السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

محمد بن زايد سر الزائر والزيارة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
طغى الاهتمام السياسي على الزيارة العابرة التي قام بها الشيخ محمد بن زايد، ولى عهد أبو ظبى، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى قصر الاتحادية، لم يلتفت كثيرون إلى المعنى الإنسانى الذي حرص الزعيمان العربيان الكبيران على تأكيده.
كنا نتابع الأخبار المتلاحقة، وكانت المفاجأة أن الشيخ محمد بن زايد في القاهرة، الصورة جاءتنا بعد قليل، الرئيس السيسى يقيم احتفالا بعيد ميلاد الشيخ محمد، الذي بلغ الرابعة والخمسين من عمره، بعد أن انتهى الاحتفال الذي أعقبته مباحثات سريعة، بدأنا نجهز لمتابعة زيارة الشيخ في مصر، توقعنا أن تمتد، وأنه سيخرج من القاهرة إلى شرم الشيخ حيث يعقد المؤتمر الاقتصادى، والذي تمثل الإمارات فيه الداعم والسند والمروج.
لكن المفاجأة أن الشيخ محمد بعد ساعات قليلة كان قد عاد إلى أبو ظبى مرة أخرى، وكان السؤال: هل جاء من أجل الاحتفال بعيد ميلاده فقط، أم أن هناك من الأمور التي تباحثها مع الرئيس السيسى، وكانت أولى بالرعاية والاهتمام، لكن لا يريد أحد أن يفصح عنها.
لقد أعلن المتحدث الرسمى باسم الرئاسة، السفير علاء يوسف، بعضا من تفاصيل المباحثات التي دارت بين السيسى والشيخ محمد، وهو كلام بروتوكولى متوقع جدا، فطبيعى عندما يجتمع الزعيمان الكبيران أن يجرهما الحديث إلى مناقشة ما سيدور في مؤتمر شرم الشيخ، وإلى ما يحدث في المنطقة، وتحديدًا في مساحات ملفات الأمن القومى.. تحدثوا عن اليمن والعراق وليبيا.. و.. و.. و..
كل هذا يمكن أن تعتبره جميلا، جاء الشيخ ليؤكده، وليرسل برسالة إلى العالم كله أنه كان هنا في القاهرة ليؤكد دعمه لمصر ولثورتها ولقرارها باختيار حريتها بعيدا عن جماعة الإخوان وكل حلفائها من منتخب إرهابيى العالم.
لكن ما الذي يجعل محمد بن زايد تحديدا يقف هذا الموقف، لا أقصد الموقف السياسي، ولكنى أتحدث عن الموقف الفكرى.. المواقف السياسية تحركها المصالح، ومصالح الدول تتأرجح، لا يمكن أن تضبط موجتك على موجتها أبدا، لكن المواقف السياسية تؤنس أصحابها، فتجعلهم يقفون في مساحة واحدة لا يغادرونها أبدا.
كان محمد بن زايد من أوائل من أدركوا خطورة جماعة الإخوان المسلمين، ولذلك كان داعما لموقف الشعب المصرى في البداية في رفضه لجماعة الإخوان، لم يكن معاديًا لأشخاص، لكنه كان رافضًا لفكرة، وعندما نزل الشعب المصرى مبهرًا العالم بوقفته وثورته وشجاعته في رفض من تأكد أنه جاء ليدمر تاريخه وحاضره ومستقبله، كان محمد بن زايد داعما لموقف النظام الذي اختاره المصريون.
اتسق الموقف مع الفكرة، هو لا يعبر عن نفسه فقط، وهذا أمر بديهى، فالإمارات جميعها شعبا ونظاما وعلى رأسهم الشيخ خليفة بن زايد وقفوا موقف الأبطال، أمام جماعة سرطانية تدعمها أنظمة لها علاقات عميقة مع الإمارات وأجهزة مخابرات يمكن أن تفعل الكثير في هز استقرار دول كبيرة وصغيرة، إلا أن الإمارات لم تخش شيئا، كان موقفها واضحا من اللحظة الأولى، وهو الموقف الذي جعلها لا تتواصل مع دناءة الإخوان المسلمين ووصوليتهم، والمشاهد على ذلك كثيرة. التحية واجبة للجميع إذن، فلم تكن طلة الشيخ محمد بن راشد رئيس الوزراء وحاكم دبى هينة ولا قليلة في مؤتمر شرم الشيخ، لكن الوقفة هنا خاصة بالشيخ محمد، لأننى أنظر إلى الصورة بعيدا عن الدعم المادى، لا اقترب من الاستثمار، ولكنى اهتم بالفكرة، ولأن السيسى يعرف جيدا الدور الذي يلعبه الشيخ محمد في القضية المصرية، فقد أراد أن يحتفى به بطريقة خاصة. لقد شعر محمد بن زايد أن مصر كلها تحتفل به، أراد السيسى أن يرسل رسالة إلى الجميع أنه يستقبل صديقا مقربا، وليس مجرد مسئول عربى كبير، كسر السيسى المسافات بينه وبين محمد بن زايد، قال له بطريقة عملية إنه من آل بيتنا، وآل بيتنا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.