تأثرت وغيرى الكثير من الشعب المصرى والعربى بمشهد بكاء المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء فى كلمته الختامية بالمؤتمر الاقتصادى، وقيام أحد الشاب بمسح دموعه التى انهمرت بغزارة تأثرا بنجاح المؤتمر، وتكليل جهده وحكومته الخارق فى تنظيمه والإعداد له.
ويكفى أن نعرف أن هذا "الشيخ "صاحب الـ66 عاما عقد 113 لقاء واجتماعا مع المسئولين وممثلى الشركات المشاركة فى 48 ساعة هى عمر انعقاد المؤتمر، غير استقبال كبار الضيوف بالمطار ومشاركته فى اجتماعات لرئيس الجمهورية وحضور ندوات المؤتمر!!
والمتابع للمؤتمر يوقن أن نجاحه لم يقتصر على "المليارات "التى تدفقت لإعادة بناء مصر المستقبل من خلال المشاركة الفاعلة لحكومات وشركات , وجدت بيئة خصبة وغنية للإستثمار فى أرض الكنانة المحروسة بعناية الله تعالى ,والتى ما تلبث أن تنهض من كبوات ومحن,كانت سببا فى تفكيك وتشتيت أمم وقبائل وشعوب بالجوار ,وما ليبيا والعراق وسوريا واليمن ببعيد . وانما النجاح الحقيقى فى الروح المعنوية التي رآينا عليها كل المصريين ,فى نهاية المؤتمر.. وعكسته دموع "الدينامو "رئيس الوزراء إبراهيم محلب ,وضحكات "المايسترو "الرئيس السيسى فى ختام المؤتمر الذى أعاد شمس التنمية لتشرق من جديد فى زحام وطن بكى كثيرا من فساد ذمم مسئوليه ,وأطماع عدو متربص ,وجحود وإرهاب أناس كنا نحسبهم على خير ودين ,ولكنهم باعوا دينهم ووطنهم بأبخس الأثمان فكان مصيرهم المحتوم غياهب السجن جزاء لما اقترفته أيديهم الملوثة بدماء الأبرياء ,وماضيهم فى مزبلة التاريخ ".
وحمل ختام المؤتمر العديد من الدلالات والإشارات , من بينها اللفتة الرائعة من الرئيس السيسى عندما دعا شباب المؤتمر للوقوف جانبه أثناء إلقائه الكلمة الختامية, وهى رسالة جديدة يبعث بها للشباب, للمشاركة فى صنع ونمو البلاد، وأنهم العامل الحقيقي الذي سيستند عليهم في المستقبل، وعندما هتف بعضهم له «يحيا السيسي»، فقال " «تحيا مصر محدش تاني» ,وهو بذلك ينهى حقبة "عاش الملك " ولم تغب اللهجة الحازمة عن خطاب السيسي عندما تحدث بشكل حاد عن حاجة مصر لـ300 مليار دولار من أجل النهوض بها، وعندما تطرق إلى أن المصريين قادرون على التغيير للمرة الثالثة، قائلًا: «والله لا يمكن استنى لما الشعب يطالبني بده، أنا بحلم أن بلدي تبقى قد الدنيا»، ما تسبب في تصفيق حاد من الحضور.
وبقيت كلمة حق لابد منها بعد "سكرة "نجاح المؤتمر وحديث المليارات التى من كثرتها اصبحنا نسمع ونتكلم عن ارقامها مثلما نتحدث عن مئات أو آلاف الدولارات والجنيهات.. وهى ماذا نحن فاعلون بهذه الإستثمارات والودائع؟ هل سيتكرر سيناريو المبالغ التى حصلت عليها مصر جراء حرب الخليج، فى عهد مبارك وحاشية السوء والتى فندها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فى كتابه "حرب الخليج اوهام القوة والنصر "مستندا لصندوق النقد الدولى، على النحو التالى: 30 مليارًا إعفاء ديون مستحقة على مصر لدول أجنبية، و25 مليار دولار من الكويت، و10 مليارات دولار من السعودية، و10 مليارات دولار من دولة الإمارات، وكانت المبالغ الباقية من مصادر متفرقة، وذلك بالإضافة إلى كثير من خدمات المخابرات والأمن والسلاح والتوريدات المقدمة إلى ما لا نهاية من الخدمات، وكل ذلك أعطى مصر صفحة اقتصادية جديدة مشجعة؟! بالطبع الوضع الآن مختلف عما كان قبل ثورة 25يناير ,فهناك ملايين العيون التى تراقب والآذان التى تنصت وتتصنت وترصد ,ومحاكم لا ترحم فى معاقبة المتلاعبين باموال الشعب ,كما ان النظام الحالى لديه مايكفى من رصيد من الوطنية والإخلاص لإعلاء شان مصر التى استيقظت من جديد.
إن المطلوب على وجه السرعة الآتى: ■ "إطار اقتصادي كلي بمعنى أن يعرف الناس إلى أين هم ذاهبون"، والاهتمام بالبرامج والتقدم القطاعي من طاقة وتعليم وصرف صحي وبنية تحتية "فهذه الأمور لها أهدافا اجتماعية مهمة, بعيدا عن مشروعات الترفيه والتسلية والإستهلاك التى اغرقتنا فيها شركات الخيانة الدولية ". ■ خلق بيئة مواتية تسمح للقطاع الخاص للعمل، والإلتزام ب تعديلات قوانين الضرائب والاستثمار وغيرها من القوانين الاقتصادية التي أصدرتها الحكومة مؤخرًا. ■ أن يشعر الناس بأن الثقة من أن الحكومة تنفذ ما تعد به، و"ويجب أن تكون هناك مؤسسات تكملة المشروعات الضخمة بالمشروعات الصغيرة.,والتأكد من أن الدعم الخارجي سيكون أكثر من صداقة جدية ■ تشكيل مجموعة عمل ، لمتابعه المشروعات التي تم التعاقد عليها في المؤتمر الاقتصادي، وإزالة العقبات من أمام المستثمرين ومتابعة أعمالهم وتقييمها، ■ الشفافية المطلقة فى الإنفاق ومواعيد الانتهاء مع سرعة التنفيذ حتى يشعر المواطن المصري بالإنجاز ■ التاكيد على أن المشروعات المقدمة في المؤتمر الاقتصادي، لا تتغير بتغير الحكومات، فلابد من خطة تنموية ثابتة تقوم على الاستغلال الأمثل والاستفادة المثلى من مواردنا الهائلة. ■ استمرار برنامج الإصلاح الاقتصادى بحيث لا يقتصر فقط على إصدار القوانين أو تعديل قوانين حالية إنما الأهم إصلاح القائمين على تنفيذها وتطبيقها بشرف, وبعيدا عن المحسوبية . ■ تطوير الأداء الوظيفى فيما يتعلق بالتعامل مع المستثمر وصاحب العمل المصرى والأجنبى على حد سواء، ويجب أيضاً على الإدارة المصرية تنفيذ و إجراء ما وعدت به من إصلاحات اقتصادية و إدارية، حتى لا نخسر حماس المستثمرين والمانحين والداعمين لمصر المستقبل.
وأخيرا.."انتظروا مصر.. فهي آتية".