الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

اليمن قراءة أولية!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تتسارع الأحداث في اليمن بشكل لافت، تجعل المهتم بهذا البلد الشقيق وبشعبة العربي الطيب، لا يستطيع مع تطورات الوضع المتصاعد يوميا، أن يشكل تصورا كاملا أو نهائيا، لما يمكن ان تصل إلية الازمة التي بدأت
بسموم مؤامرة ما عرف زورا بالربيع العربي. اليمن لغز لا يعرف فك طلاسمه إلا أبناؤه، وصعود جبالة ليس نزهة، ومحاولة ركوب بحارة مغامرة مستحيلة، ولا يعرف دروب اليمن من صعدة مرورا بصنعاء وتعز وحتي حضرموت والمهرة، وعدن  إلا ابناء ثورة 26 سبتمبر، وثورة 14أكتوبر، ورجال حصار السبعين، ومقاتلي ردفان، يظل اليمني دون استثناء، صامتا، حتي يثق، وبعدها يسمح لك بكرم مشهور عنه، بفهم ما يحدث ومصاحبتك.
لصعود احد جبالة، أو السير في درب من دروبه، أو الإبحار معه، ويظل محتفظا باخر رموز الشيفرة اليمنية هذا هو اليمن بأرضه الواعدة المليئة بالخيرات وشعبة الطيب صاحب إحدي أهم الحضارات التاريخية في المنطقة والعالم، هذا البلد العربي الذي استطاع أن يتخلص من عهود الظلام الإمامية، ومن الاحتلال البريطاني، وأن يجد له مكانا (وهو يستحق)، تحت الشمس، ليبني دولتة الموحدة، المستقلة، الحديثة، يتعرض الآن لأبشع
مؤامرة تستهدف تاريخة وارضة وشعبه. في كل أزمات اليمن عبر تاريخة الحديث ، ولطبيعة موقعة الجغرافي، أخذت هذة الأزمات بعدها العربي والإقليمي والدولي، حتي لو كان الخلاف يمنيا - يمنيا، لم تترك مصر اليمن وحيدا، بل كانت جزءا فاعلا ورئيسيا، في دعمة والوقوف بجانب شعبه ، وفي كل هذه الأزمات كانت الحلول تأتي دائماً بغطاء وتوافق عربي، ورضا الفرقاء في البلاد، أما الازمة الحالية، التي أعقبت سيطرة جماعة الحوثيين علي العاصمة وعدد من مدن الشمال، فقد تحول أصحاب المبادرة من وسيط ضامن للحوار إلى طرف في الصراع في خطوة تعكس عدم فهم حقيقي لطبيعة الخلاف بين الفرقاء في البلاد، أو ربما في تحرك أعطي للصراع الدولي أهمية وأولية على استقرار الوضع الداخلي الذي هو في تقديرنا مفتاح لإنهاء مخاوف سيطرة.
أية قوي محلية لصالح قوي إقليمية أو دولية، وجاءت القرارات الأخيرة تصب في اتجاه الاعتراف بالأمر الواقع
وسط مواقف دبلوماسية تشير الي رغبة البعض في ترك اليمن لمصيره، والتعامل مع نصف البلاد جغرافيا، والاكتفاء بإصدار البيانات المنددة بالنصف الآخر مع تجاهل وجودة علي الأرض، أن جزءا من فهم ما يحدث في اليمن هو معرفة أنه ليس هناك أي قوي تستطيع وحدها حكم البلاد ، وأن ترك الوضع علي ماهو عليه هو تكريس لانقسام البلاد بين رئيس مرحلة انتقالية انتهت مدتها، وميليشيات تسيطر علي العاصمة، سيكون أحد أخطاء حصارها الدفع بتيار داخلها لمزيد من التشدد المذهبي والارتماء في أحضان قوي إقليمية وجدت في ذلك فرصتها التاريخية لحصار دول المنطقة، أما الجزء الأهم أنه لا أمل لحل للازمة إلا بالحوار بين الأشقاء الفرقاء، حوار.
يشمل كل المكونات السياسية، والحزبية، والقبلية، دون إقصاء لأحد، حوار يستند علي أرضية وطنية يمنية، ينطلق من الحفاظ علي البلاد ويحول دون الوقوع في فخ الحرب الأهلية، والطائفية والمناطقية، ويهدف لاستعادة
الدولة ومؤسساتها وإعادة بناء الجيش والأمن، وإنهاء سيطرة الميليشيات علي بعض المحافظات، وتشكيل لجنة وطنية للوصول لحل ولو مرحلي لإنهاء قضايا أبناء الجنوب ومناقشة دعوات فك الارتباط أو الانفصال برؤية جديدة، بل ومناقشة قضية توزيع التنمية علي المحافظات بشكل عادل ، والبدء فورا في مرحلة انتقالية بمجلس رئاسة من خمس شخصيات يرأسها قائد عسكري ومجلس وطني يشمل البرلمان المنتخب القديم مع توسيعه بممثلين عن كل الاحزاب والفعاليات اليمنية، وتستمر هذة الفترة لمدة عامين، يتم فيها إعادة تعديل الدستور، وتحديد موعد إجراء انتخابات رئاسية جديدة، ثم يعقبها انتخابات مجلس النواب. هذا هو الحل الوحيد الذي يمكن أن يخرج اليمن من المصير الدامي الذي ينتظره، ويبقي السؤال لمن يريد اليمنيون تسليم مفتاح حل أزمتهم؟