تجرّدت من كل مشاعر الإنسانية، وقامت بالتعدى على طفلَى زوجها حتى الموت، ثم أشعلت النيران في جسديهما انتقامًا من زوجها بسبب معاملته السيئة ومعايرتها بعدم الخلفة ورفض تطليقها.
صرخات الطفل وشقيقته من كثرة الاعتداء عليهما بالعصا والخرطوم لم تشفع لهم حينما واصلت زوجة الأب الاعتداء عليهما لتعاقبهما على أشياء لم يقترفاها، فتحول الصغيران إلى ضحية صراع بين رجل وزوجته انتهى بتلك الجريمة البشعة.
تفاصيل حرق الطفل «بلال» ٧ سنوات وشقيقته «شهد» ٥ سنوات، اعترفت بها زوجة الأب «هدى.م» ٣٣ سنة ربة منزل، المتهمة أثناء التحقيق أمام اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة قائلة: «تزوجت منذ ١٥ سنة وكان عندى مشاكل في الإنجاب، وذهبت للأطباء كثيرًا؛ لكن لم يرزقنى الله بنعمة الإنجاب وتقبل زوجى ذلك الأمر، حتى قام بالزواج بسيدة أخرى أنجبت له «بلال وشهد».. وما لبث أن اندلعت الخلافات بينه وبين زوجته الجديدة وأدت لقيامه بتطليقها، ومن الطبيعى جاء بالطفلين ليعيشا معنا في الشقة، وكنت أعاملهما معاملة حسنة واعتبرتهما أولادى إللى ربنا ما رزقنيش بيهم».
وأضافت «هدى»: «استمرت الحياة بيننا وكانت تسير بصورة طبيعية، لكن زوجى رجل عصبى وكان يعاملنى معاملة سيئة ويضربنى دائمًا أمام أطفاله، حتى إنى طلبت منه الطلاق وكان يرفض دائمًا بشكل قاطع مع مواصلته إهانتى، حتى وصل الأمر لقيام ابنه «بلال» بتقليد والده فكان يمسك العصا ويحاول ضربى!!».
وعقب بكاء هستيرى ودموع غزيرة تكمل المتهمة قائلة: «استحملت الضرب والإهانة كثيرًا.. وكنت أقول لنفسى إن ضغوط الشغل تدفعه أن يكون عصبيًا، لكنه كان يضربنى كثيرًا، ولا يمر يوم إلا ويعتدى علىّ بالضرب أمام طفليه، ويحرضهما علىّ قائلًا لهما دى مش أمكم.. وفى يوم الواقعة قررت أحرق قلبه عليهما لأنه يفضلهما عنى، وبعد أن ذهب والدهم للعمل دخلت عليهما الغرفة وقمت بالاعتداء عليهما بالضرب المُبرح، وقتها لم أشعر بشىء وكانت دوافع الانتقام عندى كبيرة، وشعرت أنى أضرب أباهما، حتى تركتهما غارقين في دمائهما ولفظا أنفاسهما الأخيرة، ثم ذهبت للمطبخ وأحضرت جركن بنزين وأشعلت النار في جسديهما، وأثناء محاولتى الهروب من المنزل قام حارس العقار وزوجته بضبطى».
أما والد الطفلين الأب المكلوم فقال: «سبب المشاكل بينى وبين زوجتى أنها كانت تصر على طرد أولادى من الشقة، وكانت تعاملهما معاملة سيئة، ودائمًا يشتكيان منها بأنها تتأخر في عمل الطعام، إضافة إلى تعتديها عليهما بالضرب كثيرًا.. صبرت عليها ولم أطلقها؛ لكنها لم تُحسن العشرة حسبى الله ونعم الوكيل فيها ربنا ينتقم منها حرمتنى من أولادى».
ويضيف الأب بمرارة شديدة: «كنت أشعر بتصرفاتها تجاههما من نظراتهما، وعند إحضار العشاء كانا يأكلان بطريقة شرسة تؤكد أن زوجتى لم تطعمهما طوال اليوم نهائيًا.. وفى يوم الواقعة نشبت بينى وبينها مشاجرة، لأنها طلبت منى أن أقوم بإعادتهما إلى منزل أبى، وزاد رفضها لوجودهما في المنزل بعد أن علمت أنها حامل، وعندما خرجت للعمل تلقيت اتصالًا بعد ساعتين بوجود حريق في منزلى، وعندما توجهت وجدت المنزل محترقا، وقام أحد الجيران بالدخول إلى الشقة من إحدى نوافذ الشقق المجاورة لنا وقام بسحب أولادى لكنهما كانا ميتين من أثار التعذيب والضرب، ولم نجد زوجتى، وعلمت أن زوجة بواب العمارة أمسكت بها أثناء محاولتها الهروب».
وكان اللواء محمود فاروق مدير مباحث الجيزة، تلقى إخطارًا من الرائد «مروان مشرف» رئيس مباحث قسم شرطة الهرم، يفيد بنشوب حريق بشقة بمنطقة الهرم، أسفر عن تفحم طفلين، وأن وراء الحريق زوجة والدهما.
وبانتقال الرائد محمد مختار معاون قسم الهرم تم ضبط المتهمة واعترفت بجريمتها، وعللت حرقها الطفلين بسوء معاملة زوجها لها، فقررت الانتقام منه، وأمر اللواء كمال الدالى مدير أمن الجيزة بتحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي تولت التحقيقات.
من النسخة الورقية
