تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
تساؤلات حائرة سقطت على رأسي كالصاعقة وأنا أتابع ما نشره "الكاتب الصحفي" "الشيخ" تميم بن حمد آل ثاني، حاكم قطر، بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أمس مطالبًا بضرورة إنهاء حكم مستبدي الشرق الأوسط، والوقوف مع شباب ثورات الربيع العربي، معتبرا أن الحرب على الإرهاب، في بعض حالاتها، تتسبب في ترسيخ وضع حكام طغاة بالمنطقة.
ويكفي أن يعلم القارئ أن هذا المقال نشر في ذات اليوم المقرر لزيارة حاكم قطر الرسمية لأمريكا.. على سبيل تقديم فروض الولاء والطاعة والعمالة خصوصًا وأن الزيارة تأتي تحت شعار "التباحث في أبرز المستجدات بالمنطقة".
وبدأ حاكم قطر مقالته بهذه الكلمات: "عندما ألتقي بالرئيس أوباما اليوم في واشنطن، سأوصل إليه رسالة مباشرة مفادها: "ينبغي أن نعمل معا لسحب الشرق الأوسط من حافة الانهيار"، وهو ما يتطلب التزاما جريئا يستند على رؤية طويلة الأجل عن العدالة والأمن والسلام لكافة شعوب المنطقة.
ويكمل قائلًا: "نحن في قطر مستعدون لاتخاذ ما يلزم من أجل تحقيق تلك الرؤية.. ومن أجل تحقيق تلك الغاية، فإن علاقتنا الثنائية القوية ستوفر أساسا صلبا للتعاون بين الولايات المتحدة وقطر، في المنطقة وما وراءها.. وتعمقت علاقتنا الإستراتيجية بالفعل خلال السنوات الأخيرة، بالرغم من الاضطراب الإقليمي. وبالرغم من كون قطر حجر أساس للاستقرار في بحر من الفوضى، إلا أننا جزء لا يتجزأ من المنطقة، ونهتم، على نحو عميق برفاهيته.
وبقراءة بسيطة لهذه الاعترافات المخزية المضحكة نتصور شكل تميم وهو يقول أن قطر هي حجر أساس الاستقرار في بحر الفوضى.. حاول ألا تضحك من فضلك ولا تتفوه بأي لفظ أو صوت قبيح.. وأرجوكم خدوا بالكم جيدًا من توطيد العلاقات الثنائية والتي تذكرنا بالعلاقات الحميمية طبعا على حساب الوطن العربي.. وأن قطر مستعدة لاتخاذ ما يلزم لتحقيق تلك الرؤية، الأمريكية طبعًا.
وعندما نصل للفقرة الأخيرة من مقال حاكم قطر سندرك ما يتم التخطيط له لمنطقتنا في الأيام المقبلة حيث كتب يقول: "خلال السنوات الثلاث الماضية، وقف المجتمع الدولي مكتوفي الأيدي، بينما تُخسف بتطلعات شباب العالم العربي التواق للحرية والعدالة والأمن الاقتصادي عبر سياسات القوة التي تحقر من شأنها.. ولكن بالرغم من كل هذا التشاؤم الذي ولدته قوى العنف والقمع، ما زال شباب العالم العربي ثابتين، ملتزمين بتحقيق مستقبل أفضل، وتتواصل آمالهم من أجل شرق أوسط يحترم الكرامة الإنسانية، والعدالة.. لكن آمال هؤلاء الشباب لن تصمد إذا لم نفعل شيئا، حيث ينبغي أن نسترد ثقتهم وندعمهم عبر تجديد التزامنا بالقيم التي تظاهروا من أجلها في ثورات الربيع العربي".
ومن غير شك أن الرسالة واضحة دعوة صريحة للتدخل الأمريكي بل والدولي في المنطقة العربية على أن يتولى حاكم قطر دور "والي عكا" الخائن الذي سلم مفاتيح بلاده للأعداء.. وكما يحلم حاكم قطر فإن شباب العرب ينتظرون لحظة دخول المخلص والمنقذ الأمريكي لينتشلهم مما اسماه تميم، خائن أبيه، من الاستبداد.
والسؤال الذي يفرض نفسه حاليًا ماذا سيفعل الخليج العربي إزاء هذه الحالة القطرية التي تتأرجح ما بين نقض العهود والتحريض ضد بلاد العرب أجمعين.. وهل نتسامح أكثر من هذا.. وهل ينجح هذا التسامح في درأ المؤامرة ومواجهة التواطؤ.. فأخبرونا ماذا أنتم فاعلون؟.