الخميس 03 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

يوم الشهيد .. "دمك غالي علينا"

الفريق عبد المنعم
الفريق عبد المنعم رياض
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفل اليوم القوات المسلحة المصرية بيوم الشهيد والمحارب القديم، والذى تحتفل به مصر في التاسع من مارس من كل عام، تخليدًا لذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، والذي استشهد في نفس اليوم من عام 1969.
ففي صباح 9 ماس 1969 اليوم التالي لحرب الاستنزاف توجه الفريق عبد المنعم رياض رئيس الأركان في ذلك الوقت إلى الجبهة ليشاهد بنفسه نتائج قتال اليوم السابق وليعطي توجيهاته وحتى يكون وسط الجنود، وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدمًا التي لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترًا، ووقع اختياره على الموقع رقم "6"، وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق.
وجاء هذا بعد أن حدد القائد العظيم موعد بدء تنفيذ خطته لتدمير خط بارليف في يوم 8 مارس 1969، وبالفعل شنت القوات المصرية هجومًا عنيفا وحادًا على طول الجبهة مما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف الإسرائيليين وتم تدمير جزء من مواقع خط بارليف.

وقد شهد الموقع رقم "6" اللحظات الأخيرة في حياة الفريق، بعد أن انهالت نيران العدو الإسرائيلي فجأة على المنطقة بأسرها، والتي كان يتواجد فيها القائد الشجاع وسط جنوده ليقود المعركة بنفسه، والتي استمرت حوالى ساعة ونصف، حتي انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود الفريق منها المعركة وتناثرت الشظايا في كل مكان ،واستشهد القائد وسط جنوده متأثرًا بجراحه، بعد 32 عامًا قضاها في خدمة وطنه ليختم بذلك حياة مليئة بالبطولات والإنجازات التي حققها هذا القائد على الصعيد العسكري، والتي جعلت أساتذة الأكاديمية العليا للاتحاد السوفيتي، والعسكريون في مختلف دول العالم يطلقون عليه الجنرال الذهبي .
ولد القائد عبدالمنعم رياض في الثاني والعشرين من شهر أكتوبر 1919 في قرية "سبرباي"، إحدى قرى مدينة طنطا بمحافظة الغربية حيث يعود نسبه لأصول عريقة فوالده القائماقام محمد رياض واحد من رعيل العسكريين المصريين القدامى.
حصل الفريق عبدالمنعم رياض على الشهادة الابتدائية عام 1931من مدرسة الرمل بالإسكندرية و توفى والده وهو مازال في الثانية عشرة من عمره وتولى مسئولية رعاية والدته، وفى مرحلة المراهقة والصبا كان يغلب عليه الاهتمام بالقراءة عاشقا للسؤال والاكتشاف ومعرفة العالم من حوله وفى المرحلة الثانوية بدأت تتشكل شخصيته ويتحدد هدفه وكان له اهتمامات أخرى بالرياضة والكشافة والبلاغة وعرف عنه حبه للزعامة وقدرته على احتواء زملائه.

التحق الفريق بالكلية الحربية في 1936 وحقق حلمه وتفوق على ذاته وكان يحيا بفكر ضابط وعقلية عالم وكان دائمًا صاحب فكر ورأى مؤثر في الأحداث من حوله ولم يرض بالظلم أو الإهانة مما جعله مشهورًا في كليته بعزة النفس والدفاع عن حقوقه وحقوق زملائه بكل أدب وشجاعة وكرامة والشهيد البطل لم يتزوج وظل راهبًا على الجبهة واكتفى فقط بالارتباط بالأرض المصرية حتى يتم تحريرها وكانت مقولته في هذا الشأن ، أن القوات المسلحة هي أسرته وحياته كلها .
تخرج الفريق في الكلية الحربية عام 1938 برتبة ملازم وفى عام 1941 عين في سلاح المدفعية ،وألحق بإحدى البطاريات المضادة للطائرات في المنطقة الغربية ،حيث اشترك في الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا وإيطاليا.
وخلال عامي 1947 ـ 1948 عمل في إدارة العمليات والخطط في القاهرة، وكان همزة الوصل والتنسيق بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين، ومنح وسام الجدارة الذهبي لقدراته العسكرية التي ظهرت آنذاك. 

وفى عام 1951 تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات وكان وقتها برتبة مقدم، وفى عام 1953 عين قائدًا للواء الأول المضاد للطائرات في الإسكندرية ، ثم تولى قيادة الدفاع المضاد للطائرات في سلاح المدفعية من يوليو 1954 وحتي أبريل 1958،وفى 9 أبريل 1958 سافر في بعثة تعليمية إلي الاتحاد السوفيتي لإتمام دورة تكتيكية تعبوية في الأكاديمية العسكرية العليا، وأتمها في عام 1959 بتقدير امتياز وقد لقب هناك بالجنرال الذهبي، وفي عام 1960 بعد عودته شغل منصب رئيس أركان سلاح المدفعية، وفي عام 1961 عين نائب رئيس شعبة العمليات برئاسة أركان حرب القوات المسلحة وأسند إليه منصب مستشار قيادة القوات الجوية لشؤون الدفاع الجوي، وفي عام 1964 عين رئيسا لأركان القيادة العربية الموحدة، ورقى في عام 1966 إلى رتبة فريق.

وتحتفل القوات المسلحة بيوم الشهيد في هذا اليوم من كل عام ، بوضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري للجندي بجميع محافظات مصر.
رحم الله الفريق عبدالمنعم رياض ، ورحم الله جميع شهداء مصر الذين ضحوا بدمائهم من أجل هذا مصر والمصريين الذين لا نملك إلا أن نقول لهم جميعا، ما مضي دهر وكانا ذكرك الفواح يبقي ما حيينا .. في دمانا أنت بدر ساطع .. ما غاب يومًا عن سمانا.
وصدق المولي عز وجل في قوله الكريم :" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون".