الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

المكتب الثقافى المصري يحتفي بشعراء النشيد الوطني بين مصر والكويت

السفير عبد الكريم
السفير عبد الكريم سليمان سفير مصر بالكويت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أقام المكتب الثقافى المصرى بالكويت مؤخرا ندوة أدبية تحت عنوان "شعراء النشيد الوطنى بين مصر والكويت" تحت رعاية السفير عبد الكريم سليمان سفير مصر بالكويت.
وقال الملحق الثقافى المصرى الدكتور نبيل بهجت في بداية الندوة إنها تأتى في إطار الاحتفال بالأعياد الوطنية لدولة الكويت الشقيقة والسعى للتركيز على رموز الفكر الوطنى في كلا البلدين والذين أسهموا إلى حد بعيد في التأصيل لمفاهيم الوطنية وصناعة صورة تحمل اسم مصر والكويت وتزرع في الأجيال على تعاقبها حب أوطانهم.
وأضاف: ليس في هذا المجال مثل الاحتفاء بأولئك الذين كتبوا كلمات الأناشيد الوطنية التي تغنت بها الأجيال وحملت أصدق المعانى الوطنية التي نحرص على تثبيتها في الوجدان.
وأشار بهجت إلى أن ما تمر به الأمة العربية من أحداث يحتاج إلى استدعاء رموز التنوير والحداثة والوطنية لمقاومة التحديات التي تطل عليها من كل حدب وصوب وتهدد أمن وسلامة شعوبها.
وقال: مثلا، يونس القاضى هو واحد من الذين ساهموا في تشكيل الوعى والوجدان المصرى من خلال نشيد "بلادى بلادى لك حبى وفؤادى"، الذي جسد كلمات الزعيم مصطفى كامل مؤسس الحركة الوطنية في مطلع القرن الماضى، وهذا الرائد له العديد من الأغانى المعروفة مثل "زورونى كل سنة مرة"، و"أنا هويت وانتهيت"، من ألحان وغناء سيد درويش وتغنى بها الملايين أيضا دون أن يعلموا أن مؤلفها هو يونس القاضى.
وأشار بهجت إلى أن في الكويت أيضا يعد الشاعر والمثقف العربى أحمد العدوانى واحدا من الذين ساهموا في تشكيل الوعى والمعرفة ليس في الكويت وحدها ولكن في الوطن العربى بأسره وهو من صاغ النشيد الوطنى لدولة الكويت.

أدار الندوة الشاعر عبد المنعم سالم الذي قدم الرائدة الإذاعية والإعلامية الكويتية أمل عبد الله والتي تحدثت عن النشيد الوطنى الكويتى وذكرت أنه قبل عام 1978 لم يكن هناك نشيد وطني بالكويت إذ كان هناك السلام الأميرى، والذي هو عبارة عن مجموعة مارشات عسكرية تم توليفها كى تعزف كسلام أميرى منذ عام 1951 مع بداية حكم الشيخ عبد الله السالم.
وأضافت إنه في عام 1973 تم تأسيس المجلس الوطنى للثقافة والفنون والأداب وأوكلت لهذا المجلس مهمة إيجاد نشيد وطنى وفق مقاييس عصرية، وتم تشكيل لجنة لهذا الغرض في عام 1975 وأقيمت مسابقة أسفرت عن عرض 78 نصا على لجنة مكونة من الشيخ سعد العبد الله والشيخ نواف وأحمد البشر الرومى وعبد العزيز العتيبى وعبد الرزاق البصير، ويوسف السيسى ورتيبة الحفنى مع رئيس موسيقى الجيش ورئيس موسيقى الشرطة، ولكن اللجنة رأت أنه لا يوجد بين تلك النصوص ما يصلح لأن يكون نشيدا وطنيا.
وأشارت عبد الله إلى أن مجلس الوزراء قرر اعتماد كلمات أغنية الشاعر أحمد العدوانى "يا دارنا يا دار" التي كتبها لأم كلثوم ولحنها رياض السنباطى ولم ينجح هذا الاقتراح، وتم تكليف الشاعر أحمد العدوانى بتأليف نص للنشيد الوطنى الكويتى وكان هذا في عام 1977.
وأوضحت أن النص الذي كتبه أحمد العدوانى تم تنظيم مسابقة لتلحينه واشترك بها 21 ملحنا وفى النهاية تم الاستقرار على لحن لإبراهيم الصولة وتم اعتماد النشيد الوطنى والسلام الأميرى وتم استخدامة مع بداية حكم الشيخ جابر الأحمد.

وقالت الإذاعية أمل عبد الله إن الشاعر أحمد العدوانى له الكثير من الاسهامات في الحياة الثقافية الكويتية والعربية وله العديد من الإنجازات التي أثرت في وجدان الكويتيين والعرب.
وقال الدكتور محمد عليم إن نشيد وطنى لمصر ظهر عام 1923 وتم العمل به حتى عام 1936 وهو نشيد "اسلمى يا مصر "؛ كتبه مصطفى صادق الرافعى، ولحنه صفر على، لافتا إلى أنه قبل هذا النشيد كان هناك ما يسمى بالسلام الملكى والذي استخدم منذ عام 1869 في عهد الخديوى إسماعيل الذي طلب من الموسيقار الإيطالى فيردي تأليفه.
وقال عليم إن مصر بعد ثورة 1952 استخدمت "نشيد الحرية"؛ من تأليف كامل الشناوى وتلحين الموسيقار محمد عبد الوهاب، وقد استخدم جزء منه في نشيد "الجمهورية العربية المتحدة" التي جسدت الوحدة بين مصر وسوريا.
وأوضح أنه في عام 1960 تم استبدال النشيد الوطنى المصرى ووقع الاختيار على نشيد "والله زمان يا سلاحي" وتم استخدامه حتى عام 1979 حيث بدأ استخدام النشيد الحالي "بلادي بلادي"، وهو من كلمات الشيخ يونس القاضى ولحن فنان الشعب سيد درويش، لافتا إلى أنه تم تغيير بعض الكلمات من نص الشيخ يونس القاضى وأعاد الموسيقار محمد عبد الوهاب توزيع اللحن في عام 1982.
وتحدث عليم عن الشيخ يونس القاضى باعتباره من الرواد الذين أثروا في الحركة الثقافية في بداية القرن الماضى، وانه عرف كزجال، وقد بدأ حياته صحفيا في جريدة "المؤيد"، ثم "اللواء"، وانه كتب العديد من المؤلفات ما بين الأغنيات التي تغنى بها معظم المطربين ومنهم سيد درويش وعبد الوهاب وام كلثوم، إضافة إلى الازجال والمسرحيات وأنه توفى في عام 1969 وكانت حقبة العشرينيات من القرن الماضى هي اخصب فترات عطائه الإبداعى ورغم أن نشيده يغنيه الملايين إلا أن الكثيرين منهم لا يعلمون أن مؤلف النص هو الشيخ يونس القاضى.