الخميس 27 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

رسالة من طهران إلى "موزة": احرقوا القاهرة.. واقتلوا "طنطاوي"

الشيخة موزة
الشيخة موزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تكشف تعاون حمد مع الإخوان قبل وصولهم للحكم
إيران ستنتصر وسنجعل من «حمد» وزوجاته عبيدا لنا

هذه تقريبًا من أخطر الأوراق التي حصلنا عليها من داخل مكتب الشيخة موزة، إن لم تكن أخطرها على الإطلاق، لأنها ببساطة تكشف أن الشيخة التي تتدعى أنها تهتم فقط بالأعمال الخيرية، وتحاول نشر التعليم والثقافة في دول العالم المختلفة، متورطة في كل ما يدور في المنطقة، بل قد تكون راعية أساسية ومخططة لكل ما يجرى على الأرض.
من بين فلسفة الحكم في قطر أن الدويلة الصغيرة تقوم على التحالفات مع الأضداد، فهى ترمى بنفسها في حضن الخليج، وفى الوقت نفسه لا تحرم نفسها من دفء إيران، تفتح ذراعيها لحماس ورجالها، وفى الوقت ذاته الخط الساخن واصل وموصول مع إسرائيل، تنشر الفوضى بمصر في معاندة صريحة وواضحة مع السعودية، وتتفق معها على قتال نظام بشار الأسد وإسقاطه في سوريا. ولذلك لم يكن غريبا على الإطلاق أن تكون هناك مراسلات بين قطر ممثلة في الديوان الأميرى وإيران، لكن الغريب أن تكون هناك اتصالات ومراسلات بين جهات إيرانية والشيخة موزة، فهذا ما يلفت الانتباه بشدة.
الرسالة تاريخها بالتحديد ١٠ يونيو، ووقتها لم تكن الانتخابات الرئاسية في مصر قد انتهت، ولم يكن معلومًا من سيكون رئيس مصر المقبل، ولكن فيما يبدو كانت جهات خارجية عديدة تعرف وعلى وجه الدقة أن محمد مرسي سيكون رئيس مصر القادم.
مصدر الرسالة مدينة إيران، ويبدو أنها وصلت إلى مكتب الشيخة موزة على خلفية الصراع الدائر في المنطقة، والذي تورطت فيه إيران لصالح بشار الأسد، والذي أعلن أمير قطر الشيخ حمد، أن المعركة معه حياة أو موت.
دخلت الرسالة الإيرانية التي تعرف الشيخة موزة الجهة التي وصلتها منها جيدا إلى ساحات محددة ونقاط واضحة وهى:
أولا: إيران ستنتصر في حربها في النهاية، ولن يحول أحد بينها وبين تحقيقها لأهدافها، ووقتها سيصبح «حمد» وزوجاته عبيدا لإيران، وهو ما يشير إلى أن الرسالة لم تكن للتفاهم ولكن للتهديد، فموزة التي تلقت الرسالة هي في النهاية واحدة من زوجات حمد، وحتما كانت إيران تريد أن تضع أمامها المخاطر التي تواجهها وتواجه زوجها في حال الاستمرار في العمل لإسقاط بشار الأسد.
ثانيا: تشير الرسالة إلى أن إيران كانت تعرف جيدا ما الذي يقوم به حمد بن خليفة في التعاون والتنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين، من أجل مساعدتهم في الوصول إلى الحكم في مصر، ولذلك تقول الرسالة إن حمد يعتقد أن الإخوان سوف يساعدونه في قضايا كثيرة ومنها سوريا، وهو ما تحقق بعد ذلك، وكان حمد محقا على ما يبدو فيما كان يعتقده، فمحمد مرسي وعبر خطاب علنى في الصالة المغطاة باستاد القاهرة وبعد نحو عام وتحديدا في ١٩ يونيو ٢٠١٣ عندما أعلن قطع العلاقات الرسمية مع سوريا، وأعلن أنه سيرسل بمن يقاتل إلى جوار الجيش السورى الحر.
ثالثا: كان لدى الإيرانيين ما هو أكثر من ذلك، فقد أشاروا إلى أن كل المؤشرات تميل إلى أن محمد مرسي سيكون الرئيس القادم لمصر، وأن هناك تخطيطا غربيا كبيرا لذلك، وهو التخطيط الذي تدعمه قطر وترعاه.
رابعا: من بين سطور الرسالة ما نصه: «لو الإخوان هيلعبوا مع الخليج في موضوع قناة السويس فمن الأفضل أن ينتهوا من الصفقة الآن».
وهنا لابد أن أتوقف قليلا، ففى الشهور الأولى للثورة كشفت عن اجتماع جرى في الدوحة، كان خيرت الشاطر طرفا فيه، وكنت أول من قال إن الإخوان سيعملون على تأجير القناة لقطر، وقتها هاجت الدنيا وماجت، وكان خيرت الشاطر على وشك أن يقسم بالطلاق ليقول إن شيئا من هذا لم يحدث، لكن يبدو أنه حدث، وكانت هناك مشاورات واتفاقات وصفقات أيضا تخص قناة السويس، وكانت جماعة الإخوان جزءا منها.
خامسا: من بين ما يفزعنا في هذه الرسالة ما جاء حول مصر وتحديدا المشير طنطاوى، فقد أوصت الرسالة بضرورة حرق القاهرة الآن، وقتل المشير طنطاوى على طريقة قتل القذافى، دون أن يُبين من أرسل الرسالة دوافعه، أو أسبابه لطرح هذه الفكرة من الأساس، لكنها يمكن أن تفسر لنا إحدى نقلات الهتاف في الميادين في الفترة التي حكم فيها المشير طنطاوى، فقد كان من بين الهتافات «عايزها تبقى سوريا.. هنخليهاله ليبيا». 
على أي حال ورغم الغموض الشديد الذي يحيط بهذه الرسالة فإنها تظل على أي حال كاشفة لما تورطت فيه قطر، ومؤكدة أن كل شىء يتم بمعرفة ومشاركة واضحة من الشيخة موزة رأسا، فلا شىء يتم بعيدا عنها، ولا شىء يتم إلا بمباركتها.
من النسخة الورقية