الإثنين 21 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

الباحث ربيع سكر يعيد اكتشاف المفكر محمد لطفي جمعة

الباحث ربيع سكر يعيد
الباحث ربيع سكر يعيد اكتشاف المفكر محمد لطفي جمعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صدر حديثًا كتاب "المفكر الموسوعي محمد لطفي جمعة، حياته وآراؤه الإصلاحية ومعاركه الفكرية" عن مكتبة الآداب بالقاهرة، من تأليف الكاتب والباحث ربيع إبراهيم سكر.
ويعيد اكتشاف رائد من رواد العمل الوطني والتنويري والإصلاحي المجهولي، رغم كونه أحد أعلام النهضة المصرية في النصف الأول من القرن العشرين، وكان نصيبه النسيان بعد رحيله ولا يعرفه الكثيرون من أبناء الأجيال الحالية، هو الأديب والسياسي والمحامي الراحل محمد لطفي جمعة، من المفكرين الكبار الذين تفخر بهم مصر لدورهم في بناء النهضة العربية والمقاومة الثقافية للاستعمار.
وشارك في عقد المؤتمرات الوطنية لنصرة القضية المصرية في أوربا بالتعاون مع محمد فريد والحزب الوطني في بروكسيل وباريس وجنيف 1909 و1910 و1911.
وتم اختيار جمعة عضوا في لجنة المصالحة بين ملك السعودية وإمام اليمن عام 1934 / 1353 هـ. ولطفي جمعة هو صاحب أول مجموعة قصصية مصرية، وهي (في بيوت الناس) سنة 1904 وأول رواية هي ( في وادي الهموم ) سنة 1905 م وأول من دعا في كتابه ( حياة الشرق ) عام 1932 إلى حوار الحضارات بين الشرق والغرب، ونادي بمجانية التعليم في جريدة البلاغ في 13/5/1930 ودعا إلى الإصلاح الزراعي وإلغاء الطبقية في مصر قبل ثورة يوليو 1952.
وتم تدريس مؤلفات لطفي جمعة بالمدارس والجامعات، مثل كتاب الشهاب الراصد الذي درسته كلية دار العلوم ورواية الكنز الدفين المترجمة التي قررتها وزارة المعارف عام 1920 على طلبة المدارس الثانوية المصرية، وتمت ترجمة كتابه تاريخ فلاسفة الإسلام إلى اللغة الصينية وفي عام 1932 تم اختياره عضوًا في المجمع العلمي بدمشق واختياره عضوا في مجمع الخالدين بنيويورك لمدة 99 سنة في يونيو 1909.
وكان لطفي جمعة ترافع في مجموعة من أشهر القضايا السياسية والشعبية التي عرفها المجتمع المصري آن ذاك، ومنها قضية مقتل السردار لي ستاك وقضية القنابل في عام 1932 وقضية مقتل أمين عثمان مترافعًا بين آخرين عن أحمد وسيم خالد والرئيس الراحل محمد أنور السادات.
وجمعة له أكثر من 40 كتابا ومئات المقالات في الصحف والدوريات المصرية والعربية، ونادي في مقالاته بمجانية التعليم في 1930 ودعا إلى عدم انفراد الزوج بالطلاق وطالب بتشريع لتقييد تعد الزوجات، وطالب في 1933 بإقامة نصب تذكاري للجندي المجهول ودعا في 1923 بتخصيص قضاة للجنائي وغيرهم للمدني ونادي بتزيين قاعات المحاكم بالميزان رمز القضاء المدني والسيف رمز القضاء الجنائي دلالة على العدل مع الآيات القرآنية بدلا من عبارة العدل أساس الملك، وكان أول من نادى بإنشاء نقابة للمسرحيين في عام 1916 ودعا إلى إنشاء وزارة للفنون الجميلة، وطالب بإنشاء متحف اجتماعي على غرار المتاحف الاجتماعية في أوروبا.
واعترف أعلام المفكرين بمكانة لطفي جمعة في حياته وكانوا يخاطبونه بأعظم الألقاب، فكان الشيخ محمد عبده يخاطبه بـ"النابغة الفاضل"، والزعيم التونسي عبد العزيز الثعالبي بـ "العلامة"، والشيخ مصطفى عبد الرازق بـ(سيدي العالم الجليل والأديب الكبير).
ومن المعلومات الطريفة في الكتاب أن لطفي جمعة هو أخ في الرضاعة للموسيقار المصري المعروف الشيخ سيد درويش.. حيث قامت السيدة ملوك بنت عيد والدة درويش بإرضاع جمعة، ويحكي الكتاب قصة الرسالة التي تلقاها لطفي جمعة من عباس محمود العقاد الذي كان في بدايات حياته.
وتؤكد مكانة جمعة في أوائل القرن العشرين وبدايات النهضة المصرية، وأنه كان من رموز تلك المرحلة بدليل أن "العقاد" لجأ إليه طلبا للمساعدة وكتب الكاتب المصري الراحل أنيس منصور مقالا عن تلك الرسالة تحت عنوان "عار علينا ألا يجد العقاد طعامًا! ويأتي صدور الكتاب مع ذكرى مرور 118 عاما على ميلاد لطفي جمعة حيث ولد في 18 يناير 1886 م ووفاته كانت في 15 يونيو عام 1953 م، والكتاب مكون من 157 صفحة وجاء في ستة أبواب، الأول عن حياته وعصره ومدرسته الفكرية، والثاني يضم آراءه في قضايا العقيدة، والثالث عن آراءه الفلسفية، والرابع عن الجانب الإصلاحي الرابع ؛ والخامس عن المعارك الفكرية له مع د. منصور فهمي في عام 1913 بسبب رسالته للدكتوراه ( حالة المرأة في التقاليد الإسلامية وتطورها)، وفى عام 1926 أمام د.طه حسين عندما أصدر كتابه ( في الشعر الجاهلي)، وقد جمع "جمعة " هذه الردود في كتابه ( الشهاب الراصد )، ورده على (عبد العزيز فهمى) عندما أصدر في عام 1944 كتابه (الحروف اللاتينية لكتابه العربية).
وتناول المؤلف موقف لطفي جمعة من المستشرقين ومن المذاهب الفكرية والأديان وفي الباب السادس تناول موقف جمعة من المذاهب الفكرية والأديان، فتناول آراءه في المذاهب الفكرية، مثل: الدارونية، الدهرية، والبهائية. وآراءه في الأديان ومقارنته بينها. وختم المؤلف الكتاب بأبرز ما توصل إليه من نتائج حول آراء ومواقف لطفي جمعة والمنابع والشخصيات التي تأثر بها.
والكتاب كان في الأصل مشروع خطة رسالة الماجستير التي أعدها المؤلف في 2003 لتقديمه إلى قسم الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وحصل على موافقة القسم ومجلس الكلية إلا أن ظروفا من بينها العمل بالصحافة حالت دون إتمامه لرحلة تسجيل الرسالة في مراحلها الأولى.
والمؤلف صدر له من قبل كتاب "معارك إسلامية خالدة من غزوة بدر إلى نصر أكتوبر ١٩٧٣" عن دار مكتبة جزيرة الورد بالقاهرة.