السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

"جون كيتس".. الرجل الذي ضاهى شكسبير

جون كيتس
جون كيتس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"الشاعر أقل الموضوعات شاعرية في هذا الوجود.. لأنه ليس له ذات".
قالها الرومانسي الإنجليزي الذي لم يعش طويلًا "كيتس"، الرجل الذي عاشت قصائده، ورغم إنتاجه المتميز، إلا أنه لم يحظ في حياته الا بالتجاهل والاحتقار من قبل النقاد والشعراء الآخرين، وكالعادة لم يعترف الجميع به إلا بعد وفاته.
ولد جون كيتس في مورجيت بالعاصمة البريطانية لندن في 31 أكتوبر عام 1795،كان والداه فقيران ولم يتحملا تكاليف المدارس الغالية، فأرسلاه في صيف 1803 لمدرسة قريبة من منزل جديه، قُتل أبوه الذي كان يعمل في تأجير الخيل والعناية بها، فتزوجت أمه بعد أسبوعين من موظف مصرفي، لكنها سرعان ما فرت منه تاركةً أطفالها الأربعة، لتظهر بعد خمسة أعوام محطمةً جائعة ينهشها مرض السل، الذي انزل لعنته على الأسرة ليقتل الأم وأخاها ثم أبناءها الواحد بعد الآخر، وهو نفسه الذي توفى جون بسببه فيما بعد.
ترك الدراسة وهو في السادسة عشرة للالتحاق كصبي عند أحد الأطباء المحليين فأظهر نجاحا لا بأس به، واجتاز امتحان الطب والصيدلة عام 1816، ولكنه سرعان ما قرر أن يهب حياته للشعر، ونشر أول قصيدة له "آهٍ أيتها العزلة"، والتي حاكى فيها الأسلوب الكلاسيكي، حيث أعجب بالإغريق والشعر الملحمي والأساطير، فوصل مرحلة من الإتقان الشعري قل نظيرها، حتى شبهه البعض فيما بعد بأنه كاد يصل لمكانة تصل للمرتبة التي وصل لها شكسبير.
"إن الشعر يُنقذنا من الانحطاط، أو قل إنه ينُقذ أسمى ما في الإنسان من الانحطاط والانحلال"..
على الرغم من حياته القصيرة، التي لم يمُارس فيها الشعر إلا خمسة أعوام، خُلّد اسم كيتس في التاريخ كواحد من أهم الشعراء الانجليز على مرّ العصور، رغم أنه لم ينل اهتمام النقاد، بل حظي بالتجاهل والاحتقار، لكنه استطاع بمقدرته الإبداعية أن يُسيطر على النظم في تلك الفترة بسبب نضج أفكاره وآرائه الشعرية، ورسائله التي نظّر فيها للشعر وخصائصه، ما جعله ظاهرة فريدة في تاريخ الأدب الإنجليزي، وكان كيتس حساسًا جدًا، ويعاني من القلق الوجودي، فكان شعره هو الملاذ الذي يُعزّي به نفسه، ويتنفس من خلاله الصعداء، وينطلق بعواطفه إلى الرومانسية.
"أيتها النجمة الساطعة، هل أستطيع أن أثبت مثلك في مدى وأستريح"..
تعرّف كيتس امرأة تدعى "فاني براون"، أحبها وتغنى بها في قصائد مؤلمة، ولكنه لم يستطع أن يتزوجها، فنشر قصيدته الرائعة "المرأة الجميلة بلا شفقة"، التي يتحسر فيها على المرأة التي أحبها ولم يستطع أن يتزوجها، وشهدت الأشهر الأولى من عام 1821 تراجعًا طفيفًا في المرحلة الأخيرة من إصابته بالسل، وبدأ بالسعال دمًا والعرق، وكان يبكي أحيانًا حين يستيقظ من نومه ويجد أنه مازال على قيد الحياة.
توفي جون كيتس في روما يوم 23 فبراير 1821، ودفن في مقابر البروتستانت وكان طلبه الأخير أن يُدفن تحت شاهد قبر لا يحمل أي اسم أو تاريخ، أوصى فقط بأن توضع جملة "وهنا يقبع شخص اسمه مكتوب على الماء".