والاستاذ سيد يوسف ابن فلاح من دكرنس (دقهلية) وهو أزهري الثقافة والتعليم ثم حصل علي ليسانس دار العلوم التربوي تدرج في وظائف وزارة التربية والتعليم حتي منصب مدير التعليم الثانوي والإعدادي بإدارة مصر الجديدة. وقد إنهمك السيد يوسف لسنوات عديدة في إعداد أصول رسالة للدكتوراه حول خروج جماعة الإخوان عن أصول الشريعة الإسلامية ولكنه اصطدم بعد أن قدم مخطط رسالته بمجموعة من أساتذة دار العلوم ذوي الميول الإخوانية رفضوا المخطط فعدله فرفضوا التعديل ثم ابلغوه برفض الفكرة في جوهرها، لكنه واصل تحديه فقرر تحويل ما جمعه من معلومات ووثائق إلي كتب تواجه الفكر الإخواني وتعددت الكتب لتصبح خمسا طبعت مرتين احداها في مكتبة الاسرة وحملت عنوان "الإخوان المسلمون: هل هي صحوة إسلامية؟" والدراسة في مجملها فاضحة للجماعة وجوهر أهدافها ومراميها ونطالع في الجزء الثالث "الجماعة والعنف" ما يشبه التجميع الشامل لإنتهاج الإخوان سبيل العنف كنظرية شرعية..ونقرأ "أما والحال كما نري، التشريع الإسلامي في واد والتشريع الفعلي في واد آخر فإن قعود المصلحين الإسلاميين عن المطالبة بالحكم جريمة إسلامية لا يكفرها إلا النهوض واستخلاص قوة التنفيذ من أيدي الذين لا يدينون بأحكام الدين الحنيف، أن الحكم من منهاج الإخوان وسيعملون لاستخلاصه من أيدي كل حكومة لا تنفذ أوامر الله" (الاخوان المسلمون- العدد الرابع). وعندما سقط مرشحو الإخوان ومنهم حسن البنا في انتخابات 1944. كتب أحدهم "قديما أراد قوم العير وأراد الله النفير ويسعدنا أن نكون علي هذا الأثر وأن يحملنا الله علي إرادته" وفي أوراق الجهاز السري (سيارة الجيب) نقرأ " أن علي أعضاء الجماعة ألا يترددوا في إغتيال اعداء الجماعة لأنهم اعداء رسول الله، وإن من سياستنا أن الإسلام يتجاوز عن قتل المسلمين إذا كان في ذلك مصلحة" وأيضا "إن القتل الذي يعتبر جريمة في الأحوال العادية يفقد صفته هذه ويصبح فرضا واجبا علي الإنسان إذا استعمل كوسيلة لتأمين الدعوة "(السيد يوسف ج3-ص67) وعندما كانت الجماعة بصدد تشغيل اذاعة سرية كانت التعليمات أن "برنامج الاذاعة يجب أن يذيع الاشاعات المثيرة لعواطف ومشاعر الجماهير علي الطريقة الألمانية وبإذاعة منشورات عن الحوادث التي يرتكبها افراد الحركة بصورة مبالغ فيها" (تماما كما تفعل الآن قناة الجزيرة) والمثير للدهشة هو تعليق تقرير للسفارة الامريكية إلي الخارجية في واشنطن وجاء فيه " إختلف رد الفعل الشعبي علي حكم بإعدام عبد المجيد حسن قاتل النقراشي باشا وفقا للمشاعر السياسية ولا يمكن القول أن هناك مشاعر بغض عامة لعبد المجيد حسن كقاتل" (ص103).. والحقيقة أن كثيرا من المصادر الاجنبية أكدت أن حملة الحكومة علي الاخوان اجهضت انقلابا اخوانيا كان وشيكا. وينقل السيد يوسف ذلك عن عدة مصادر ونقرأ للكاتب السوفيتي سيرانيان وكان وثيق الصلة بجهاز المخابرات السوفيتي يقول "كان الإخوان قد إستعدوا تمام الاستعداد للاستيلاء علي السلطة"، ويقول ريتشارد ميتشيل في كتابه "جماعة الإخوان" "أن الجماعة كانت تخطط سرا للقيام بثورة" أما ضابط المخابرات الكندي فيقول "وضعت خطة عام 1948 لتدبير انقلاب وإعلان البنا خليفة" وفي مقابلة بين اللورد دوجلاس قائد سلاح الطيران البريطاني مع الملك فاروق يوم 19 يناير 1949 أخبره الملك باكتشاف مؤامرة ستقع في الفترة ما بين يومي 18-31 يناير تبدأ باغتيال الملك" (ص140)..وهكذا نأتي إلي الموقف التجديدي والإسلامي الصحيح من إرهاب جماعة الإخوان..
آراء حرة
مجددون جدد .. السيد يوسف (1)
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق