بقول واحد ، نحن نشتبك- الآن- في حرب حقيقية في السماء وعلي الأرض الليبيتين مع النتائج الكارثية لتفكيك وتدمير الدولة الليبية في فبراير ومارس 2011.
أمامنا- اليوم- أربعة عناصر تمثل تقدير لمواقف القوي الغربية المختلفة المتعاملة مع ملف ليبيا هي:
• أولاً: من مصلحة الغرب ألا تُدمر الجماعات الإرهابية التي يستخدمها ذلك الغرب في تحقيق أهدافه بالشرق الأوسط سواء كانت تدمير أو تطويع دول المنطقة وأنظمتها.
• ثانياً: من مصلحة ذلك الغرب عدم استفزاز الجماعات الإرهابية لكيلا تنقل نشاطها إلي أوروبا، وهو ما لوحت به- فعلاً- في بيانها الإجرامي (رسالة الدماء إلي الأمة الصليبية من علي شاطئ ولاية طرابلس) قبيل إعدامها 21 مصرياً مسيحياً في عمل تراجيدي بشع.
• ثالثاً: الغرب لا يريد الإعتراف بخطئه في تدمير القذافي وصدام، لأنه اتكأ علي صورة ذهنية نمطية بناها وهندسها للنظامين وهي أن كليهما (تسلطي) (استبدادي) (شرير) (فاسد) (متخلف)، وقد تكون بعض تلك العناصر صحيحة وربما كلها، ولكن غرض الغرب- قطعاً- لم يك تدميرها جراء إلتصاقها بتلك الصفات، وإنما أراد سحقها لأنها نموذج للدول (الوطنية) ذات الأصول (العسكرية) التي لا تمتنع- في كثير من الأحيان عن (العداء للغرب)، وتقف في كثير من الأحيان لحماية (المصالح الوطنية)!
الغرب لا يريد الاعتراف بالخطأ الذي أفضى إلي فوضى عارمة في العراق أو سوربا أو اليمن أو ليبيا، والتي كانت مقدرة لمصر وربما مصر بالذات.
الغرب لا يريد الإقرار بأن ما فعله أدي إلي تحرك الجماعات الإسلامية المتطرفة علي أرضية من الخلاء الذي خلفته عملية إنهيار النظم التي كانت قائمة.
صارت تلك البلاد حاضنات لأشكال جديدة من التنظيمات تتوالد وتتكاثر علي نحو مذهل وتمثل خطراً علي (مجال) ظهورها لا يقتصر علي (حدود) ظهورها، وبات علي الغرب أن يتعامل مع تلك التنظيمات بمستويين أحدهما هو الإستخدام ضد الدول الوطنية المحيطة بهم، والثاني هو توخي خطر تمدد عمليات تلك التنظيمات إلي أوروبا وبالذات مع مناخ الإستقطاب الطائفي الكبير فيها.
• رابعاً: أول الأطراف المستفيدة من كل ما جري هو إسرائيل لأنه نجح في (تحييد) كل العدائيات التي تحوطه في دول عربية وطنية يتعارض وجودها قوية مع (الأمن) بالمفهوم الإسرائيلي.
• خامساً: والإخوان- كذلك- طرف مستفيد لأن استشراء وجود الجماعات الإرهابية يجعل محاولة حشرهم في العملية السياسية بأي من بلدان خضعت لوجود تلك التشكيلات فيها أسهل.
الإخوان في ليبيا- بالذات- طرف مستفيد من وجود الإرهاب لأته الطرف الذي يسمح لهم بالوجود والمطالبة بأن يكونوا جزءاً من السلطة، إذ ينادي برناردينو ليون مبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة بأن تكون الحكومة إئتلافية بين القوي الوطنية الشرعية ذات البرلمان المنتخب، وبين الإخوان والإرهابيين الموجودين في الغرب (طرابلس) في عدد من المنظمات سواء (أنصار الشريعة) أو (داعش) وغيرها، وهي ذات المنظمات التي أرسلت سفينة محملة بالأسلحة إلي الشواطئ المصرية لتهريبها إلي معتصمي الإخوان في ميداني رابعة والنهضة قبلما يتم فض الإعتصام في 14 أغسطس 2013 ولكن القوات المسلحة وخفر السواحل المصريين أمسكا بها، وهذه المجموعات- أيضاً- هي التي التقي خيرت الشاطر زعماءها في زيارته السرية إلي مصراته قبل سقوط حكم الإخوان، والتي كان يحاول- خلالها- تأمين نقل الأسلحة عبر الحدود إلي مصر، وكذلك الأفراد المقاتلين، وإضافة إلي كل ذلك فقد ظهر جلياً أن حادث الفرافرة الذي راح ضحيته 22 ضابطاً وجندياً كان نتاج تخطيط أجنبي (هو تخطيط تلك التشكيلات الدينية ذات الصلة بالإخوان في ليبيا).
..............................................
كل تلك الأوضاع هي نتاج عملية تفكيك الدولة الليبية في فبراير ومارس 2011 وقد جري ذلك السيناريو كالآتي:
• حدث اجتماع في الجامعة العربية في أواخر فبراير، وحركت بعض الدول العربية الأوضاع (لأسباب مختلفة ضمتها عدم وضوح الرؤية أحياناً) القرار العربي نحو الإحالة من المنظمة الإقليمية إلي المنظمة الدولية (الأمم المتحدة)، إلا أن وزير الخارجية المصري وقتها أحمد أبو الغيط رفض وكما ورد في مذكراته (شهادتي) وبالذات في فصلها الأخير (الـ 45 يوماً الأخيرة)، إذ أن اعتقاداً سكن ضمير الوزير المصري بأن معمر القذافي ليس من السهل القضاء عليه، كما خشي الاإنتقام من المصريين في ليبيا بخاصة أن سيف الإسلام (نجل القذافي) كرر أن هناك عناصر مصرية وسط الثائرين والمتمردين علي أبيه.
اعترض أبو الغيط علي إحالة الملف الليبي من الجامعة العربية إلي مجلس الأمن، إلا أن الوقت لم يمهله حين أقيلت الحكومة، وجاءت بعدها حكومة عصام شرف العجيبة التي كان نبيل العربي وزيراً للخارجية فيها، والذي سارع إلي المصادقة والبصم علي الإحالة حين وجد قطر من أكبر مؤيدي نقل الملف إلي محلب الأمن.
• وبموافقة الجامعة العربية علي الإحالة، بدأ مجلس الأمن دراسة الملف، وبدأ بفرض منطقة حظر جوي No Fly Zone، ومن خلالها تتم السيطرة أي دولة بالعقاب الدولي، لأنها تعني منع استخدام تلك الدولة لطيرانها، أو تجريدها من أدوات الضبط الوطنية علي الحدود والسيادة .. وقد انخدع الروس بفكرة منطقة حظر الطيران لأنهم لم يتصوروا إلام سوف تتطور بعد ذلك.
• كان هناك تحالف دولي يعمل في ليبيا- في هذا الإطار- وضم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والإمارات والأردن وقطر، ولكن بعضها فوجئ بتحول المواجهة مع النظام الليبي من (حظر الطيران) إلي قطع الامداد والتدمير Interdiction، وهو تحول نوعي خطير لأنه يعني فتح الباب أمام ضرب الجيش الليبي وبما أطلق انكشارية الإرهاب وجماعاته في ليبيا وبما يساعد علي تقسيم الدولة وتشظيبها.
هنا- بالضبط- فزع الروس وأحسوا أنهم استدرجوا إلي عملية قذرة وخطيرة، فانسحبوا من ذلك التجمع الدولي، على حين تراجعت الإمارات والأردن حين تيقنتا من أن قطر تدعم التشكيلات الإسلامية التي استشعرت بعد ضرب الجيش الليبي وتفكيك الدولة.
• رجلان قادا مصر والمنطقة إلي تلك الحارة السد.
الصديق عمرو موسي، الذي أراد- لأسباب شخصية جداً- تسويق نفسه عند من يُسمون الثوار أو أعضاء مجالس الحكماء والائتلافات الثورية والتنسيقيات وكل ذلك القرف الأزلي.
ونبيل العربي الذي سار وراء إرادة قطر كمن ندهته النداهة، وحين حاول تبرير ذلك صار يتحدث عن أنه تبع ما أملته عليه طبيعته الليبرالية أو المثالية .. إلا أنها- في تقديري- كانت قطر أولاً وقطر أخيراً.
لم ير عمرو موسي أو نبيل العربي الأخطار التي ستحدث في ليبيا جراء تفكيك الدولة وانعكاساتها علي المصريين في ليبيا أو علي الأمن القومي المصري بعامة.
لم يدرك عمرو موسي أو نبيل العربي عواقب تدمير السلطة المركزية في دولة حُكمت- لعقود طويلة قبل القذافي- بطريقة لا مركزية.
قالت هيلاري كلينتون في مذكراتها (خيارات صعبة) أن عمرو موسي كان "يطلعنا" علي قرارات الجامعة العربية بشكل مباشر، واحتفلت قطر أكثر من مرة بنبيل العربي، وضمن ذلك دعمها له كي يصير أميناً للجامعة العربية (وياله من احتفال) الأمر الذي اقتضي منه إظهار- مبالغ فيه- للعرفان تجلي في عديد مواقف!
• اليوم- ربما- يستطيع نبيل العربي أن يتدارك بعض الكوارث التي تسبب فيها حين ساعد في تفكيك الدولة الليبية لما كان وزيراً للخارجية، وبعد أن كاد يكرر المصيبة- باصرار وإمعان- في سوريا حين بات أميناً للجامعة العربية. عليه أن يساعد عمل وزير الخارجية المحترم سامح شكري، الموجود في نيويورك فيقدم له هدية هي(تأييد المنظمة الإقليمية تؤيد مصر وتعطيها للشرعية العمل علي الأرض الليبية لحماية أبنائها)، وعلي نبيل العربي أن يطالب المنظمة الدولية العربية بالتوقف هي ومبعوثها عن محاولة حشر الإرهاب في العملية السياسية الليبية، وذلك عن طريق الفكرة الخرقاء التي تقوم علي إجراء مفاوضات مع الإرهابيين في طرابلس ومجلسهم التشريعي المزعوم، والميليشيات وتشكيلات الإرهاب لتدمجهم في تشكيل الحكومة بحيث يقفون- رأساً برأس- مع القوى المنتخبة والشرعية.
فهل يستطيع نبيل العربي أن يكون قوياً ويقنع المنظمة الدولية بعبثية منهجها في التعامل مع الملف الليبي والذي سيمنح الإرهاب وجوداً يتهدد مصر كما يتهدد ليبيا، وهل يستطيع أن يدخل ذلك المعني في دماغ ليوناردينو ليون مبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة إلي ليبيا؟
عله يستطيع .. عله يستطيع ولكنه ينتظر- أولاً- أن ترضى قطر وتسمح!
أمامنا- اليوم- أربعة عناصر تمثل تقدير لمواقف القوي الغربية المختلفة المتعاملة مع ملف ليبيا هي:
• أولاً: من مصلحة الغرب ألا تُدمر الجماعات الإرهابية التي يستخدمها ذلك الغرب في تحقيق أهدافه بالشرق الأوسط سواء كانت تدمير أو تطويع دول المنطقة وأنظمتها.
• ثانياً: من مصلحة ذلك الغرب عدم استفزاز الجماعات الإرهابية لكيلا تنقل نشاطها إلي أوروبا، وهو ما لوحت به- فعلاً- في بيانها الإجرامي (رسالة الدماء إلي الأمة الصليبية من علي شاطئ ولاية طرابلس) قبيل إعدامها 21 مصرياً مسيحياً في عمل تراجيدي بشع.
• ثالثاً: الغرب لا يريد الإعتراف بخطئه في تدمير القذافي وصدام، لأنه اتكأ علي صورة ذهنية نمطية بناها وهندسها للنظامين وهي أن كليهما (تسلطي) (استبدادي) (شرير) (فاسد) (متخلف)، وقد تكون بعض تلك العناصر صحيحة وربما كلها، ولكن غرض الغرب- قطعاً- لم يك تدميرها جراء إلتصاقها بتلك الصفات، وإنما أراد سحقها لأنها نموذج للدول (الوطنية) ذات الأصول (العسكرية) التي لا تمتنع- في كثير من الأحيان عن (العداء للغرب)، وتقف في كثير من الأحيان لحماية (المصالح الوطنية)!
الغرب لا يريد الاعتراف بالخطأ الذي أفضى إلي فوضى عارمة في العراق أو سوربا أو اليمن أو ليبيا، والتي كانت مقدرة لمصر وربما مصر بالذات.
الغرب لا يريد الإقرار بأن ما فعله أدي إلي تحرك الجماعات الإسلامية المتطرفة علي أرضية من الخلاء الذي خلفته عملية إنهيار النظم التي كانت قائمة.
صارت تلك البلاد حاضنات لأشكال جديدة من التنظيمات تتوالد وتتكاثر علي نحو مذهل وتمثل خطراً علي (مجال) ظهورها لا يقتصر علي (حدود) ظهورها، وبات علي الغرب أن يتعامل مع تلك التنظيمات بمستويين أحدهما هو الإستخدام ضد الدول الوطنية المحيطة بهم، والثاني هو توخي خطر تمدد عمليات تلك التنظيمات إلي أوروبا وبالذات مع مناخ الإستقطاب الطائفي الكبير فيها.
• رابعاً: أول الأطراف المستفيدة من كل ما جري هو إسرائيل لأنه نجح في (تحييد) كل العدائيات التي تحوطه في دول عربية وطنية يتعارض وجودها قوية مع (الأمن) بالمفهوم الإسرائيلي.
• خامساً: والإخوان- كذلك- طرف مستفيد لأن استشراء وجود الجماعات الإرهابية يجعل محاولة حشرهم في العملية السياسية بأي من بلدان خضعت لوجود تلك التشكيلات فيها أسهل.
الإخوان في ليبيا- بالذات- طرف مستفيد من وجود الإرهاب لأته الطرف الذي يسمح لهم بالوجود والمطالبة بأن يكونوا جزءاً من السلطة، إذ ينادي برناردينو ليون مبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة بأن تكون الحكومة إئتلافية بين القوي الوطنية الشرعية ذات البرلمان المنتخب، وبين الإخوان والإرهابيين الموجودين في الغرب (طرابلس) في عدد من المنظمات سواء (أنصار الشريعة) أو (داعش) وغيرها، وهي ذات المنظمات التي أرسلت سفينة محملة بالأسلحة إلي الشواطئ المصرية لتهريبها إلي معتصمي الإخوان في ميداني رابعة والنهضة قبلما يتم فض الإعتصام في 14 أغسطس 2013 ولكن القوات المسلحة وخفر السواحل المصريين أمسكا بها، وهذه المجموعات- أيضاً- هي التي التقي خيرت الشاطر زعماءها في زيارته السرية إلي مصراته قبل سقوط حكم الإخوان، والتي كان يحاول- خلالها- تأمين نقل الأسلحة عبر الحدود إلي مصر، وكذلك الأفراد المقاتلين، وإضافة إلي كل ذلك فقد ظهر جلياً أن حادث الفرافرة الذي راح ضحيته 22 ضابطاً وجندياً كان نتاج تخطيط أجنبي (هو تخطيط تلك التشكيلات الدينية ذات الصلة بالإخوان في ليبيا).
..............................................
كل تلك الأوضاع هي نتاج عملية تفكيك الدولة الليبية في فبراير ومارس 2011 وقد جري ذلك السيناريو كالآتي:
• حدث اجتماع في الجامعة العربية في أواخر فبراير، وحركت بعض الدول العربية الأوضاع (لأسباب مختلفة ضمتها عدم وضوح الرؤية أحياناً) القرار العربي نحو الإحالة من المنظمة الإقليمية إلي المنظمة الدولية (الأمم المتحدة)، إلا أن وزير الخارجية المصري وقتها أحمد أبو الغيط رفض وكما ورد في مذكراته (شهادتي) وبالذات في فصلها الأخير (الـ 45 يوماً الأخيرة)، إذ أن اعتقاداً سكن ضمير الوزير المصري بأن معمر القذافي ليس من السهل القضاء عليه، كما خشي الاإنتقام من المصريين في ليبيا بخاصة أن سيف الإسلام (نجل القذافي) كرر أن هناك عناصر مصرية وسط الثائرين والمتمردين علي أبيه.
اعترض أبو الغيط علي إحالة الملف الليبي من الجامعة العربية إلي مجلس الأمن، إلا أن الوقت لم يمهله حين أقيلت الحكومة، وجاءت بعدها حكومة عصام شرف العجيبة التي كان نبيل العربي وزيراً للخارجية فيها، والذي سارع إلي المصادقة والبصم علي الإحالة حين وجد قطر من أكبر مؤيدي نقل الملف إلي محلب الأمن.
• وبموافقة الجامعة العربية علي الإحالة، بدأ مجلس الأمن دراسة الملف، وبدأ بفرض منطقة حظر جوي No Fly Zone، ومن خلالها تتم السيطرة أي دولة بالعقاب الدولي، لأنها تعني منع استخدام تلك الدولة لطيرانها، أو تجريدها من أدوات الضبط الوطنية علي الحدود والسيادة .. وقد انخدع الروس بفكرة منطقة حظر الطيران لأنهم لم يتصوروا إلام سوف تتطور بعد ذلك.
• كان هناك تحالف دولي يعمل في ليبيا- في هذا الإطار- وضم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والإمارات والأردن وقطر، ولكن بعضها فوجئ بتحول المواجهة مع النظام الليبي من (حظر الطيران) إلي قطع الامداد والتدمير Interdiction، وهو تحول نوعي خطير لأنه يعني فتح الباب أمام ضرب الجيش الليبي وبما أطلق انكشارية الإرهاب وجماعاته في ليبيا وبما يساعد علي تقسيم الدولة وتشظيبها.
هنا- بالضبط- فزع الروس وأحسوا أنهم استدرجوا إلي عملية قذرة وخطيرة، فانسحبوا من ذلك التجمع الدولي، على حين تراجعت الإمارات والأردن حين تيقنتا من أن قطر تدعم التشكيلات الإسلامية التي استشعرت بعد ضرب الجيش الليبي وتفكيك الدولة.
• رجلان قادا مصر والمنطقة إلي تلك الحارة السد.
الصديق عمرو موسي، الذي أراد- لأسباب شخصية جداً- تسويق نفسه عند من يُسمون الثوار أو أعضاء مجالس الحكماء والائتلافات الثورية والتنسيقيات وكل ذلك القرف الأزلي.
ونبيل العربي الذي سار وراء إرادة قطر كمن ندهته النداهة، وحين حاول تبرير ذلك صار يتحدث عن أنه تبع ما أملته عليه طبيعته الليبرالية أو المثالية .. إلا أنها- في تقديري- كانت قطر أولاً وقطر أخيراً.
لم ير عمرو موسي أو نبيل العربي الأخطار التي ستحدث في ليبيا جراء تفكيك الدولة وانعكاساتها علي المصريين في ليبيا أو علي الأمن القومي المصري بعامة.
لم يدرك عمرو موسي أو نبيل العربي عواقب تدمير السلطة المركزية في دولة حُكمت- لعقود طويلة قبل القذافي- بطريقة لا مركزية.
قالت هيلاري كلينتون في مذكراتها (خيارات صعبة) أن عمرو موسي كان "يطلعنا" علي قرارات الجامعة العربية بشكل مباشر، واحتفلت قطر أكثر من مرة بنبيل العربي، وضمن ذلك دعمها له كي يصير أميناً للجامعة العربية (وياله من احتفال) الأمر الذي اقتضي منه إظهار- مبالغ فيه- للعرفان تجلي في عديد مواقف!
• اليوم- ربما- يستطيع نبيل العربي أن يتدارك بعض الكوارث التي تسبب فيها حين ساعد في تفكيك الدولة الليبية لما كان وزيراً للخارجية، وبعد أن كاد يكرر المصيبة- باصرار وإمعان- في سوريا حين بات أميناً للجامعة العربية. عليه أن يساعد عمل وزير الخارجية المحترم سامح شكري، الموجود في نيويورك فيقدم له هدية هي(تأييد المنظمة الإقليمية تؤيد مصر وتعطيها للشرعية العمل علي الأرض الليبية لحماية أبنائها)، وعلي نبيل العربي أن يطالب المنظمة الدولية العربية بالتوقف هي ومبعوثها عن محاولة حشر الإرهاب في العملية السياسية الليبية، وذلك عن طريق الفكرة الخرقاء التي تقوم علي إجراء مفاوضات مع الإرهابيين في طرابلس ومجلسهم التشريعي المزعوم، والميليشيات وتشكيلات الإرهاب لتدمجهم في تشكيل الحكومة بحيث يقفون- رأساً برأس- مع القوى المنتخبة والشرعية.
فهل يستطيع نبيل العربي أن يكون قوياً ويقنع المنظمة الدولية بعبثية منهجها في التعامل مع الملف الليبي والذي سيمنح الإرهاب وجوداً يتهدد مصر كما يتهدد ليبيا، وهل يستطيع أن يدخل ذلك المعني في دماغ ليوناردينو ليون مبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة إلي ليبيا؟
عله يستطيع .. عله يستطيع ولكنه ينتظر- أولاً- أن ترضى قطر وتسمح!