الأحد 30 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

كارثة بيئية ومائية تهدد غــزة بعد أحداث مصر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أشبه ببركانِ على وشك أن ينفجر يبدو الوضع البيئي والمائي في قطاع غزة مع استمرار أزمة نقص الوقود عقب إغلاق الأنفاق الممتدة على طول الحدود المصرية الفلسطينية .
ويرتفع صوت بلديات القطاع في هذه الأيام محذراً من كارثة بيئية ومائية، محققة جراء النقص الحاد في المياه الصالحة للشرب، وتنذر أزمة الوقود بأزمات بيئية وإنسانية تهدد بتعطيل الخدمات المقدمة لسكان القطاع المحاصرين إسرائيليا منذ 7 سنوات .
وتعتمد بلديات غزة بشكل كلي على الوقود القادم عبر الأنفاق لتشغيل مضخات المياه، وتنفيذ مهامها الأخرى .
وكانت جميع الأنفاق المنتشرة أسفل الحدود بين قطاع غزة ومصر قد توقفت عن العمل بشكل كلي عقب تطورات الأحداث الأمنية الأخيرة في مصر .
ويقول مالكو أنفاق لـ“,”الأناضول“,” إنّ بعض الأنفاق التي كانت تعمل بشكل محدود على توريد كميات قليلة من الوقود ومواد البناء والمواد الغذائية قد تعطلت عن العمل .
وزاد الجيش المصري من تعزيزاته العسكرية على الحدود مع القطاع عقب عزل الرئيس محمد مرسي، وبدأ حملة مكثفّة لهدم الأنفاق في وقت يؤكد فيه مسؤولون في الأمم المتحدة أن نحو 80% من الأنفاق التي تستخدم في تهريب السلع والبضائع من مصر إلى قطاع غزة “,”لم تعد تعمل “,” .
وتعاني بلدية غزة من مشكلة في تأمين كميات الوقود في ظل تداعيات الأزمة الراهنة كما يؤكد مدير الصحة والبيئة في بلدية غزة “,”عبد الرحيم أبو القمبز“,”، والذي قال في حديثه لـ“,”الأناضول“,” إنّ البلدية تحتاج إلى قرابة 200 ألف لتر من الوقود بشكل شهري لتأمين احتياجاتها .
وأشار أبو القمبز إلى أن النقص الحاد في الوقود أدى لنفاد المياه الصالحة للاستخدام الآدمي وأضاف الكثير من الأعباء والهموم على كاهل الغزيين الذين يعانون منذ سنوات من نقص وملوحة المياه .
وتبلغ الكميات التي يحتاجها قطاع غزة يومياً حوالي 600 ألف لتر من البنزين والسولار .
وبعد أن كانت الأنفاق تضخ 500 ألف لتر يوميا من الوقود باتت اليوم عاجزة عن ضخ أية كميات كما يؤكد مالكو أنفاق .
ويومياً يتم إدخال 120 إلى 150 ألف لتر بنزين إسرائيلي عبر كرم أبو سالم بحسب تقديرات لجنة إدخال البضائع لقطاع غزة، ويتم ببيعه بسبعة شواكل للتر الواحد، على عكس البنزين المصري الذي يبلغ سعر لتره ثلاثة شواكل ( ما يعادل دولار واحداً) .
وأبقت إسرائيل على معبر كرم أبو سالم معبرًا تجاريًا وحيدًا، حصرت من خلاله إدخال البضائع بشكل جزئي ومحدود بعد أن أغلقت معابر القطاع الحدودية في عام 2007 عقب سيطرة حركة حماس على غزة .
وتؤكد مصادر في سلطة البيئة في حكومة غزة المقالة أن 190 بئرا للمياه تزود غالبية سكان القطاع بالمياه مهددة بالتوقف، إضافة إلى توقف 57 محطة لتجميع وضخ مياه الصرف الصحي، وتوقف 4 محطات معالجة مركزية تعالج يوميا ما يزيد عن 100 ألف متر مكعب من المياه الملوثة بشدة .
وسيتسبب توقف محطات المعالجة المركزية للمياه في ضخ المياه الملوثة إلى البحر، ما سيؤدي إلى تلويث مياه بحر غزة .
وسيؤدي عدم توفر الوقود إلى توقف العشرات من سيارات جمع النفايات الصلبة التي تنقل يوميا ما يزيد 1500 طن من النفايات من أحياء وشوارع القطاع إلى مكبات النفايات .
ويعاني سكان خان يونس جنوب قطاع غزة من غياب أغلب الخدمات فبلدية خان يونس كما يؤكد رئيسها “,”يحيى الأسطل“,” عاجزة عن تأمين لكميات الوقود اللازمة لتشغيل مضخات المياه .
وقال الأسطل لـ“,”الأناضول“,” إنّ القطاع يعيش كارثة إنسانية تعصف بكافة مناحي الحياة، وأن الخدمات الأساسية من صحة وبيئة ومياه على وشك أن تتوقف .
ودعا رئيس البلدية المؤسسات الدولية والعربية لإمداد قطاع غزة بالوقود اللازم للتخفيف من معاناة 1.8مليون مواطن يعيشون منذ سنوات في وضع بيئي ومائي كارثي .
وفاقم إغلاق الأنفاق أزمة المياه في قطاع غزة كما يؤكد المدير العام لمصلحة مياه بلديات الساحل “,”منذر شبلاق“,”، والذي قال لـ“,”الأناضول“,” إن القطاع يعاني منذ سنوات من ملوحة ونقص في المياه، وأن ما يجري اليوم زاد من تراكم هذه الأزمة .
وتؤكد تقارير بحثية متخصصة أن 95% من المياه الجوفية لقطاع غزة غير صالحة للشرب لانخفاض جودتها بسبب زيادة نسبة الكلورايد والنترات فيها .
وجميع آبار قطاع غزة التي تستقر على عمق 1.5 -2 كم، هي خارج تصنيفات معايير الجودة الفلسطينية والدولية .