السبت 28 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

سلفيو العراق يعلنون الحرب على داعش

 داعش
داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دشن عدد من سلفيي العراق حملة لإدانة التنظيم الإجرامي داعش، وفضح حقيقته للعراقيين، مؤكدين أنه لا علاقة لهذا التنظيم بالمنهج السلفي، وقاموا بتوزيع كتاب للدكتور أبي عبد الحق عبد اللطيف الكردي، بعنوان (الفروق الجوهرية بين داعش والسلفية)، تضمن أكثر من 30 فرقًا بين السلفيين والدواعش.
وقال الكردي في تصريحات خاصة لـ«البوابة»، إن اتهام السلفية بالداعشية والقول بأن «داعش» نبتة سلفية وهابية لا أساس له من الصحة، لافتًا إلى أن أعداء الدعوة السلفية يشيعون هذا الكلام ويرددونه لإقناع عوام المسلمين به وتنفيرهم من منهج السلف، لأنه المنهج الوحيد الذي يحارب التطرف والإرهاب، ويدعوا إلى الحكمة والموعظة الحسنة في تبليغ الدين للناس.
وأوضح في كتابه، أن السلفيين لا يكفرون الحكام المسلمين وإن جاروا وفسقوا ما لم يظهر منهم كفرٌ بواح، مؤكدًا أن عدم تكفيرهم لا يعني أنهم على صواب في كل شيء، وأنهم عادلون في كل تصرفاتهم، لكن دمائهم معصومة، والدعاء لهم بالخير والصلاح والسداد والتوفيق للحكم بشريعة الله من السنة.
ويرى الكردي وجوب طاعة ولاة الأمور في غير معصية الله، وحرمة الخروج عليهم، وحث المسلمين على ذلك، مشيرًا إلى أن عدم طاعتهم في المعصية لا يعد من الخروج عليهم، وأن مناصحتهم تكون على قدر الاستطاعة بحكمة وأدب.
ويوضح أن السلفيين لا يكفرون الشرطة والجيش ورجال الأمن في البلدان الإسلامية ويعتقدون أن دماءهم معصومة، وينظرون إلى الدول الإسلامية الموجودة اليوم على أنها ديار إسلام، وأن ما يقوم به المتطرفون من القتال فيها إفساد وليس جهادًا شرعيًا.
وأشار إلى أن الجهاد في الإسلام ماضٍ إلى يوم القيامة، ولكن عند توفر شروطه، كالقدرة والاستغناء الذاتي وأمن فتنة أعظم وعدم وجود ما يمنع منه، وأن الهدف منه هو رفع العقبات من طريق الدعوة إلى الله في العالم، لافتًا إلى أن أهم ما يمنع من الجهاد هو ضعف المسلمين وعدم استغناءهم الذاتي، وترتب المفاسد على القتال أو تفويت المصالح.
وأكد الكردي، أن الجماعة الشرعية التي هدف إليها الكتاب والسنة وإجماع العلماء والأئمة، هي اجتماع المسلمين على الإسلام تحت إمارة رئيس البلاد المسلم، موضحًا أن الخروج على هذه الجماعة يعد جناية وضلالة وجهالة –على حد وصفه.
وأضاف أن السلفيين يحرّمون قتل المعاهدين والمستأمنين، ويقسمون القوانين الوضعية إلى نوعين، أحدهما يخالف شرع الله، مشيرًا إلى أن هذا النوع يعد من الكفر ولكن صاحبه قد يكون كافرًا أو ظالمًا أو فاسقًا، أما القوانين الإدارية التي تخدم العباد والبلاد، ولا تخالف الشرع فهي ليست من الجاهلية ولا من الكفر.
ولا يحرم السلفيون إقامة علاقات دنيوية بين الدول المسلمة والكافرة ما لم تتضمن هذه العلاقة اتفاقات غير شرعية، ولكنهم يرون أن معاونة المشركين ضد الإسلام والمسلمين هي الكفر.
السلفيون يرون أن قاعدة ( من لم يكفر الكافر أو شك في كفره فهو كافر) تنطبق على الكفار الأصليين وعلى المرتدين الذين كفرهم الله ورسوله أما من وقع في شيء من المعاصي أو في شيء من الكفر من المسلمين فلا يكفر بعينه وعليه فلا يكفر من لم يكفره، وكذا لا تنطبق على من لم يكفر من كفّره الخوارج الغلاة بغير حق، أما الدواعش فيرون أن كل من لم يكفر من كفروه هم فقد كفر أيضا.
السلفيون لا يكفّرون من يكفّرهم من المسلمين، وإنما يكفّرون من يكفّره الله ورسوله –صلى الله عليه وآله وسلم- ولا يردّون الخطأ بالخطأ ولا تكفيرا بتكفير بل يردّون البدعة بالسنة والخطأ بالصواب والظلم بالعدل والمعصية بالطاعة، فهم يتقون الله فيمن عصى الله فيهم.
وفي إطار المقارنة بين السلفيين والدواعش قال الكردي، إن الدعوة السلفية تسعى إلى إعزاز المسلمين وإذلال أعدائهم من الكفار والمشركين، ولكن بحكمة وعلم، بينما يتسبب الدواعش في إذلال المسلمين واعزاز أعدائهم المشركين والملحدين وجلبهم إلى بلدان المسلمين والسيطرة عليها.
كما أن السلفيين هدفهم هو تعريف الناس بربهم وتعبيدهم له وإبعادهم عن الشرك ويربطون المسلمين بالمهاجرين والأنصار وبالعلماء الربانيين، والدواعش هدفهم تحريض الناس على حكامهم وتجنيدهم ضدهم، ويربطون الناس بالبغدادي الجاهل وسيد قطب وغيره من المكفرين.
وأوضح، أن الدعوة السلفية تبدأ بتصفية عقائد المسلمين من الشرك والتعطيل والتحريف وتربيتهم على التوحيد والتنزيه والتسبيح والتوقير والتسليم لله تعالى، والاتباع لرسوله عليه الصلاة والسلام، بينما تبدأ دعوة «البغدادي» بالحاكمية ومنازعة السلطة وقتل من يقف في طريقهم ولا يهتمون بالتصفية والتربية.
وقال المؤلف إن أعضاء «داعش» لا يكتفون بتكفير الحكام وإنما يعتبرونهم شرًا من الكفار الأصليين، ويرونهم طواغيت ويوجبون الخروج عليهم، وقتالهم، وسفك دماء رجال الأمن واستباحة دماء المواطنين في الدول المسلمة باعتبارها ديار كفر، وقتالها من الجهاد.
ويعتقد الدواعش أن الجماعة عندهم هي جماعة البغدادي وأن من خرج منها فهو مباح الدم، ويرون أن القوانين الوضعية كلها جهالة وضلالة وكفر أكبر وأن من يحكم بها صار كافرًا، ولذلك يكفّرون السلفيين ويرون أنهم مرتدون ويهددونهم بقطع رءوسهم.
وأوضح الكردي، أن الدواعش يحرمون كل أنواع العلاقات بين المسلمين والكفار، ويحكمون عليها بأنها من باب مظاهرة المشركين وأنها كفر، مؤكدًا أنهم سبب الفوضى والفتن ويشجعون الشباب على سفك الدماء، ويعلمونهم كيف يخرجون المسلمين من دائرة الإسلام ثم كيف يذبحونهم على منهج الخوارج.