الحمد لله ..أصبح لدينا "3 دستات "من الوزراء"، أى 36وزيرا بالتمام والكمال.. وتصدرنا الترتيب العالمى، وننافس على المركز الأول مع جارتنا السودان التى تحتله عن جدارة واستحقاق بعد أن وصل عدد وزراءها « 79» منهم 34 وزيراً اتحادياً و45 وزير دولة، ينحشرون أسبوعيا فى قاعة تشبه فصلا بمدرسة "المجنونة "بأرض اللواء بالجيزة!! ولا أدرى ما الداعي لكل هذا العدد من الوزراء فى حكومة ثورة 30يونيو؟ وما الجدوى من استحداث وزارات إضافية، وما هي المهام المنوطة بها؟ وإذا كنا بالفعل بحاجة إلى استحداث وزارات مثل وزارة "التعليم والفنى والتدريب".. فلماذا لم تدمج وزارتا "التعليم العالى والتربية والتعليم" بدلا من أن تكون لنا 3 وزارات واحدة "للجامعات" وثانية "للثانوية" وثالثة "للدبلومات"!! كما أن لدينا تجارب عديدة فى وزارات استحدثناها، ولم نجن من ورائها شيئا مثل "العدالة الانتقالية" التى لم تفلح فى إعداد تشريع ليس به "عوار" ويتم رفضه قضائيا، وآخره "تقسيم الدوائر"!! كما أن وزارة التطوير الحضارى والعشوائيات فشلت حتى الآن فى تحقيق أى نجاح فى التعامل مع القمامة.. مثلما فشلت البيئة من قبل، ولا نعلم ما هى اختصاصات وزير البيئة حاليا بعد سحب ملف العشوائيات والقمامة منه؟ ونفس الفشل ينطبق على وزارة الآثار التى لم توقف سرقات آثارنا ولم تحافظ على تراثنا، ثم لماذا لم يتم دمج "الزراعة والرى" "والثقافة والآثار" والسياحة والطيران" والتخطيط والتعاون الدولى" والدفاع والإنتاج الحربي" بعد ان ساهم الفصل بينهم فى التشتت وضياع المسئوليات ؟ وما الدور الذى تقوم به وزرات مثل "الثقافة ,والتعاون الدولى ,والإنتاج الحربى "؟.. بالطبع "التمثيل المشرف". و كيف نشكو من أزمة في الاقتصاد وشح في العملات الصعبة وغلاء في الأسعار وقلة في الاستثمار وضيق في العيش، ويطالبنا المسئولون بأن نربط الحزام، ونتحمل الضرائب التى طالت كل شىء، وأسعار فواتير الغاز والكهرباء والمياه والبنزين والسولار والتى تضاعفت أضعافا كثيرة فى أقل من عام ..ولدينا هذا العدد الجبار من الوزراء ومساعديهم ومستشاريهم يركبون المرسيدس ويتقاضون البدلات ويعيشون فى مكاتب وقاعات 5نجوم !! لقد كان الأحرى بالحكومة إعلان حالة التقشف، وتسيّر بأقل مصروفات ممكنة,واستغلال كل مليم فى إعادة تعمير الخراب والتدمير التجريف الذى استمر 33عاما.. وتقتدى بحكومة الصين التى بلغ عدد الوزراءبها 17وزيرا فقط ,و كانوا يركبون الدراجات قبل أن تصبح الصين أكبردولة اقتصادية فى العالم ,ومن قبلها امريكا 14وزيرا ,وفرنسا 16وزيرا ,وإسرائيل 22وزيرا، و31 بالسعودية!!
واقترح على الدولة انه ما دام "الاستوزار" صار "مهنة ", فعليها أن تنشئ كلية لتخريج "الوزراء " وممارسى السياسة التى اصبحت وسيلة لأكل العيش وركوب "الزلموكة "، وبعيدا عن "المصحة النفسية التى يعيش فيها معظم المصريين جراء حالة" الهري والنكت "التى تنحر في قلوب بعضهم علي اختلاف انتماءاتهم الفكرية والسياسية عقب حركة التغيير الوزارى الأخير، خاصة تغيير وزير الداخلية محمد إبراهيم، وظهور طوائف غاضبين ومصدومين ومخذولين وآخرون" فرحين"، ليس لرضاهم عن الاختيارات، وإنما كيداً في الغاضبين والمخذولين.. فإن هناك العديد من الوزراء كان يجب تغييرهم بعد أن خلت صحائفهم من انجازات محسوسة كي يبقوا فى مناصبهم مثل "الكهرباء والرى والتضامن والآثار والبترول والصحة ",بل انهم كانوا سببا فى تعاظم مشكلات انقطاع التيار ,وسد النهضة ,وتدنى العناية باصحاب المعاشات ومصابى الثورة ونقص البوتاجاز وقلة الخدمة الصحية بالمستشفيات!! إن التغيير الأخير وفجائيته المحسوبة جعلت من الـ 90مليون مصرى-بقدرة قادر – خبراء وعالمين ببواطن أمور السياسة وفلسفة إقالة الوزراء، وراح بعضهم ممن أعيته الشائعات لينادي بضرورة تفسير مؤسسة الرئاسة لأسباب التغيير، وتحديدا وزير الداخلية الذى امتلأت فضائيات "اللت والعجن "ومواقع الشائعات وفساد المعرفة "التواصل الاجتماعى "بتفسيرات خيالية، حتى أن بعضهم ذهب به خياله للقول إن إقالة اللواء محمد إبراهيم جاءت لإن ميوله إخوانية وكان يخطط للإنقلاب على الحكم!! ونسى كل هؤلاءو بل وتجاهلوا فرضية" أن التغيير الوزاري هو إصلاح داخل نظا م الحكم ووهو حق اصيل لرئيس الجمهورية ورئيس حكومته فى اختيار من يستطيع تحمل المسئولية، وتجديد للدماء، وان الرئيس سبق وان طالب بتنحى من لا يستطيع القيام بمهامه . كما تناسوا فرضية اخرى وهى أن الوزيرنفسه هو الذى طلب اعفاءه من منصبه بعد 26 شهرا أى ما يقرب من 800 يوم من تحمل المسئولية الكبيرة، بل ان الصحف والفضائيات والأحزاب والقوى السياسية التى سبق وأن وجهت كثيرا من الانتقادات لوزير الداخلية، وطالبت بإقالته، بعد التقصير الأمنى، فى مواجهة الهجمات الإرهابية بعد ثورة 30 يونيو 2013، إضافة إلى اتهامات أخرى بالتعامل العنيف مع المواطنين فى العديد من الوقائع، آخرها مقتل الناشطة السياسية شيماء الصباغ، وأحداث ستاد الدفاع الجوى، التى راح ضحيتها 21 مشجعاً من جماهير ألتراس «وايت نايتس».. هى نفسها التى الآن تطالب بمعرفة أسباب إقالته!!
إن وزير الداخلية المقال محمد إبراهيم لم يكن ملاكا ولا شيطانا، وأدى ما عليه فى حدود امكانياته ومعطيات المرحلة وما توافر لاجهزته من امكانيات ,بل وتعرضه لمحاولة إغتيال , وشهد عهده العديد من الأحداث والوقائع التى راح ضحيتها أكثر من ألف شخص ,وأقلها كان كفيلا باقالته ,ومنها , سقوط 33قتيلا,و500مصاب فى ذكرى ثورة يناير 2013,و2014, و43 قتيلا فى أحداث سجن بورسعيد 26 و26 يناير 2013 ,علاوة على 206 شهداء من الشرطة و296من المعتصمين فى أحداث رابعة والاتحادية ,و تفجير مديريتى أمن الدقهليةوالقاهرة ,وراح ضحيتهما 18 شرطياً واصابة 180 آخرون .
كما لقى 36 سجيناً معظمهم من عناصر جماعة الإخوان المنحلة مصرعهم خارج سجن أبوزعبل، مختنقين بالغاز بعد احتجاز 6 ساعات داخل سيارة الترحيلات فى أغسطس 2013,واستشهد المقدم محمد مبروك، الضابط بقطاع الأمن الوطنى، فى نوفمبر 2013، برصاص مجهولين أثناء توجههه إلى مقر عمله بمدينة نصر,فيما قتلت الناشطة السياسية شيماء الصباغ، عضو حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، خلال مسيرة نظمها الحزب بالقرب من ميدان التحرير، عشية الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير.
وكان حادث مباراة الزمالك وإنبى, الذى راح ضحيته 19 من أعضاء رابطة جمهور نادى الزمالك «وايت نايتس» فى مواجهة مع قوات الأمن أمام ملعب «الدفاع الجوى»، كفيلا باقالة الوزيرالذى شهد عهده حالات عديدة فى القبض والاعتداء على الصحفين، ما أدى إلى وفاة وإصابة بعضهم , منهم ميادة أشرف ومن قبلها الحسينى أبوضيف.
كما لقى 36 سجيناً معظمهم من عناصر جماعة الإخوان المنحلة مصرعهم خارج سجن أبوزعبل، مختنقين بالغاز بعد احتجاز 6 ساعات داخل سيارة الترحيلات فى أغسطس 2013,واستشهد المقدم محمد مبروك، الضابط بقطاع الأمن الوطنى، فى نوفمبر 2013، برصاص مجهولين أثناء توجههه إلى مقر عمله بمدينة نصر,فيما قتلت الناشطة السياسية شيماء الصباغ، عضو حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، خلال مسيرة نظمها الحزب بالقرب من ميدان التحرير، عشية الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير.
وكان حادث مباراة الزمالك وإنبى, الذى راح ضحيته 19 من أعضاء رابطة جمهور نادى الزمالك «وايت نايتس» فى مواجهة مع قوات الأمن أمام ملعب «الدفاع الجوى»، كفيلا باقالة الوزيرالذى شهد عهده حالات عديدة فى القبض والاعتداء على الصحفين، ما أدى إلى وفاة وإصابة بعضهم , منهم ميادة أشرف ومن قبلها الحسينى أبوضيف.
دعونا من حالة "الهرى والتنكيت والتبكيت".. وتعالوا نجتمع على كلمة "سواء".. وهى "العمل وبس".