الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

ملتقى القاهرة للرواية العربية: "هل يسهم في الإجابة عن سؤال النقد" ؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في خضم ملتقى القاهرة الدولي السادس للرواية العربية الذي يختتم مساء اليوم "الأربعاء" تجلى "سؤال النقد" خاصة وأن هذا الملتقى شارك فيه أكثر من 200 ناقد وروائي وتضمن قضايا نقدية ضمن محاوره المتعددة.
وإذا حق القول بأن سؤال النقد ليس مصريا فحسب بل هو عربي بقدر ما هو عالمي فإن العديد من النقاد العرب والأجانب شاركوا في هذا الملتقى الذي نظمه المجلس الأعلى للثقافة برعاية الدكتور عبد الواحد النبوي وزير الثقافة والدكتور محمد عفيفي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة.
وتتجلى الهموم النقدية بين محاور الملتقى الذي حمل اسم الروائي الراحل فتحي غانم وعقد تحت عنوان: "تحولات وجماليات الشكل الروائي" وناقش قضايا مثل:"الرواية وحدود النوع" و"تطور التقنيات الروائية" و"الفانتازيا والغرائبية" و"شعرية السرد" و"الرواية والتراث" و"الرواية ووسائط التواصل الحديثة".
ومن دواعي الانصاف القول بأن هذا الملتقى الذي نهض فيه الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل بدور بارز يسهم بلا ريب في الاجابة عن اسئلة المشهد النقدي في وقت يتصاعد فيه الحديث عن أزمة النقد في قول والفوضى النقدية في قول آخر محصورا في راهن الثقافة المصرية والعربية بل وعلى امتداد العالم حتى أن أديب نوبل الصيني مويان حمل بشدة على النقاد من مواطنيه واعتبر أنهم يحسدونه على الجائزة الأدبية الكبرى كما انتقد الخلط بين السياسة والأدب!.
وقال الدكتور صلاح فضل مقرر اللجنة العلمية في ملتقى القاهرة للرواية إن الحركة التنويرية مستمرة على يد المبدعين فيما قال الكاتب الروائي والناقد المغربي الكبير الدكتور محمد برادة إن الرواية العربية تظل مشدودة دائما إلى الحاضر "ونحفر باصرار في تربة متكلسة بالماضوية".
وإذا كان الروائيون يتلمسون أجوبة لأسئلة الحاضر الشائكة كما يقول محمد برادة الذي يجمع ما بين المبدع الروائي والناقد المتخصص فإن للنقد أيضا أن يتلمس اجابات وسط مايعتبره البعض أزمة نقدية مصرية وعربية.
وعن أسباب تراجع الكتابة القصصية القصيرة أمام الرواية يقول الكاتب أحمد أبو خنيجر إن عدم المتابعة النقدية الجادة لتلك الكتابات الجديدة وبالتالي الكشف عن جمالياتها وطرقها واساليبها وتنوعها الفني الغني جعل كتابها على الأقل يشعرون بالاحباط فآثروا الانصراف عنها لكتابة الرواية أو التخلي كلية عن الكتابة.
ويضيف أبو خنيجر أن الكتابات النقدية ضعيفة ومتسلحة بالأسلحة النقدية القديمة والتي تميل للمجاملة والوساطة فيما يرى أننا نعاني من غياب نقد حقيقي أو حتى إفراز الجيل لنقاده.
وخارج إطار ملتقى القاهرة للرواية العربية لاحظ أبو خنيجر أن بعض أصحاب الكتابات الجديدة قد يذهبون للكتاب الكبار مستفيدين من وضعيتهم في نشر ما دبجوه من مقالات نقدية تكيل المديح دون أن تقدم الدرس النقدي والجمالي لتلك الأعمال بنظرة تتمتع بالحياد والضمير النقدي والفني اليقظ.
وحول الرواية رأى أحمد أبو خنيجر أن أهم مايميز الجيل الجديد من الكتاب هو الفضاءات المختلفة والمتباينة للقادمين منها والتي يعبرون عنها مما مثل بدوره غنى في بحر الرواية المصرية "فكلما اتسع الأفق الروائي دخلت الكتابة في مناطق جديدة لم تكن مطروقة من قبل".
والقاهرة - على سبيل المثال - كما قدمها نجيب محفوظ وجيله مختلفة عن رؤية كتاب الستينيات كما يشير أبو خنيجر، معتبرا أن التعامل مع نفس المناطق لايكون بنفس الطريقة وبنفس وجهة النظر فيما أضاف أن الرواية الجديدة تخلصت قدر الإمكان من الأحمال الأيديولوجية التي كانت تكبل الرواية من قبل ومستفيدة من منجزات العصر.
فلا يمكن مثلا إنكار الاستفادة من الصورة البصرية وتشكلها في الرواية الجديدة والإصغاء الجديد للتحولات التي تحدث مما جعل الذات المبدعة - على حد قوله - تحاول أن تخلص لنفسها ومعارفها كي تحافظ على توازنها وقدرتها على الاستمرار وسط هذا البحر الهائل والهائج بالمتغيرات التي تحدث كل لحظة.

أما الكاتب فتحي امبابي فيرى أن المشهد الروائي تحيطه سحابات معتمة تسعى سعيا حثيثا لتجفيف هذا الفن الساحر من عالمه النبيل وتحويله من نهر دافق يشق الطريق إلى عالم من الصفاء والفردوس الإنساني إلى بحيرة يقييء فيها المجتمع قيحه معتبرا أن "الأجندة النقدية" في مقدمة الأزمة.
والأصل في أزمة النقد - كما يقول امبابي - يعود إلى انهيار نظم التعليم والطبيعة المحافظة للمؤسسات الأكاديمية والعداء للموهبة مضيفا:"كارثة الكوارث سيادة المنهج النقدي القائم على القراءة الوصفية التي تجعل كل النصوص مميزة، كل النصوص متشابهة مقابل إزاحة القراءة المعيارية عن المشهد تحت دعوى الابتعاد عن تهمة انحياز واعتبار أي تقييم للنصوص انحياز غير مسموح به للناقد".
ويمضي فتحي امبابي في رصدة لملامح أزمة النقد كما يراها ليقول:"إن تحريم عبارة جيد أو رديء عند قراءة النصوص موقف شائه يحرم على الفن المصري قواعد المعايرة التي يمكن من خلالها للأدب أن يتطور وتتيح للكتاب النضج الكافي الذي ينقلهم من مستوى الموهبة والرغبة في الابداع إلى مرتبة الكتاب العظام ".
اما انتهاج المناهج الشكلانية على حساب المنهج الموضوعي والسقوط في متاهات مصطلحات مثل الحداثة ومابعدها مع افتقاد المنهج العلمي فهو منطلق ايديولوجي تشوبه سوء النية على حد قول الكاتب الروائي فتحي امبابي.
ويبدو أن هذا الكاتب كان غاضبا بشدة من المشهد النقدي في مصر عندما قال:"إن كتابا مصريين عظاما عبارة كريهة لدى نقاد كبار اقسموا وعقدوا النية على منعها بكل الطرق والوسائل عن المبدعين المصريين لهذا ستشكل الأجندة النقدية السوس الذي ينخر هذا الحلم الساعي للتعبير عن اشواق المواطنين في الخلاص وهي فيروس يسعى للتمكن من كبح المخيلة الابداعية القومية للكتاب والمبدعين المصريين وجعلها معوقة غير قادرة على التحليق في سماء الابداع".
وإذا كان الكاتب الروائي محمد جبريل يبدو حريصا على تأكيد أنه ليس بالناقد المتخصص فإنها ابدى شعورا بالاستغراب حيال انكار بعض النقاد المصريين أن تكون للابداعات الروائية المصرية صلة بالواقعية السحرية رغم أن معظم مبدعي الواقعية السحرية في أمريكا اللاتينية أكدوا تأثرهم بحكايات ألف ليلة وليلة.
وعرفت مصر نقادا من أصحاب القامات الثقافية العالية مثل طه حسين وشكري عياد ومحمد مندور والدكتورة لطيفة الزيات والدكتورة سهير القلماوي وفاروق عبد القادر ولويس عوض وعلي الراعي.
ومع أن الناقد الراحل فاروق عبد القادر كان يحمل أحيانا بقسوة على بعض كتابات الراحل الدكتور لويس عوض فإن هذا النوع من النقد كان لا يثير غضب لويس عوض لأنه يرى في فاروق عبد القادر ناقدا كبيرا وتمنى أن يكون هناك أكثر من ناقد مثله.
هذا الجيل من النقاد الكبار كانت مهمته الأساسية جذب القارىء وخدمة الثقافة فيما يأخذ بعض المبدعين وحتى النقاد الآن على غيرهم من النقاد أنهم ينفرون القاريء بكتابة ما لا يفهمه ولا يستوعبه ولا يستسيغه.
وإذا كان هناك من يحمل وسائل الإعلام جزءا من المشكلة متهما هذه الوسائل بأنها تخاصم الفكر الجاد والثقافة الحقة فيبدو أن السياسة حاضرة بقوة في قلب ما يسمى "بالفوضى النقدية".
وهذا ما يراه الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة معتبرا أنه منذ سبعينيات القرن الماضي "بدأ النظر إلى المثقفين على أنهم ركيزة للتمرد والرفض والمعارضة ولهذا ناوأتهم انظمة الحكم لأن الثقافة تبشر بوعي إنساني يمهد لتغيير الواقع".

وأضاف أبو سنة:"وإذا كان المبدعون قد همشوا إلى حد ما فقد همشت بالتبعية حركة النقد" فيما يقول الناقد الدكتور حامد أبو أحمد:"من المعروف أن النقد الأدبي في النصف الثاني من القرن العشرين قد حل محل الفلسفة ومن الواضح أن العالم الآن بلا فلاسفة وأن النقاد قد حلوا محلهم.. أما عندنا فلا فلسفة ولا نقد والمجتمع المتلقي غير موجود"!.
لكن مشكلة النقد تبدو أقدم من منتصف سبعينيات القرن العشرين ولها مظاهر متعددة وقد تثير أحيانا علامات دهشة وتعجب خاصة عندما يتناول ناقد أحد كبار المبدعين في سياق خارج سياق العصر الذي عاش فيه هذا المبدع أو لأسباب أيديولوجية وربما لعوامل تتصل بذائقة الناقد ذاته وميوله.
وفي ستينيات القرن العشرين عندما هاجم أحد النقاد المحدثين ذكرى امير الشعراء أحمد شوقي وقال" أنه لو عاش في زماننا هذا لما كان له شأن" أثار هذا الهجوم الظالم ثائرة الكثيرين من محبي شعر شوقي فقال لهم الشاعر والكاتب كامل الشناوي ليخفف من جزعهم:"لاعليكم إذا رأيتم الموتى ينتقدون الأحياء"!.
والنظرة العامة للمشهد الراهن للصحافة ووسائل الإعلام العربية تكشف بسهولة عن طروحات تتحدث عن أزمة في النقد على مستوى العالم العربي وكما هو الحال في مصر فإن ثمة طروحات عربية أخرى تنتقد بشدة ظاهرة النقل غير المتبصر لخبرات النقد في الغرب وطرحها عربيا ودون فهم كاف للسياقات والنظريات النقدية الغربية!.
أما في الصين فها هو مويان قد تحدث عن النقاد الحاسدين والذين تأكلهم الغيرة بعد فوزه بجائزة نوبل في الآداب عام 2012 وهاهو يؤكد على أن الصورة التي يرسمها له بعض النقاد باعتباره كاتب السلطة "غير عادلة".
ويقول مويان إن "آرائي السياسية واضحة كل الوضوح" أما أولئك النقاد الذين يتحدثون عن علاقته الوثيقة بالحكومة الصينية فينفثون عليه فوزه بأكبر وأهم جائزة أدبية في العالم ومن ثم فهم يسعون لتشويه معنى عمله ومغزى إبداعاته.
وردا على مواطنه الكاتب لياو ييو الذي كان في طليعة من قادوا الهجوم عليه منذ فوزه بجائزة نوبل واتهامه بأنه كاتب السلطة ولا يبتعد عن الحكومة بالمسافة اللازمة للكاتب - قال مويان:"أعرف أن الحسد يأكل قلبه لفوزي بهذه الجائزة وأفهم ذلك ونقده غير عادل ويفتقر للنزاهة".
وواقع الحال أن مويان سلخ "بألسنة حداد" لمنشقين صينيين مثل الفنان أي ويوي الذي اعتبر اديب نوبل الصيني "مجرد تابع لخط الحزب الشيوعي الحاكم وهو لا يظهر أي احترام لقيمة وأهمية استقلالية المثقفين ولا يعبر عن الصين ولا يمثلها".
وكان لمو يان أن يرد متسائلا باستنكار "ومن هو المثقف الذي يمكنه أن يدعي أنه يمثل الصين ؟!أنا بالتأكيد لم أزعم ذلك فهل بمقدور أي ويوي أن يدعي أنه يمثل الصين ويعبر عنها؟!..إن هؤلاء الذين يمثلون الصين حقا هم الكادحون ممن يعبدون الطرق غير الممهدة بسواعدهم العارية".
وعندما أحجم مو يان عن التوقيع على بيان يدعو لإطلاق سراح المعارض الصيني ليو تشيابو الحاصل على جائزة نوبل للسلام-كان من بين شانئيه "الكاتب الرجيم" سلمان رشدي الذي وصفه "بالألعوبة في يد النظام الصيني".
وحتى صاحبة نوبل الروائية الألمانية - الرومانية هيرتا موللر هاجمت بقسوة مو يان واعتبرت فوزه بجائزة نوبل "صفعة على وجوه كل اولئك الذين يعملون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان".
وفي خضم المعركة التي احتدمت يؤكد مويان بصيغ متعددة أن هؤلاء الذين ينتقدونه يحسدونه على جائزة نوبل أو على حد قوله:"منذ أن فزت بالجائزة ونقادي يستخدمون عدسات مكبرة لتضخيم عيوبي بل إن بعضهم يعمد حتى لتشويه معاني شعري فها أنا على سبيل المثال أهجو في قصيدة ساخرة مسئولا حزبيا فاسدا بينما يذهب لياو ييو إلى أنني أمتدح هذا المسئول في القصيدة"!.
ويبدو أن مويان يقتفي أثر أديب نوبل المصري العظيم نجيب محفوظ الذي كان لا يرد على النقد عندما يتحول إلى مهاترات ويتجه بدلا من ذلك لتركيز جهده في الإبداع والكتابة ومن هنا فإن اديب نوبل الصيني يقول:"قررت أن ألتزم الصمت مهما حدث وأن أضع ما أريد أن أقوله في كتبي".
ومن المثير للتأمل أيضا في هذا السياق المقارن أنه إذا كان نجيب محفوظ قد التزم بمسافة ما بعيدا عن السلطة السياسية في مصر دون أن تصل هذه المسافة لحد المعارضة الصريحة والثابتة لهذه السلطة فإن مويان رغم عضويته في الحزب الشيوعي الصيني يلتزم أيضا بمسافة ما بعيدا عن السلطة السياسية في بكين ولا يمكن وصفه مع ذلك بالكاتب المعارض للنظام فهو ينتقد مواقف بعض المسؤولين وممارسات الفساد لكنه لا ينتقد النظام ذاته بصورة جذرية.
وكذلك شغل نجيب محفوظ مواقع هامة في المؤسسات الثقافية الرسمية مثل رئاسته لمؤسسة السينما فيما يشغل مويان موقع نائب رئيس اتحاد الكتاب الصينيين وهو ذاته الذي تساءل باستنكار عما يدور في أذهان منتقديه الذين يظنون أن جائزة نوبل ينبغي أن تذهب لكاتب معارض:"هل هذه الجائزة تمنح للأدب أم للسياسة"؟!.
ومع أن مويان لا يخفي إعجابه بكاتب معارض لكثير من السياسات الغربية مثل الأديب الألماني جونتر جراس الفائز بدوره بجائزة نوبل فإنه يرفض الخلط بين الأدب والسياسة ويقول إنه لن يتحول إلى كاتب بيانات سياسية.
وواقع الحال أن القضية معقدة بالفعل وأحيانا لا يمكن الفصل بين الثقافة والسياسة كما فعل الشاعر العراقي سعدي يوسف الذي يعيش في المنفى عندما استنكر بشدة مشاركة مثقفين عرب في الاحتفالات بإعلان بغداد عاصمة للثقافة العربية عام 2013 لافتا إلى أن الاحتفالات تزامنت عمدا مع ذكرى يوم سقوط بغداد تحت جنازير الدبابات الأمريكية.
وها هو الكاتب الروائي المصري فتحي امبابي يستنكر الترويج نقديا لما يصفه بمصطلحات مضللة مثل "سقوط المقولات الكبرى" و"سقوط الأيديولوجيا" أو "رواية صغيرة الحجم أو كتابة سهلة لقاريء محدود الوعي" بحجة أننا أمام قاريء مسطح الوعي ليس لديه وقت للقراءة وتسيطر عليه "ثقافة الميديا".
ويضيف امبابي:"كي يتم إخراج الواقعية بتياراتها المختلفة من المشهد الروائي ستلقى فيضا غامرا من المصطلحات العجائبية التي تستخدم في غير ماتعنيه مثل الكتابة الجديدة فلا تفهم إذا كان المقصود كتابة لكتاب لاتزال خبراتهم محدودة خاصة وان الأمر ينطبق دائما على كتاب جدد أو أن المقصود الكتابة التي ابتدعها كتاب فرنسيون مثل الآن روب جرييه أو نتالي ساروت".
وذهب امبابي إلى أن "احتقار التناول السياسي سيكون الوسيلة التي يتم بها التعالي على أيديولوجية المقاومة" مضيفا أنه بعد تنحية تيارات الواقعية عن المشهد سيتعين على الكاتب أن يتساءل عما يكتب وعندها سيصبح الجنس بديلا للصراع الاجتماعي وهو ما يصفه بترسيخ أيديولوجية جديدة هي "ايديولوجية الجسد" وتكريس كتابات متوسطة القيمة وتفادي الكتابة الشائكة التي هي "روح الرواية المقدسة".
إنه عالم متشابك حقا والمؤثرات متبادلة والمسارات متداخلة وفي حالة صيرورة وتحولات بين السياسة والثقافة والاقتصاد للحد الذي دفع عالم الاقتصاد المصري المرموق الدكتور سمير أمين للقول بأن "الرأسمالية نفي للثقافة".. والمشكلة أننا نعيش في عالم رأسمالي شئنا أم أبينا!!..وإذا كانت اللغة فضاء للكشف وليس مجرد التعبير فإن النقد وسؤاله أداة هامة في تلك الرؤية الضرورية لتحديث بنية الثقافة العربية وهذا ما تجلى في ملتقى القاهرة الدولي للرواية العربية.. كان الملتقى وقتا حميميا للثقافة المصرية والعربية ولعله يسهم في حلحلة الأزمة النقدية بعيدا عن ظلمة الزوايا ووجل الشيخوخة !.