الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

أحزان داعية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

§ - كان الحكم في مصر بعد ثورة 25 يناير كالطبخة الجميلة المسمومة التي انتظرتها الحركة الإسلامية طويلا، ً واغترت بها فأكلتها وحدها دون سواها، فأصابها تسمم لم تُصب بمثله منذ أكثر من خمسين عاما ً.
§ 2- لقد أرجعتنا السلطة وصراعات الآخرين معنا عليها إلي المربع صفر .. فلم نستفد من السلطة والحكم شيئا ً.. ولم تستفد منها الدعوة الإسلامية، بل تأخرت بسبب الصراعات الكثيرة حول السلطة، من وضد الحركة الإسلامية.. ولم تستفد الشريعة أيضا ً من الحكم والسلطة.. بل رجعت إلي مربع خلفي بكثير عما كانت عليه .. وعدنا مرة أخرى إلي السجون . . ألم أقل لكم أنها الطبخة المسمومة التي قتلت الحركة الإسلامية .. ووأدتها ونحن نظن أنها ستلدها وتحييها
§ 3- شهر شوال الذي يعقب شهر رمضان هو من الأشهر الحرم التي كان العرب في الجاهلية يحرمون الاقتتال بينهم فيها .. وجاء الإسلام وأقر ذلك .. في الآية “,” إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ“,” .. وفي هذا الشهر الحرام نسي المصريون حرمته وحرمة الدم وعصمة الأنفس.. فقتل في مذبحة فض اعتصام رابعة وحدها أكثر من 600 قتيل وجرح أكثر من 4 آلاف جريح على أقل التقديرات معظمهم من الإسلاميين .. ثم حرقت المباني الحكومية .. ودمرت وحرقت أقسام الشرطة .. وحرقت الكنائس .. وحرقت الجثث .. وتم التمثيل ببعضها .. وتم قتل كثير من أبناء الشرطة في سيناء وغيرها . . لقد كنا أدنى بكثير من أهل الجاهلية الأولى .. وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولية ما صنع من إراقة دماء في هذا الشهر الحرام.
§ 4- استعادت الدولة المصرية هيبتها ولكنه تم وللأسف على حساب الإسلاميين .. وكنت أتمنى أن يحدث ذلك علي حساب البلطجية وتجار المخدرات .. ولكننا كإسلاميين أعطينا الدولة أكبر الذرائع للفتك بنا..وكان يمكن لنا بقليل من الذكاء والحكمة تجنب ذلك.
§ 5- نظام الحكم الجديد في مصر صدره ضيق جدا ً.. ولا ينتظر أو يتمهل حتى تتم حلول سياسية وسطية ترضي جميع الأطراف .. ويستخدم القوة بإفراط شديد .
§ 6- دعوت منذ أكثر من شهر د/مرسي أن يستلهم خيار الحسن بن علي ويقبل بالانتخابات الرئاسية المبكرة حقناً للدماء.. وسخر البعض مني قائلين عندما يأتي معاوية سيتنازل له.. فقلت لهم: العلة في تنازل الحسن بن علي كانت حقن الدماء وليس مجرد التنازل لفلان أو علان.. وهذه العلة باقية ما بقى الليل والنهار .. وهي من أهم المصالح التي أرادت الشريعة تحقيقها في كل العصور .. ولو أن هذا الخيار تم لما كانت هناك هذه المجازر.. ولما حرقت مصر كلها ولما تحول د/مرسي من رئيس إلى سجين.. ولأصبح شامة فوق الرؤوس وجنب مصر والإسلاميين كل هذه الدماء.. فقد تعلمت من حياتي أن من يريد الحكمة من الآخرين عليه أن يبذلها أولا ً فمن يبذل الحكمة يجنيها .. ومن يدرء المفاسد تدرء عنه وعن أحبته.
§ 7- د/ البرادعي يشتم ويطعن فيه باستمرار .. فعندما تحالف معه الإخوان وجمعوا له مليون توقيع في عهد مبارك كان يشتم صباح مساءً من الحكومة والحزب الوطني وأنصارهما.. وبعد نجاح ثورة 25 يناير تم إقصاؤه من الجميع.. وحينما شارك في الحكم بعد الانقلاب على د/ مرسي شتمه الإسلاميون ليلاً ونهاراً بلا انقطاع.. بل وكفره البعض ورموه بالخيانة والعمالة.. وحينما استقال من منصبه في الحكم الجديد فتح الليبراليون واليساريون النيران عليه وخونوه أيضاً وكفروه سياسيا ً.
§ يا مصرنا الغالية متى نحكم على الناس بعقولنا وليس بعواطفنا؟
§ ومتى نحكم علي الناس بصرف النظر عن تحالفهم معنا أو خصومتهم معنا؟
§ ومتى نحكم على الناس بحسناتهم وسيئاتهم جميعاً ؟
§ مازال أمامنا الكثير والكثير.. فالكل يريد مصلحته فقط دون سواها .
§ 8- فض اعتصام رابعة بالقوة المفرطة أدى إلى كل هذا العنف الذي تفجر في الشارع المصري والذي جعل الدم المصري أرخص من المياه المعدنية .. وجعل مصر تكاد تنهار اقتصادياً وسياسياّ.
§ 9- العنف دائما ً يولد عنفاً أشد ويؤدي إلي نوبات من التكفير المتبادل واليأس والقنوط أو الانعزال أو تفكك المجتمع .. فهل نستوعب الدرس مبكرا ً.. أم أن الحكومة المصرية الحالية لم تستوعب تجارب الماضي ولا تقرأ التاريخ جيدا ً.