هناك خلط في المفاهيم لدى بعض الإعلاميين عند مناقشة أبعاد العلاقة بين الإعلام والسياسة ومن بين هذه الأبعاد العلاقة بين العمل السياسي ومهنة الإعلام، فهناك مَن يتصور أن من أساسيات العمل في الوظائف الإعلامية أن يكون الإعلامي مسيسًا، وهذا خطأ جسيم لأن مجال العمل السياسي ليس مجاله الإذاعة أو التليفزيون أو حتى في الصحافة المقروءة أو الإلكترونية.
إنما العمل السياسي يكون في المؤسسات السياسية كالأحزاب والبرلمان أو دوائر صنع واتخاذ القرار في السلطة التنفيذية وعلى سبيل المثال لم يكن دور المذيع أو مقدم البرامج أبدًا أن يتحول على الشاشة إلى ناشط سياسي أو حقوقي ومَن يفعل ذلك يخرج عن مهمته الإعلامية التي تتحول إلى مهمة دعائية.
ولذلك نجد خلطًا واضحًا بين مفهومي الدعاية والإعلام، لدرجة أن البعض لا يفرق بينهما رغم أن الدعاية هي نقل رأي أو فكرة بعينها إلى المتلقى لتوجيهه سياسيًا لسلوك نهج معين يتفق وما يريده القائم بالعملية الدعائية كأن يتبنى المذيع برنامجًا انتخابيًا أو حزبيًا يعمل على نشره من خلال الوسائط المتاحة له.
وهنا يصبح هذا المذيع مقولبًا أو أيديولوجيًا وعليه لا يكون الإعلامي ملتزمًا أو خاضعًا للقيم التحريرية المتعارف عليها في مهنة الإعلام مثل الحيادية والموضوعية والعدالة والإنصاف والدقة والمحاسبة والمصلحة العامة.
أما مفهوم الإعلام فهو نقل رسالة تتنوع بين الرأي والخبر دون تبني وجهة نظر بعينها حتى ولو كان الناقل للرسالة الإعلامية في داخل نفسه يعتنق فكرًا أو مذهبًا سياسيًا من منطلق أن اعتناق الأفكار والمذاهب حق إنساني طالما أن مثل هذه الأفكار والمذاهب لا تخرج عن الإطار أو النسق القيمي والأخلاقي للمجتمع بمعنى أن الإعلامي المهني لا بد أن يلتزم بالقيم المشار إليها حتى ولو بشكل نسبي وفي إطار ترتيب للأولويات يختلف من إعلامي لآخر.
لكن في النهاية هناك إطار مرجعي من القيم يحكم ممارسة عمله سواء كان مذيعًا أو محررًا أو مراسلًا إذن الإعلام ليس توجيهًا أو إرشادًا سياسيًا لكنه عملية بناء متكاملة للفكر الإنساني من خلال التثقيف أو التنوير والإخبار والترفيه.
وأتصور أن الإعلامي لا بد أن يطلع على آخر التطورات والمستجدات ويتابع الأحداث الجارية على الأصعدة كافة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو فنية أو رياضية كما يجب أن يكون ملمًا بالتطورات الإقليمية والدولية من نزاعات وحروب ومشكلات بين الدول.. بعبارة أخرى على الإعلامي أن يكون مثقفًا ومدركًا لما يحيط به في الفضاءات المختلفة.
لكن ليس معنى هذا أنه يعمل في السياسة لأن العمل السياسي يتطلب الخروج عن دائرة الحيادية والموضوعية ويجعله دائمًا في موقع المدافع عن أفكار أيديولوجية محددة، وهنا ينتقل من موقع الإعلامي إلى موقع الدعائي، وتاريخيًا لم يكن هذا النوع من الأداء الدعائي منتشرًا إلا مع ألمانيا النازية وخلال فترة الحكم الشيوعي فيما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي والدول الشرقية إبان الحرب الباردة بعد الحرب العالمية الثانية حتى سقوط النظم الشيوعية من نهاية ثمانينيات القرن الماضي وحتى في دول العالم الثالث كانت نظم الحكم الشمولية تفضل الدعاية على الإعلام!!
من هنا نرى أن العلاقة بين الإعلامي والسياسة هي علاقة معرفية وليست علاقة ممارسة، بمعنى أن الإعلامي يعرف سياسة ولا يُسيس عمله سواء أمام الكاميرا أو الميكروفون، ولهذا ما نراه في برامج كثيرة بالقنوات الفضائية يخرج من حيز الإعلام إلى حيز الدعاية لأن المذيع أو مقدم البرنامج يعتبر نفسه مسيسًا ويتحول إلى داعية سياسي، ولهذا ليس غريبًا أن نجد إعلاميين يتحدثون بالساعات وحدهم في برامجهم ويستنكرون آراء مَن يخالفونهم!!
ولاشك أن هذا التوجه يخالف القيم والأعراف الديمقراطية التي تؤكد أن الساحة الإعلامية يجب أن تكون مفتوحة لكل الآراء والاتجاهات السياسية التي تصب جميعها في مصب واحد هو خدمة المجتمع وحل مشكلاته وبناء مستقبله وحتى الخلاف في الرأي سيفتح المجال لأفكار بناءة وآراء جديدة.
ولذلك نجد خلطًا واضحًا بين مفهومي الدعاية والإعلام، لدرجة أن البعض لا يفرق بينهما رغم أن الدعاية هي نقل رأي أو فكرة بعينها إلى المتلقى لتوجيهه سياسيًا لسلوك نهج معين يتفق وما يريده القائم بالعملية الدعائية كأن يتبنى المذيع برنامجًا انتخابيًا أو حزبيًا يعمل على نشره من خلال الوسائط المتاحة له.
وهنا يصبح هذا المذيع مقولبًا أو أيديولوجيًا وعليه لا يكون الإعلامي ملتزمًا أو خاضعًا للقيم التحريرية المتعارف عليها في مهنة الإعلام مثل الحيادية والموضوعية والعدالة والإنصاف والدقة والمحاسبة والمصلحة العامة.
أما مفهوم الإعلام فهو نقل رسالة تتنوع بين الرأي والخبر دون تبني وجهة نظر بعينها حتى ولو كان الناقل للرسالة الإعلامية في داخل نفسه يعتنق فكرًا أو مذهبًا سياسيًا من منطلق أن اعتناق الأفكار والمذاهب حق إنساني طالما أن مثل هذه الأفكار والمذاهب لا تخرج عن الإطار أو النسق القيمي والأخلاقي للمجتمع بمعنى أن الإعلامي المهني لا بد أن يلتزم بالقيم المشار إليها حتى ولو بشكل نسبي وفي إطار ترتيب للأولويات يختلف من إعلامي لآخر.
لكن في النهاية هناك إطار مرجعي من القيم يحكم ممارسة عمله سواء كان مذيعًا أو محررًا أو مراسلًا إذن الإعلام ليس توجيهًا أو إرشادًا سياسيًا لكنه عملية بناء متكاملة للفكر الإنساني من خلال التثقيف أو التنوير والإخبار والترفيه.
وأتصور أن الإعلامي لا بد أن يطلع على آخر التطورات والمستجدات ويتابع الأحداث الجارية على الأصعدة كافة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو فنية أو رياضية كما يجب أن يكون ملمًا بالتطورات الإقليمية والدولية من نزاعات وحروب ومشكلات بين الدول.. بعبارة أخرى على الإعلامي أن يكون مثقفًا ومدركًا لما يحيط به في الفضاءات المختلفة.
لكن ليس معنى هذا أنه يعمل في السياسة لأن العمل السياسي يتطلب الخروج عن دائرة الحيادية والموضوعية ويجعله دائمًا في موقع المدافع عن أفكار أيديولوجية محددة، وهنا ينتقل من موقع الإعلامي إلى موقع الدعائي، وتاريخيًا لم يكن هذا النوع من الأداء الدعائي منتشرًا إلا مع ألمانيا النازية وخلال فترة الحكم الشيوعي فيما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي والدول الشرقية إبان الحرب الباردة بعد الحرب العالمية الثانية حتى سقوط النظم الشيوعية من نهاية ثمانينيات القرن الماضي وحتى في دول العالم الثالث كانت نظم الحكم الشمولية تفضل الدعاية على الإعلام!!
من هنا نرى أن العلاقة بين الإعلامي والسياسة هي علاقة معرفية وليست علاقة ممارسة، بمعنى أن الإعلامي يعرف سياسة ولا يُسيس عمله سواء أمام الكاميرا أو الميكروفون، ولهذا ما نراه في برامج كثيرة بالقنوات الفضائية يخرج من حيز الإعلام إلى حيز الدعاية لأن المذيع أو مقدم البرنامج يعتبر نفسه مسيسًا ويتحول إلى داعية سياسي، ولهذا ليس غريبًا أن نجد إعلاميين يتحدثون بالساعات وحدهم في برامجهم ويستنكرون آراء مَن يخالفونهم!!
ولاشك أن هذا التوجه يخالف القيم والأعراف الديمقراطية التي تؤكد أن الساحة الإعلامية يجب أن تكون مفتوحة لكل الآراء والاتجاهات السياسية التي تصب جميعها في مصب واحد هو خدمة المجتمع وحل مشكلاته وبناء مستقبله وحتى الخلاف في الرأي سيفتح المجال لأفكار بناءة وآراء جديدة.