رغم الآلام الجسيمة التي خلفتها المذبحة الإجرامية ضد 21 مصريًا تم ذبحهم على أيدي أنصار تنظيم "داعش" الإرهابي بليبيا إلا أنها بكل أسف لم تكن مفاجأة بالنسبة لنا، ليس لأننا نعلم الغيب ولا نقرأ الكف، وإنما بكل بساطة لأن الشواهد الأولية كانت تمهد لوقوع أمر جلل ينتهي بدور أكبر لمصر في الأحداث الدامية بليبيا.
لذا جاءت المؤامرة بخطف الأقباط المصريين ثم التفاوض على إطلاق سراحهم مقابل طلبات أقل ما يقال عنها أنها "بلهاء" أو بالأدق تعجيزية مثل تسليمهم كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين اللتين أثيرت حولهما ضجة منذ سنوات حول تغيير ديانتهن من المسيحية إلى الإسلام وانتهى الجدل بتكذيب هذه الأقاويل التي أريد منها فتنة خطيرة لا تبقي ولا تذر.
وعلى مدى 5 مقالات سابقة بدأ نشرها في 16 ديسمبر الماضي وقبل أن تتفاقم الأحداث إلى حد المأساة فقد طرحنا المخاطر المحدقة بالمنطقة عبر الأوضاع المتفجرة في ليبيا.. وحاولنا دق ناقوس الخطر قبل وقوع المحظور.. وكما قلنا إن ليبيا هي اللغز.. العقدة والحل.. بلد الأحلام والألغام.. الميليشيات والقبائل.. الثورة والثروة.. بلد الأطماع تأتيه بحرا وجوا.. وأكدنا على أن الاستقرار في طرابلس يعني هدوءًا في الخليج العربي وإن صمت المدافع في برقة يمنح القاهرة سكونًا.
وعودة الحياة إلى حالتها الأولى في فزان يعطي دول الجوار الجغرافي الستة (مصر ـ السودان ـ النيجر ـ تشاد ـ تونس ـ الجزائر) رسالة سلام.. لا يعني ذلك أن ليبيا شأن إفريقي أو عربي خالص لأنها بحكم السواحل الممتدة المواجهة لأوروبا والارتباط التاريخي والإستراتيجي بإيطاليا وفرنسا والمصالح الأمريكية كل ذلك يجعل من المسألة الليبية شأنا عالميا تتقاطع على أرضها صراعات بما يزيد الأمر اشتعالا منذ 17 فبراير 2011 حتى الآن.. هذا التاريخ الذي فجر حروبا أهلية وانقسامات عشائرية وسباق تسلح وانتخابات نيابية لا يشارك فيها أحد.
فلا شك أن القاهرة أكثر المتضررين من غياب السلطة والأمن والقانون والفراغ السياسي، وتهريب السلاح وتهديد الأمن القومي المصري عبر حدود ممتدة لأكثر من 1200 كيلو.. وكان خطاب مصر واضحا في قلب روما: لن نسمح بتقسيم ليبيا وأن الحكومة المصرية تعمل على وحدة الصف الليبي وتقديم العون للشرعية في محاربة الإرهاب "والشرعية التي يتحدث عنها الرئيس هي الجيش الوطني بقيادة اللواء حفتر الذي يقود عملية الكرامة لتحرير ليبيا من ميليشيات الإخوان والقاعدة وأنصار الشريعة وداعش.
وأشرنا أيضًا إلى أن قضايا المنطقة الشائكة يتم ترتيبها الآن.. قضية العرب الكبرى وأم القضايا "فلسطين" تكاد تقترب من فصلها الأخير وتوضع نهاية نتمناها سعيدة بعد ما يقرب من قرن (تحديدا 97 عاما) من المعاناة والأزمات ونزيف الحروب.. العراق وسوريا واليمن دول عرفت مصير نظامها السياسي.. ليبيا تكاد تكون الدولة العربية الوحيدة التي تبحث عن مصيرها، عن وحدتها، عن هويتها ومستقبلها.. ليبيا تبحث عن منفذ وكل الأنظار خلف المتوسط أوروبية كانت أو أمريكية وفي الفناء الخلفي الإفريقي بل والعربي أيضا تتجه نحو مصر.
ويكفي أن تعلم أن الواقع على الأرض يشير إلى إن هناك 1700 ميليشيا، كل منها يقاتل لصالح نفسها أو لصالح آخرين (سواء كان الآخرون من داخل ليبيا أو خارجها)، وبالتالي لا تملك الميليشيات أن تضع سلاحها ولو مؤقتا تحت شعار هدنة محارب، هي ليست صاحبة قرار وليس لديها حوافز للتفاوض وما ستكون مطالبها، فالمشاركة في السلطة ليست من بين أهدافها، ولكن حقول الغاز والنفط هي المحرك!
القاهرة ـ كما ترى كل الأطراف الدولية والإقليمية ـ هي طوق النجاة لطرابلس، الجميع متفقون على ضرورة التدخل الجراحي السريع بعد أن دخلت ليبيا العناية المركزة فلا هي تتعافى ولا يريد لها أحد أن تدخل في غيبوبة ولكن الجميع أيضا لا يعرف من أين يبدأ الحل.. وكما قلنا تمامًا فإن مصر وحدها هي التي تملك فك الشفرة في المنطقة.. ولعل هذا ما أثبتته الحوادث التالية التي انتهت تلك النهاية المأساوية بقتل 21 مصريًا بريئًا لا ذنب لهم سوى إرهاب هذا التنظيم المأجور لتقويض الأمن وهدم السلم في البلدان العربية.
لذا جاءت المؤامرة بخطف الأقباط المصريين ثم التفاوض على إطلاق سراحهم مقابل طلبات أقل ما يقال عنها أنها "بلهاء" أو بالأدق تعجيزية مثل تسليمهم كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين اللتين أثيرت حولهما ضجة منذ سنوات حول تغيير ديانتهن من المسيحية إلى الإسلام وانتهى الجدل بتكذيب هذه الأقاويل التي أريد منها فتنة خطيرة لا تبقي ولا تذر.
وعلى مدى 5 مقالات سابقة بدأ نشرها في 16 ديسمبر الماضي وقبل أن تتفاقم الأحداث إلى حد المأساة فقد طرحنا المخاطر المحدقة بالمنطقة عبر الأوضاع المتفجرة في ليبيا.. وحاولنا دق ناقوس الخطر قبل وقوع المحظور.. وكما قلنا إن ليبيا هي اللغز.. العقدة والحل.. بلد الأحلام والألغام.. الميليشيات والقبائل.. الثورة والثروة.. بلد الأطماع تأتيه بحرا وجوا.. وأكدنا على أن الاستقرار في طرابلس يعني هدوءًا في الخليج العربي وإن صمت المدافع في برقة يمنح القاهرة سكونًا.
وعودة الحياة إلى حالتها الأولى في فزان يعطي دول الجوار الجغرافي الستة (مصر ـ السودان ـ النيجر ـ تشاد ـ تونس ـ الجزائر) رسالة سلام.. لا يعني ذلك أن ليبيا شأن إفريقي أو عربي خالص لأنها بحكم السواحل الممتدة المواجهة لأوروبا والارتباط التاريخي والإستراتيجي بإيطاليا وفرنسا والمصالح الأمريكية كل ذلك يجعل من المسألة الليبية شأنا عالميا تتقاطع على أرضها صراعات بما يزيد الأمر اشتعالا منذ 17 فبراير 2011 حتى الآن.. هذا التاريخ الذي فجر حروبا أهلية وانقسامات عشائرية وسباق تسلح وانتخابات نيابية لا يشارك فيها أحد.
فلا شك أن القاهرة أكثر المتضررين من غياب السلطة والأمن والقانون والفراغ السياسي، وتهريب السلاح وتهديد الأمن القومي المصري عبر حدود ممتدة لأكثر من 1200 كيلو.. وكان خطاب مصر واضحا في قلب روما: لن نسمح بتقسيم ليبيا وأن الحكومة المصرية تعمل على وحدة الصف الليبي وتقديم العون للشرعية في محاربة الإرهاب "والشرعية التي يتحدث عنها الرئيس هي الجيش الوطني بقيادة اللواء حفتر الذي يقود عملية الكرامة لتحرير ليبيا من ميليشيات الإخوان والقاعدة وأنصار الشريعة وداعش.
وأشرنا أيضًا إلى أن قضايا المنطقة الشائكة يتم ترتيبها الآن.. قضية العرب الكبرى وأم القضايا "فلسطين" تكاد تقترب من فصلها الأخير وتوضع نهاية نتمناها سعيدة بعد ما يقرب من قرن (تحديدا 97 عاما) من المعاناة والأزمات ونزيف الحروب.. العراق وسوريا واليمن دول عرفت مصير نظامها السياسي.. ليبيا تكاد تكون الدولة العربية الوحيدة التي تبحث عن مصيرها، عن وحدتها، عن هويتها ومستقبلها.. ليبيا تبحث عن منفذ وكل الأنظار خلف المتوسط أوروبية كانت أو أمريكية وفي الفناء الخلفي الإفريقي بل والعربي أيضا تتجه نحو مصر.
ويكفي أن تعلم أن الواقع على الأرض يشير إلى إن هناك 1700 ميليشيا، كل منها يقاتل لصالح نفسها أو لصالح آخرين (سواء كان الآخرون من داخل ليبيا أو خارجها)، وبالتالي لا تملك الميليشيات أن تضع سلاحها ولو مؤقتا تحت شعار هدنة محارب، هي ليست صاحبة قرار وليس لديها حوافز للتفاوض وما ستكون مطالبها، فالمشاركة في السلطة ليست من بين أهدافها، ولكن حقول الغاز والنفط هي المحرك!
القاهرة ـ كما ترى كل الأطراف الدولية والإقليمية ـ هي طوق النجاة لطرابلس، الجميع متفقون على ضرورة التدخل الجراحي السريع بعد أن دخلت ليبيا العناية المركزة فلا هي تتعافى ولا يريد لها أحد أن تدخل في غيبوبة ولكن الجميع أيضا لا يعرف من أين يبدأ الحل.. وكما قلنا تمامًا فإن مصر وحدها هي التي تملك فك الشفرة في المنطقة.. ولعل هذا ما أثبتته الحوادث التالية التي انتهت تلك النهاية المأساوية بقتل 21 مصريًا بريئًا لا ذنب لهم سوى إرهاب هذا التنظيم المأجور لتقويض الأمن وهدم السلم في البلدان العربية.