الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أسئلة القمة العربية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ستستضيف مصر في 28 مارس (أذار) الحالي، القمة العربية رقم 26 في مدينة شارم الشيخ، تحت عنوان  (سبعون عاما من العمل العربي المشترك)، ورغم ما يبدوا على الشعار من مظهر احتفالي إلا أن الواقع 
لن يشجع القادة العرب علي إبداء أي مظاهر للفرح نظر لمرارة هذا الواقع، مع حصاد غير وفير لا يتناسب مع جهد تجاوز نصف قرن وشهد كثير من سنواته كوابيس لا تتلائم مع أحلام الوحدة التي تراجعت إلى تعاون ثم 
إلى تنسيق، حتى وصلت إلى إعادة البحث عن صيغ جديدة من خلال علاقات ثنائية، أو إقليمية أصابتها هى أيضا عدوي الخلافات فكان مصيرها مثل الفكرة الأم التي ضاعت ملامحها، وضاع معها الحد الأدني من عمل عربي مشترك وتعاون يحفظ للنظام العربي خطوطة العامة.
القمة ربما تكون من أخطر القمم التي تعقد في تاريخ الأمة العربية، دون التقليل من قمم عربية أخرى انعقدت في ظروف إقليمية أو دولية صعبة ، فهي تعقد في ظل أوضاع داخلية عربية متفجرة، بعد تعرض المنطقة لمؤامرة  ما سمي زورا بالربيع العربي، حولتها لمأساة إنسانية وسياسية واقتصادية، صراعات داخلية، وحروب طائفية، وإرهاب ، وتدمير لمقدرات دول ، وزحف لقوي التطرف بتآمر دولي وإقليمي ، وبات المشهد العربي بائسا و غامضا ينتظر مصيرة بقرارات غرف صناعة الموت والخراب عبر البحار، وأحلام الإمبراطوريات القديمة على حدودة، أمام القمة القادمة، سودان سيأتي بنصف مساحتة يعاني حرب أهلية قد تجعلة يفقد جزء آخر، وبؤر لحرس ثوري لم يتم الإعلان عنها مع اختراق إخواني، وتحالف يمهد السودان لدور بدأ مع أحداث ليببا ومرشح للنمو، وعراق منهك منذ جريمة غزو الكويت، وضائع بعد سقوط الدولة، منقسم فعليا، مشتعل بالحرب المذهبية، يحكم بثأر تاريخي من طوائف يتم التلاعب بها من قبل قوي إقليمية يحركها نفس الثأر وقوي دولية تستخدمة مسرحا لتسوية صراعاتها، ولم يبق إلا الظرف المناسب لإعلان تقسيم العراق رسميا، المقسم فعليا على الأرض، وفي ليبيا تمت سرقة ثروات الشعب الليبي، وأصبحت أراضية ساحة حرب بين الميلشيات، ودخلت ليبيا النفق الصومالي، أما سوريا فيبدو أن الفشل في إسقاط دمشق كان سببا في استبدال ذلك بتدميرها، حتى إذا جاءت لحظة المفاوضات ، وهى آتية، تحتاج سوريا لنحو ربع قرن لإعادة ماخربه الربيع، والوضع اليمني مرشح للانفجار خلال أقل من شهر و نذر الحرب والاقتتال تلوح في الأفق، ويبدو أن المحصلة في كل هذة الدول واحدة، فجميعها تحولت في كثير من مناطقها لبؤر إرهابية، ذات طابع ديني وطائفي، تقف وراءها مخططات تدفع المنطقة لصراع ديني يعيد تشكيل المنطقة على أساس مذهبي ، قوى تستخدم العراق واليمن ، والوضع السوري والفراغ اللبناني في تهديد الأمن العربي وفي مقدمته أمن دول الخليج التي تتعرض أيضا لتهديدات جماعات الإرهاب الإخوانية ًو القاعدية .
أمام القمة تحديات ضخمة فمصر تتعرض لهجمة إرهابية على حدودها وفي الداخل لا يمكن فصلها عن الإخطار التي تهدد المنطقة من المغرب وحتي اليمن، و خلافات عربية عربية ، ودول بلا رئيس ، وأخرى انتهت صلاحية رئيسها ، ودول بلا دول ، ودول نصف شعوبها في المخيمات وعلى الحدود ، ودول باعت الأمن القومي العربي و أصبحت عرابا وممولا للميلشيات الإرهابية بمختلف ألوان أعلامها ، ولا أعرف كيف يمكن مناقشة الوضع في اليمن ، ولماذا لم يذهب وفد عربي لزيارة البلاد واللقاء مع كل مكونات الشعب اليمني ؟وهل كان من الحكمة دعوة رئيس انتهت فترتة ؟ واذا كان كذلك هل يمكن دعوة الرئيس السوري بشار الأسد بإعتبارة الرئيس الشرعي للبلاد وتصحيح قرار تمثيل الشعب السوري ؟ وهل يمكن الاعتذار للشعب الليبي علي جريمة مجلس الجامعة القطري وأمينها العام حينذاك ، الذي سمح بغطاء عربي لتدمير ليبيا ؟ بعد أن اعترف الغرب بخطأ إسقاط نظام طرابلس !! وهل سيترك لبنان بلا رئيس دون دور عربي ؟ ومتي سيتم محاسبة قطر ومساعدها في الخرطوم على دورها المخرب للأمن القومي العربي ؟ ومتي سنعيد النظر في دور الجامعة العربية وتفعيل دورها كبيت لكل العرب والداعم الأساسي والرئيسي اقتصاديا وعسكريا في إطار جهد عربي مشترك حقيقي ينطلق من المصالح العربية ، والأمن العربي وليس من مواقف سياسية بين عاصمتين ، تضطر معها عواصم أخرى لأخذ نفس الموقف حفاظا علي علاقتها بهذة العاصمة أو تلك ، ويغيب معها البعد الاستراتيجي العربي بين موقف دول تقف بشدة ضد التطرف والإرهاب هنا ، ولا تأخد نفس الموقف هناك ، وأخيرا لماذا ينظر بعض الأشقاء إلى الخطر القادم من وراء حدود العراق ، وهو صحيح ولا يري الخطر القادم من خلف حدود سوريا ؟ هل نحتاج كعرب أن ندرك أنه لا فرق بين أطماع امبراطورية فارس ، وأحلام الخلافة في الآستانة ؟ نعم انها قمة تحديات بتعبير الدعوة التي استخدمتها مصر للقادة العرب لحضور القمة ، ولكن كما نعرف أن التحديات تحتاج لمراجعة المشهد والإجابة على الأسئلة والأهم من ذلك لإرادة سياسية لمواجهتها .