتصر دورها على رعايتها لأسرتها فحسب، بل فيهن نماذج مشرفة في القيادة التربوية والتعليمية، ومنهن نادية يحيي أبوالحسن، الأم المثالية على مستوى محافظة جنوب سيناء لهذا العام.
"البوابة نيوز" حاورت الأم المثالية، والاعتبارية، والأب المثالي، للتعرف عن قرب عن قصص كفاحهن، فقالت نادية: اسمي نادية يحيي أبوالحسن، محل الميلاد محافظة سوهاج، 53 سنة، ليسانس دراسات إسلامية دفعة 1985، بجانب دبلومة عامة في التربية جامعة الأزهر، وأعمل حاليا موجه مواد شرعية بتفتيش مدينة دهب، ومقيمة في شرم الشيخ، منذ عام 1985، ومتزوجة من 30 سنة، زوجي فتحي محمد، رفيقي في الكفاح توفاه الله في عام 2008، وكان يعمل مديرا لمكتب التأمينات الاجتماعية بشرم الشيخ منذ عام 1982، لدى 4 أبناء، الأكبر محمد 28 سنة خريج كلية علوم قسم كيمياء تطبيقية، يليه عمرو 27 سنة بكالوريوس تجارة إنجليزي، يليه عماد الدين في نهائي طب جامعة سوهاج وكان الأول في الثانوية العامة على المحافظة عام 2009، وأصغر أبناء والأخير إسلام في الصف الأول الثانوية بمدرسة الفيروز التجريبية بشرم الشيخ.
وتابعت، فرحتي بنجاح المؤتمر الاقتصادي الذي استضافته مدينة شرم الشيخ، والذي رفع رأسنا جميعا أمام العالم بأثره، أكبر بكثير من فرحتي بفوزي بلقب الأم المثالية على مستوى المحافظة.
وعن قصة كفاها تقول الحاجة نادية: قصة كفاحي طويلة عمرها 30 سنة بدأت منذ أن جئنا إلى محافظة جنوب سيناء، مدينة شرم الشيخ، عام 85، والمعيشة في تلك الآونة كانت قاسية للغاية لم يكن في شرم الشيخ سوى بعض منازل التي بناها الإسرائيليون وبعض المكاتب الخدمية.
وعن عملها تقول: لي الشرف أن أكون أول من أدخل التعليم الأزهري على أرض مدينة السلام شرم الشيخ، وبدأت بعشرة أطفال من أهل البدو، وكنت أجتمع معهم وأعلمهم بالساحة الخارجية للمسجد، وثقة أهالينا البدو في سهلت مهمتي بأن يسمحوا لبناتهن بالتعليم، فخروج البنت للتعليم آنذاك كان صعبا للغاية، وغير مسموح به، ولا يوجد معهد أزهري بجنوب سيناء سوى في مدينة طور سيناء، وصنعت سبورة على يدي وجمعت العشرة أطفال، والعدد ازداد شيئا فشيئا حتى بنت لنا المنطقة الأزهرية ثلاثة فصول، وبعدها تم بناء معهد أزهري.
وعن أبرز محطات حياتها قالت: وفاة زوجي بعد صراع طويل مع المرض ومعاناته بعد أن ابتلاه الله سبحانه وتعالى بالسكر والكبد ووقوفي بجانبه إلى أن توفاه الله في 2008، وأتمنى أن أصافح الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأن يوافق محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة، على منحي أرض أبني عليها بيتا لي ولأولادي أو يمنحنى شقة، كما أتمنى الحج لبيت الله الحرام، وأن يعم الرخاء والأمن والسلام مصر وأن يحمي قائدها الرئيس السيسي.
وعن الحاجة نادية يقول أصدقاؤها، إنها نعم الأم في معاملاتها وأخلاقها السامية هي وأبنائها، مؤكدين أنها نعم الأخت والصديقة والأم، متمنين أن تحصل على الأم المثالية على مستوى الجمهورية.
من جانبه، يقول سيد عبد القادر عبد الرحيم خبير اجتماعي بالأزهر: علاقتي بأسرة الحاجة نادية أكثر من 27 سنة، وكان زوجها من رواد العمل الاجتماعي وهو من أسس جمعية تنمية المجتمع، مشيرا أن الحاجة نادية حصلت على لقب المعلمة المثالية في عام 1998 كما حصلت على الأم المثالية على مستوى مدينة شرم الشيخ العام الماضي.
أما الأب المثالي فكان من نصيب عيد موسى عيد، 78 سنة، من مدينة شرم الشيخ، لديه من الأبناء 7، 4 بنات و3 بنين، كفيف منذ 30 عاما، عمله السابق صياد وكان من المجاهدين، وكان له دور بارز في حرب الاستنزاف، وكان يتنقل بالضباط ليلا وسيرا على الأقدام من شرم الشيخ إلى منطقة الشط عن طريق الوديان لتنفيذ عمليات سرية، رعا أولاده حق الرعاية وساعد بعضهم في الحصول على مؤهل متوسط.
بينما الأم الاعتبارية يسر مرزوق بسيوني، لديها 3 بنات، من مدينة أبو زنيمة، توفى والدها في عام 1972 ومرضت الأم مرضا شديدا، هذه الظروف جعلتها مشغولة برعاية أم وأربعة من الأخوة الذكور، حصلت على مؤهل متوسط، ظلت ترعى والدتها المريضة وإخوتها إلى أن التحقوا بالتعليم العالي، توفت الأم في عام 1982، وتزوجت يسر وانتقلت للمعيشة مع زوجها في محافظة جنوب سيناء، ورغم حداثة المحافظة إلا أنها قامت بمساعدة زوجها على المعيشة وقدمت تعليم بناتها ورعايتهن على حقوقها، وظلت حتى وقتنا هذا في علاقة طيبة مع أسرتها من الأخوة والذين يدينون لها بالفضل.
وكان اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، قد شهد اليوم الأربعاء، احتفالية تكريم الأم المثالية والأب المثالي والأم الاعتبارية، بقاعة المؤتمرات الكبرى بالعاصمة طور سيناء، بحضور اللواء محمود سامي حكمدار المحافظة نائبا عن اللواء حاتم أمين مدير الأمن، واللواء محمود عيسى السكرتير العام، واللواء جمال الريس السكرتير المساعد، ورؤساء المدن، وعدد من القيادات الأمنية والشعبية والتنفيذية.
